"اليوم السابع" تجول داخل الأماكن التى حددتها محافظة القاهرة للبدء فى تنفيذ مشروعها الخاص بتجميع الباعة الجائلين، لتخفيف كثافة الإشغالات بالطرق داخل العاصمة، وفقًا لما يعرف بـ "أسواق اليوم الواحد"، حيث بدأت الأسواق العمل بمناطق مختلفة فى القاهرة، من بينها منطقة وسط البلد، والجمالية، والسيدة زينب، وحمام الثلاثاء.
من جانبهم ناشد الباعة الجائلون بمنطقة الدراسة الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، بضرورة توفير أكشاك مناسبة بأسواق اليوم الواحد التى قامت المحافظة بتوفيرها لهم، وسوف يقومون ببنائها على حسابهم الشخصى، قائلين: "المحافظة قالت لنا ماحدش يبنى، قولنالهم إحنا هنبنى بفلوسنا ونقعد علشان نبطل سرقة". مؤكدين أن أسواق اليوم الواحد يوجد خلفها مقابر غير صحية تضم عددًا كبيرًا من البلطجية.
وقالت والدة أحد الباعة الجائلين من منطقة الجمالية إنها متواجدة منذ الصباح الباكر لاستلام المكان الذى قامت المحافظة بتوفيره لابنها، إلا أن البلطجية قاموا بمطاردة الباعة المنتظرين بالأسلحة البيضاء والأعيرة النارية، وقالت: "مش عايزين نندم ونقول: فين أيامك يا مبارك؟".
ويقول محمد عبد العظيم: "أنا بائع جائل منذ خمس سنوات، أقوم ببيع لعب الأطفال، ومارست هذه المهنة بعد خروجى من السجن، والمحافظة قامت بتوفير هذه الخانات، ولكنَّ البلطجية الموجودين خلف هذه الأسواق قاموا بإطلاق الأعيرة النارية، بمجرد استلامنا مواقعنا، وبعد المشاورات معهم طلبوا فرض إتاوات علينا". مشيرًا إلى أن أصحاب هذه المنطقة هددوا جميع البائعين بعدم فرش بضائعهم بها، وأضاف: "لا أريد أن أسرق أو أسبب الإيذاء لأى شخص".
وطالب محمد حسين، أحد الباعة الجائلين، بتوفير الأكشاك والأمن، مشيرًا إلى أن الغالبية العظمى من البائعين ليس لديهم أى اعتراض على ترحيلهم من أماكنهم الحالية، ولكن بشرط توفير أماكن بديلة لهم، تتمتع برواج اقتصادى وإقبال من المواطنين.
فيما رحب محمد جمال، بائع نظارات، بفكرة سوق اليوم الواحد، حتى ولو لم تعمل السوق بشكل يومى، حيث يرى أنها أرحم من العمل الجائل الذى يشبه التسول.
ومن جانبه أكد اللواء سيف الإسلام عبد البارى، نائب المنطقة الجنوبية لمحافظة القاهرة، أنه تم حصر جميع الباعة الجائلين المقيمين بالقاهرة لتوزيعهم داخل أسواق اليوم الواحد على حسب الأعداد التى تم حصرها، مشددًا على ضرورة التزام الباعة الجائلين بقرارات المحافظة، وإلا فسوف يطبق القانون بكل حسم على من يخالفه.
وطالب سيف الإسلام، فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، الباعة بالاستجابة لقرارات المحافظة، وذلك كحل مؤقت لتسيير حركة المرور القاهرية، ولجذب الاستثمار الخارجى، قائلاً: "العملية مش بالمزاج، والقانون سيطبق على أى بائع".
وأضاف: "سوف يتم التعامل بالقوة الجبرية مع كل بائع يرفض الامتثال لهذه الإجراءات ويخالف القواعد، وستتم مصادرة البضاعة".
وقال الدكتور شريف الجوهرى، مدير وحدة الدعم الفنى بصندوق تطوير العشوائيات: إن الصندوق أعد مقترحًا بشأن الباعة الجائلين، وتقدم به لمحافظة القاهرة، وكذلك مجلس الوزراء، إلا أن الحكومة لم تنظر إليه.
من جانبه قال اللواء أحمد زكى عابدين، وزير التنمية المحلية: إنه جارٍ إنشاء أسواق للباعة الجائلين داخل المحافظات المختلفة، وذلك بعد موافقة مجلس الوزراء على ذلك، لافتًا إلى أنه سيتم التفاوض مع الباعة الجائلين من أجل ترك أماكنهم وتسلم الأسواق المخصصة لهم.
وأضاف "عابدين"، فى تصريح لـ "اليوم السابع"، أنه سيتم تطبيق القانون بحزم على المخالفين من الباعة الجائلين بعد توفير الأسواق لهم، وأن الحكومة ستقوم بتمليك هؤلاء الباعة الأكشاك، وإنهاء جميع الإجراءات المتعلقة بالرخصة والسجل التجارى.
وأوضح أن أسواق اليوم الواحد لا تتناسب مع المجتمع المصرى، وأن الحل الوحيد هو إنشاء أسواق لهم بعيدة عن الميادين والشوارع الرئيسية بالمحافظات، مضيفًا أن الباعة الجائلين ليسوا أعداء الوطن، بل مواطنون وفَّروا لأنفسهم فرصة عمل فى ظل البطالة التى يعانيها الشعب، ولهم حق فى أن توفر لهم الدولة أسواقًا مناسبة يستطيعون الحصول من خلالها على رزق مناسب يوفر لهم حياة كريمة، مؤكدًا أن الدولة لن تعود للوراء مرة أخرى.









