الزمان:1 فبراير 2012، المكان: استاد بورسعيد، المشهد: طريق طويل يتأجج بهتافات حماسية كفيلة بدفع فريقهم صاحب الفانلة الحمراء للنصر، مشجعين شباب وصبية من مجموعة الأولتراس اصطفوا بين صفوف مدرجات النادى المصرى على جهة اليسار بالاستاد المصرى، الهتافات حماسية، الجو متوتر بعض الشىء.. الشماريخ تشتعل وتلهب مشاعر الجماهير المتحمسة.. بريق السلاح الأبيض يسطع بين كفوف البلطجية الجالسين على يمين المقصورة.. لسان حال الناس فى البيوت يردد: يارب استر واليوم ده يعدى على خير.
قبل إطلاق صافرة الختام بفوز النادى المصرى انقلب المشهد وتبدل تماما، حالة من الهرج تسود بين صفوف المشجعين، ضباط الجيش صامتون كأن على رؤوسهم الطير، البوابات أُغلقت ورغم ذلك يتدافع عليها العشرات للفرار من الموت.. استغاثات برجال الأمن «الحقونا.. افتحوا البيبان».. ولكن لا مجيب.. الكل حاول الهروب وعشرات الجثث ألقيت على الأرض الخضراء أغلبهم صبية لم تتجاوز أعمارهم السبعة عشر عاما.
التاريخ السابق، لن ينساه الكثيرون من أهالى القاهرة وبورسعيد، ففى هذا اليوم حُصدت أرواح العشرات وكسا الحزن وجوه الجميع، حتى ارتبط هذا الموعد والمكان بذكرى سيئة فى نفوس المصريين، «اليوم السابع» تجولت داخل استاد بورسعيد الذى شهد المذبحة بالتزامن مع جلسة استماع مرافعة دفاع المتهمين فى هذه الحادثة التى مر عليها 7 أشهر لمعرفة ما وصل له الاستاد هل تم غلقه فعلا أم عادت الحياة فيه إلى طبيعتها؟
النادى المصرى هو جزء من مركز شباب المصرى ببورسعيد ولكنه تم الفصل بين الجهتين منذ عام 2009 بعد كأس العالم للشباب حتى أصبح كل ناد مستقلا بذاته وخاضعا لرقابة مختلفة.. هناك ترى مكانا أصبح شبه مهجور والملاعب مغلقة، الساحة المخصصة للعب الهوكى مغطاة ببعض الأسلاك الممزقة وغطاء شبكى متهالك وصدى الأبواب منتشر جدا.
على بعد 50 مترا تقريبا من البوابة الرئيسية لمركز الشباب يقع باب الاستاد الشرقى كان يجلس أمام البوابة خمسة شباب يلعبون الهوكى على أرضية النادى وليس بملعبهم الخاص، حاولنا الدخول لحارس الاستاد بحجة رغبتنا فى الاشتراك فى لعبة رياضية إلا أنه أكد أن جميع الألعاب فى النادى توقفت منذ أحداث بورسعيد وهؤلاء الشباب لا ينتمون أصلا للنادى ولكنهم تابعون لمركز الشباب.
الاستاد المصرى يقع على مشارف ثلاثة شوارع متقاطعة «طرح البحر وشارع 23 يوليو وشارع الأمين»، ونظرا لأن جميع الأبواب مغلقة فلم نتمكن من الدخول للاستاد من البوابة الغربية، البوابة تقع فى شارع طرح البحر يحرسها رجل واحد فقط فى الخمسينيات من عمره، مهمته منع أى زيارات أو أى شخص من الدخول للاستاد وفقا لقرار النائب العام.
تحدث الرجل معنا بحزن عن أحوال النادى المتدهورة دون علم مسبق بأننا صحفيون، بعدما أكدنا أننا انتقلنا مؤخرا للبلد ونريد معرفة تفاصيل الاشتراك بالنادى، الرجل أكد ما قاله الحارس الأول أن جميع الألعاب أغلقت ومن يريد الانضمام عليه الاشتراك بمركز الشباب، وعندما تطرقنا معه إلى الحديث عن المذبحة أكد بحزن شديد أنها كانت مفاجأة للجميع ولا يعلم أحد لماذا وكيف دخلت الأسلحة البيضاء، قائلا «التدافع كان عاملا مهما فى مقتل هؤلاء الشباب، فإغلاق الأبواب تسبب فى تدافعهم على بعض، مؤكدا أن الاستاد لا يفتح إلا للتنظيف فقط وهو ما كان جليا على الأرضية وحالة مدرجات الاستاد.
استطعنا دخول الاستاد نفسه «مسرح الجريمة»، ولكن المفاجأة أن الاستاد كان نظيفا تماما ولا يحمل إلا قدرا يسيرا جدا من آثار المذبحة فعلى جهة اليسار بعض آثار الحديد المنزوع من إحدى البوابات والملقى على الأرض، بعض البوابات الشرقية تحمل آثار الكسر، ولكن الأرض نظيفة جدا، بعض شباب المذبحة الناجين - نحتفظ بهويتهم - أكدوا لنا أن الملعب ُطمست ملامحه عقب المباراة بأيام قليلة لطمس أدلة الجريمة وهو ما شاهدوه بأنفسهم.
توقف نشاط النادى المصرى منذ أحداث بورسعيد كان هو محور الحديث بين مواطنى المدينة، حيث أكد عدد كبير من المواطنين أن النادى متوقف ولا يشهد أى مباريات منذ أحداث بور سعيد، وهو ما أثر على حال البلد ولكنهم أشاروا إلى أنه سوف يعود للعمل فى الدورى القادم.
محمد عراقى عامل بأحد المقاهى المحيطة بالنادى المصرى قال «منذ المذبحة والنادى متوقف عن العمل وهو ما عاد بالضرر على حال بورسعيد كلها، فالحال واقف من وقتها، ولم تعد بورسعيد كما كانت، بل تقزمت مكانتها اقتصاديا وحتى سياحيا بين المدن الساحلية».
ومن جهته أكد حسن عبده وهو عامل بأحد المطاعم التى تقدم عروضا راقصة نفس الكلام وهو يجلس بجوار بالونات العروض القماشية المرصوصة على الأرض أمام المطعم وقال «العروض توقفت تماما بعد حادث المذبحة، وهو الوضع الذى أصبحت عليه بورسعيد كلها»، مضيفا «النادى أصبح مهجورا، مافيهوش حد، وحالنا واقف منذ المذبحة، بورسعيد بلد تجارية ولكن ما حدث بالاستاد جعل الكثيرين يخافون البلد».
«اليوم السابع» داخل استاد بورسعيد.. النشاط الرياضى يقتصر على مركز الشباب.. وشهود العيان يؤكدون: الأدلة طمست بعد أيام قليلة من المذبحة.. أبناء بورسعيد: توقف «المصرى» عن العمل يضر المدينة
الثلاثاء، 04 سبتمبر 2012 12:25 م
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
ما الموضوع
عدد الردود 0
بواسطة:
نبيل سويلم
أتقوا الله
عدد الردود 0
بواسطة:
rehammahmoud
مجزرة بورسعيد
عدد الردود 0
بواسطة:
مخنوق من الهبل
الى رقم ( 1 ) انت مريض
التعليق بالاعلى
عدد الردود 0
بواسطة:
الهدى ابراهيم
بورسعيد القاتلة
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن
باسلة !!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
...
منطقيه
عدد الردود 0
بواسطة:
atef
يا جماعة حرام