كشفت أعمال الحفر التى أجراها أحد المقاولين التابعين لوزارة الأوقاف بمنطقة سوق الخميس بحى المطرية شرق القاهرة، بغرض إنشاء سور يحيط بهذه المنطقة عن لوحة أثرية من الحجر الجيرى، ترجع لعصر الدولة الحديثة، عبارة عن الجزء الأيمن من مائدة للقرابين فى حالة جيدة من الحفظ، يبلغ ارتفاعها 34.5 سم وعرض 45 سم، بينما يصل سمكها إلى 7.5 سم.
وقال الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار إن هذه القطعة تعد فى حد ذاتها قائمة بمختلف أنواع القرابين المعروفة فى مصر القديمة، حيث صور عليها منظر بالنحت البارز يجمع مختلف أشكال القرابين من الإوز المذبوح والخبز والخضراوات والتين والرمان، إضافة إلى زهور اللوتس رمز البعث عند المصرى القديم. كما تحمل اللوحة نصا هيروغليفيا بالنحت الغائر يُسجل صيغة القربان المتعارف عليها فى مصر القديمة، إلا أنها لا تزال مجهولة الهوية، حيث يصعب تحديد اسم صاحبها، والذى لم يتبق منه سوى حرف واحد بسبب وجود بعض الكسور بالنص.
وأشار د. إبراهيم إلى أن الكشف يحمل فى طياته كشفاً آخر، قد يُؤدى إلى معلومات مضافة إلى الإرث التاريخى للمنطقة، لافتا إلى أن الأرض موقع الكشف مملوكة لهيئة الأوقاف المصرية، وخاضعة لإشراف وزارة الآثار وفقاً للقرار الوزارى الصادر فى عام 1962 م.
من جانبه أشار د. محمد البيلى، رئيس قطاع الآثار المصرية، إلى أن اللوحة يرجح تأريخها إلى ما بين نهاية الأسرة الثامنة عشر وبداية الأسرة التاسعة عشر. وأضاف أن هذه ليست المرة الأولى التى يتم فيها الكشف عن آثار فى عين شمس والمطرية باعتبارهما مدينة "أون" أحد أهم المدن المصرية القديمة، حيث كانت مركزاً لعبادة الشمس، وكان ملوك الفراعنة بداية من عصر ما قبل الأسرات وحتى العصر اليونانى الرومانى يحرصون على بناء المقابر والمعابد بالمنطقة لأهميتها، حيث كانت "أون" مركزاً لأول وأقدم جامعة عرفتها الإنسانية، وهى الجامعة التى تخرج منها سيدنا يوسف عليه السلام، وفلاسفة اليونان.
لذلك كان حرص وزارة الآثار على ضرورة مرافقة أحد الأثريين المتخصصين فى أى أعمال حفر تتم بالمنطقة، منوها بأن المنطقة يوجد بها مسلة سنوسرت الأولى التى تعد إحدى المسلات المهمة، وبجوارها منطقة متحف مفتوح فيها العديد من الآثار والتماثيل الضخمة، أحدها لرمسيس الثانى، إضافة إلى عدة مقابر ترجع إلى عصر الأسرة 26.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة