مشعل واستراحة المحارب

الأحد، 30 سبتمبر 2012 03:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استراحة محارب، هذا هو الوصف الذى يمكن إطلاقه على خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، الذى اختار بنفسه أن يستريح من منصبه القيادى بالحركة، معلنا عدم ترشحه مرة أخرى فى رئاسة حماس بعد سنوات حمل خلالها الحركة من العمل السرى إلى العلن، ووضعها على الخريطة السياسية الفلسطينية، بعدما كان وجودها قاصرا على العمل المقاوم فقط.

مشعل الذى أكد رغبته فى ضخ دماء جديدة بالحركة، قرر أن ينزوى خلف الستار بعد 16 عاما قاد فيها حماس فى فترة من أشد الفترات صعوبة، حقق فيها العديد من الإنجازات وعبرت خلالها الحركة محطات كثيرة منها الانتفاضة الأولى والثانية ومواجهة ضغط اتفاقيات التسوية على القضية الفلسطينية واغتيال قيادات كبيرة للحركة.

ورغم أن قرار مشعل بعدم الترشح لرئاسة المكتب السياسى للحركة غير مفاجئ، فقد سبق أن أعلنه قبل عام تقريبا فى الخرطوم، إلا أن الجديد فى الأمر هو الحديث داخل الحركة وخارجها أيضا عن إعادة تشكيل الأطر القيادية لحماس بما يتواءم مع التغيرات التى تشهدها المنطقة العربية فى أعقاب ثورات الربيع العربى، وهو ما يشير إلى نية داخل الحركة للضخ بوجوه شابة فى صدارة العمل السياسى لحماس، وهو ما ينبئ بأن خليفة مشعل قد يأتى من خارج الأسماء المطروحة إعلاميا حاليا، والتى تنحصر بين اسمين وهما الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسى لحماس، والذى سبق أن تولى رئاسة المكتب قبل مشعل، ويحظى أبو مرزوق بقبول داخل فلسطين وخارجها وعلاقاته القوية، خاصة مع القاهرة التى اختارها منذ ستة أشهر تقريبا محلا مؤقتا لإقامته فى أعقاب اندلاع الثورة السورية على نظام بشار الأسد، والثانى هو إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة فى قطاع غزة الذى يلقى دعما من قيادات الحركة فى قطاع غزة ممن يرغبون فى نقل القيادة للقطاع الذى يرون أن قياداته يستحقون رئاسة الحركة تكريما لهم على معاناتهم من الضربات الإسرائيلية المتتالية على القطاع والحصار المفروض عليهم.

وبعيدا عن أبو مرزوق وهنية فإن هناك اسما بدأ يطرح بقوة لشخص بعيد تماما عن الإعلام، لكن له تأثير حركى قوى داخل حماس، وهو صالح العارورى، المقيم حاليا فى تركيا، والذى يتميز بعلاقة وثيقة مع مشعل كما أنه يحظى بشعبية واسعة داخل الحركة فى الضفة والخارج، كما ينظر إليه على أنه مهندس صفقة الأسرى الفلسطينيين، التى أفرجت حماس بموجبها عن الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط، مقابل إطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين.

لكن كما قلت فإنه رغم الأسماء المطروحة سواء المعلن منها أو غير المعلن، فإن هناك اتجاها داخل الحركة بتصعيد وجوه شابة تستطيع مواكبة التغيرات الإقليمية، على أن يكون دور القيادات الحالية دورا توجيهيا والاستفادة من خبراتهم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة