بالفيديو.. صفط اللبن بين كرباج الحكومة ولقمة العيش

فى جو من المخالفات القانونية بمنطقة صفط اللبن، يبحث أهالى المنطقة فى هذا الجو الملبد بالغيوم على لقمة العيش، منطقة صفط اللبن من المناطق العشوائية الشعبية التى تعانى من غياب كيان القانون من خلال أبنية مخالفة وباعة جائلين، والسير عكس الاتجاه وسحب كهرباء من أعمدة الإنارة الخاصة بكوبرى صفط اللبن، وأعمال البلطجة وتجمعات للقمامة، التى أصبحت جزءًا من معالم هذا المكان .


وبين تجمعات القمامة يحاول أهل المنطقة البحث عن الرزق فالبعض منهم يمتلك أكشاكاً لكسب المال تمثل مصدر الرزق الوحيد لأسرة تتكون من 6 أفراد يعانون من أمراض تحتاج للعلاج الدائم، وآخرين يجدونها بديلا عن العمل بالسرقة والمخدرات .


شهدت منطقة صفط اللبن حملة أمنية موسعة لإزالة جميع الإشغالات الموجودة بالطرق وإخراج الباعة الجائلين من المنطقة وفتح الشوارع المغلقة أمام المرور والمشاة .


لاقت هذه الحملة ردود أفعال مختلفة، حيث أعرب سكان المنطقة عن سعادتهم بما تقوم به الحملة مبررين ذلك بكونه حقًا لهم فى أن تصبح المنطقة نظيفة وأنهم لطالما تمنوا أن يقوم الحى بمثل هذه الحملات، كما أثنوا على دور الداخلية فى إبعاد الخارجين على القانون، مؤكدين أن وجود هؤلاء الباعة الجائلين بالطرق يعرقل حركة المرور ويسبب العديد من الحوادث ويعطى مجالا للبعض للسير عكس الاتجاه، وطالبوا الداخلية بعمل حملات دورية للقضاء على جميع المخالفات.


كما لاقت الحملة استياء شديدا من قبل الباعة الجائلين وأصحاب الأكشاك المخالفة، حيث قال أحد هؤلاء الباعة، إنه يمتلك “فرشة فاكهة” وقام بتقديم الأوراق الخاصة بعمل تصريح بيع ليتمكن من البيع بشكل قانونى، مؤكدا أنه يقف بنفس المكان منذ 18 عاما، وعلى الرغم من ذلك أزالت البلدية الفرشة .


وقال أحد المسجلين خطر، إنه قد توقف عن بيع المخدرات بحثا عن الرزق الحلال من خلال عمله لكشك لعمل الشاى للسائقين، وبالرغم من تقدمه بطلب إلى الجهات المختصة منذ أكثر من ثمانية شهور، أملا بألا يستبدل وضعه الحالى بما كان عليه قبل توبته، لكن كان ذلك دون جدوى .

وعلى جانب آخر أكد مدير إشغالات حى بولاق الدكرور القطاع الشمالى هانى عبده أن هذه الحملة لم تكن مفاجأة بالنسبة للبائعين فقد تم توجيه عدة إنذارات لهم بالمخالفة قبل نزول هذه الحملة، ومع ذلك ظل المخالفون فى أماكنهم، ضاربين بهذه الإنذارات عرض الحائط .


وفى لمسة إنسانية وجدنا ”الحاج محمود”، الذى يعانى من مرض السكر الذى أدى إلى بتر رجليه، والذى قال إنه عندما تقدم إلى الحى لطلب ترخيص لعمل كشك خاص به، ساعده اللواء عبد العزيز طلبة رئيس حى بولاق الدكرور فى إصداره فورًا .


على النقيض من ذلك كان وضع ”محمد”، الذى كان يشكو من تقديمه لطلب عمل الترخيص لأكثر من مرة وفى كل مرة النتيجة هى ضياع الطلب الذى قام بتقديمه .


قال اللواء عبد العزيز طلبة، رئيس حى بولاق الدكرور، إن حى بولاق يوجد به عدد كبير من المخالفات والتعديات على الطرق، وهذه الحملة جاءت بعد اختفاء مثل هذه الحملات منذ فترة طويلة، وطلب سكان الحى عمل إزالة لهده التعديات، مؤكدا أن ذلك يعيد هيبة الدولة والثقة المتبادلة بين الشرطة والشعب .


وأشار إلى أنه تم تحقيق إنجازات عدة بعد هذه الحملة تمثلت فى إزالة 20 فاترينة و 18 كشكا و 4 شوادر لحوم غير مطابقة لشروط الصحة العامة، وعدد من العربات الكارو.


أما بالنسبة لما يقدمه الحى كحلول بديلة لمن قامت الحملة بإزالة مصدر رزقه فقال طلبة إن الحى يتيح لكل من يريد عمل ترخيص لعمل كشك أو فتح محل الفرصة، ولكن بعض البائعين يتكاسلون ويتخذون الطريق الأسهل بالنسبة لهم وهو "المخالفة"، مؤكدا أن عودة البائعين والأكشاك المخالفة لما كانوا عليه قبل عملية الإزالة سيتم إزالة ما بنوه مرة أخرى لإصراره على المخالفة، وهو ما يفقده بدوره وقوف الحى بجانبه .


وبعد انتهاء الحملة مباشرة عاد جميع الباعة الجائلين الفارين من قوات البلدية إلى أماكنهم مرة أخرى وبقى الوضع على ما هو عليه فى السابق …..!!