تحدثت مجلة "تايم" الأمريكية عن الضحايا المدنيين الذين يمكن أن يسقطوا فى حالة توجيه ضربة عسكرية لإيران بسبب برنامجها النووى، وقالت إنه على الرغم من أن أحدا لا يتحدث عن هذا الأمر، إلا أن عدد هؤلاء الضحايا يمكن أن يماثل عدد من سقطوا فى كارثة انفجار المفاعل النووى تشرنوبل أو كارثة بوبال، عندما حدث انفجار فى مصنع مبيدات فى المدينة الهندية فى ديسمبر عام 1984 مما أدى إلى انطلاق مواد كميائية سامة أدت إلى وفاة 3787 وقت الحادث، بينما توفى من 8 إلى 10 آلاف خلال الأيام الثلاثة الأولى، ومات 25 ألفا فى السنوات التالية بسبب أمراض متعلقة بالتعرض للغاز السام.
وتمضى المجلة قائلة "بينما يتزايد عبوس الإيرانيين خوفا من هجوم وشيك، إلا أنهم يظلوا غير مدركين لمدى التأثير المدمر للإنسان فى حالة توجيه ضربة للمنشآت النووية فى بلادهم، إلا أن تقريرا صدر مؤخرا، توقع أنه حتى فى حالة توجيه ضربة محافظة لعدد قليل من المنشآت النووية، فإنها يمكن أن تقتل ما بين 5 آلاف إلى 80 ألف شخص.
ويشير تقرير "المغامرة النووية لآية الله" والذى كتبه عالم أمريكى من أصل إيرانى له خبرة فى إدارة النفايات النووية إلى أن عددا من المواقع الإيرانية تقع بشكل مباشر على قمة مراكز مدنية رئيسية، وأحد هذه المواقع سيكون بالتأكيد مستهدفا فى أى حملة، وهو منشآة أصفهان، لتخصيب اليورانيوم والتى يوجد بها حوالى 371 طنا من سادس فلوريد اليورانيوم وتقع على مقربة من المدينة.
وفى حال حدوث أى ضربة ستصل أعمدة الغاز السام إلى وسط المدينة فى غضون ساعة، مما يسفر عن مقتل أو إصابة ما يصل إلى 70 ألف، وتعرض أكثر من 300 ألف للمواد المشعة، وهو ما يعنى تدمير رئاتهم وإصابتهم بالعمى وحروقا شديدة فى الجلد والأنسجة الأخرى وأضرارا بالأجهزة الحيوية فى الجسم.
ويقول خسرو سيمانى، مؤلف التقرير، إن الأرقام مقلقة، فنحن نتحدث عن كارثة فى مرتبة بوبال أو تشرنوبل.
وإلى جانب هذا، تتابع المجلة، فإن افتقار الحكومة الإيرانية للاستعداد فى التعامل مع التسرب الإشعاعى واسع المدى يمكن أن يرفع معدل الوفيات، كما يقول سيمانى.
وفى دراسته المنشورة فى معهد جامعة هينكلى يوتا ومنظمة "أوميد لإيران" غير الحكومية، فإن استجابات الطوارئ فى إيران، يشير إلى أن ضحايا المدنيين فى الكوارث المماثلة فى الزلازال أكبر بكثير من ضحايا كوارث مماثلة فى دول أفضل استعدادا مثل تركيا، ومع عدم وجود بنية تحتية طبية مناسبة للتعامل مع التسرب الإشعاعى وغياب نظم الإنذار المبكر للحد منه، فإن إيران يمكن أن يتم سحقها فى أعقاب الضربة.
وتنقل تايم عن جمشيد بارزغار، أحد كبار المحللين فى بى بى سى الفارسية، قوله إن تلك القضية خط أحمر فى وسائل الإعلام الإيرانية ولا يمكنها أنه تقترب منها، مضيفا أن الحديث عن هذا من شأنه أن يعتبر إضعافا لمواقف الناس، والحكومة لا تتحدث إلا عن التكتيكات والمقاومة وأن إيران لن تضر بأى هجوم.
تايم: ضحايا ضرب إيران قد يماثل ضحايا تشرنوبل أو بوبال الهندية.. دراسة تتوقع وصول عدد القتلى والمصابين إلى 80 ألف شخص.. وضعف الاستعداد الحكومى فى طهران يهدد بسحق البلاد
الأحد، 30 سبتمبر 2012 12:17 م