م.على زين يكتب: لهذه الأسباب لن أشارك فى هذه الأحزاب

الأحد، 30 سبتمبر 2012 02:50 م
م.على زين يكتب: لهذه الأسباب لن أشارك فى هذه الأحزاب صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت أعتقد أن السياسة علم مثلها مثل الهندسة التى درستها أو الطب أو التجارة، علم وفن وإدارة لشئون البلاد والعباد، ومن هذا المنطلق كانت نظرتى لفكرة الأحزاب ورغبتى فى الانضمام لما أراه مناسبا لطريقتى وطموحاتى من تلك الأحزاب، قد يختلف هذا الحزب مع ذاك أو تختلف طريقته، ولكن الغاية واحدة فى النهاية وهى الوصول لأفضل حالة ممكنة للعنصر البشرى وللدولة فى شكل مؤسساتها وأجهزتها المختلفة.

قامت الثورة وشاركت مع من شاركوا خلال الأيام الثمانية عشرة ومن قبلها بسنوات، على الأقل بكلمة وحث على التغيير والمناداة به فى الدوائر المحيطة بى فى عملى أو من خلال أصدقائى، وبدأ قيام الأحزاب المختلفة الحرية والعدالة والنور والمصرى الديمقراطى الاجتماعى والمصريين الأحرار وأخيرا الدستور وفى الطريق مصر القوية وأحزاب أخرى.

حتى اللحظة لا أستوعب فكرة تقسيم تلك الأحزاب بين ما يسمى تيار الإسلام السياسى وبين ما يسمى غير الإسلام السياسى سواء ناصريين أو يساريين أو ليبراليين أو غيرهم، التصنيف طائفى بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وإذا عدنا إلى بداية تلك السطور سنجد أن اعتقادى أن السياسة علم يختلف من حزب لآخر، ولكن أن يتم تقسيم السياسة والأحزاب على أساس إسلامى وغير إسلامى فهذه كارثة بكل المقاييس.

نحن دولة إسلامية لا جدال على ذلك ونفتخر بهذا، حتى المسيحيين فى مصر بحكم كل تلك القرون التى مضت هم يعيشون فى وسط الحضارة الإسلامية، حتى أنه قد تتشابه فى أحيان كثيرة عاداتهم مع عاداتنا فكرة أن الدولة مسلمة وحضارتها الإسلام قضية منتهية أساسا، فكرة أن الشريعة الإسلامية هى إطار حاكم وخطوط عريضة ودائرة واسعة لتفصيلات حياتنا المختلفة قضية منتهية أساسا أيضا ولا جدال فى ذلك، طالما اتفقنا على هذه الثوابت وطالما اتفقنا أن السياسة ما هى إلا علم لكى نسوس الناس به، ونسوس المؤسسات التى تمثل الدولة به، طالما اتفقنا على ذلك لماذا إذن الإصرار على تلك التسمية المقيتة، تيار إسلام سياسى وآخر لا يمت للفكرة الإسلامية؟ لا أعرف تحديدا من هو صاحب تلك التسمية؟ ومن اخترعها؟ هل الإعلام؟ هل من ينتمون لبعض تلك الأحزاب؟

ما نعرفه فى السياسة أن هناك يمين وهذا دائما يميل إلى الأصول والثوابت وعدم الرغبة فى التغيير، وهناك يسار يميل دائما للعدالة الاجتماعية والرغبة فى التغيير.

لماذا لا نطلق من هذه الرؤية على أحزاب مثل الحرية والعدالة والنور والأصالة إنها تمثل اليمين المحافظ ، وأحزاب مثل الدستور والوفد أحزابا ليبرالية أو يسارية، بعيدا عن كلمة علمانية التى ترادف عند البسطاء فى مجتمعاتنا، وما أكثرهم، ترادف الكفر والإلحاد والدعوة إلى الفجور.

مصادفة وأنا أكتب تلك الكلمات الآن وأجلس بجوار أمى التى تشاهد إحدى القنوات الدينية لفت انتباهى تلك الكلمات لأحد الشيوخ، يقول الآتى بالنص كما سمعته: "يجب على الأحزاب الإسلامية أن تتحد فى مواجهة الأحزاب العلمانية فهذا واجب شرعى، وإنما المؤمنون إخوة – يقصد بالمؤمنين الأحزاب الإسلامية"، وماذا يكون غيرهم يا فضيلة الشيخ؟ هل الأحزاب الأخرى غير مؤمنة!

لهذه الأسباب ولهذه العنصرية لن أشارك فى أى من تلك الأحزاب على اختلافها، وللحقيقة كما أن هناك نماذج سيئة تصدر نفسها على أنها تتحدث باسم الإسلام، هناك أيضا نماذج أكثر سوءا تتحدث باسم الأحزاب الليبرالية أو اليسارية ولا تشجع المواطن البسيط للانضمام إليها، فمازال الكثير من عموم المصريين نظرتهم فى الحكم على الأشخاص تنحصر فى التدين حتى وإن كان ظاهريا لمصلحة مستترة، وعلى هذا الأساس أيضا ستكون نتيجة الاستفتاء الذى سيتم على الدستور بعد شهور أو أسابيع وستكون اختيارات الناس فى كثير من الأمور المستقبلية أيضا على أساس التدين وليس على أساس أى شىء آخر.

من يرغبون فى التغيير ومن يريدون أن يلعبوا سياسية عليهم أن يدركوا حقيقتين أولاهما أنه لابد لهم من النزول الى الشارع بكثافة والتواجد مع الناس باستمرار، والثانية أن يدركوا طبيعة العقلية التى سيتعاملون معها، وأن الثقافة المحدودة هى الغالبة على من سيقابلون ويتعاملون، وليس أمامهم سوى عامل الوقت، هذا بشرط أن تتهيأ الظروف وألا تمارس ديكتاتورية مقنعة من الطرف الأقوى حاليا وهو اليمين أو الإسلام السياسى كما يتم تسميتهم.

لا أتحمل هذا الانقسام السخيف الذى سيحدث فى الأسابيع القادمة بسبب تلك التسميات والتصنيفات، وكنت أتمنى أن أشارك أعضاء حزب الدستور مشروعهم، ولدى أمل فى شبابه الرائع المؤمن بفكرة وقضية وهدف، وأتمنى ألا ينزلق لتلك المهاترات، وأتمنى أن ينجح ويكون له أرضية قوية فى الشارع رغم صعوبة الظرف الحالى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة