يتوجه الرئيس المصرى محمد مرسى إلى تركيا يوم الأحد فى محاولة لتعزيز التحالف الناشئ بين الحكومتين الإسلاميتين المعتدلتين فى هذه المنطقة التى تعانى من الصراع وعدم الاستقرار.
وعلى الرغم من أن مرسى لم يمض عليه فى السلطة سوى بضعة أشهر، إلا هناك مؤشرات قوية بالفعل على تشكل شراكة مع تركيا - وهو ما يتضح فى تعاون البلدين للعمل على إنهاء الحرب الأهلية فى سوريا من خلال دعمهما بقوة لتنحى الرئيس بشار الأسد عن السلطة.
وفى وقت سابق من هذا الشهر، زار وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو العاصمة المصرية القاهرة وتعهد بمساعدات تقدر بمليارى دولار لتعزيز الثقة فى الاقتصاد المصرى الذى تضرر بشدة جراء تراجع السياحة والإضرابات والاحتجاجات المستمرة منذ سقوط الزعيم المستبد حسنى مبارك فى انتفاضة العام الماضى.
وفى الزيارة، التى ستستغرق اثنتى عشرة ساعة، سوف يحاول مرسى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع تركيا - ذلك البلد الذى ينظر إليه الإخوان المسلمون باعتباره قصة نجاح للحكم الإسلامى ويفخر باقتصاده القوى جنبا إلى جنب مع علاقاته الجيدة مع الغرب.
تركيا، ذلك البلد العضو فى حلف شمال الاطلسي، ينظر إليها باعتبارها نموذجا ديمقراطيا لمصر والدول العربية الأخرى التى اجتاحتها الثورات الشعبية على مدى العامين الماضيين.
ولكن بعدما رأوا فى البداية الحزب التركى الحاكم باعتباره نموذجا لهم، حدث فتور لدى جماعة الإخوان المسلمين فى مصر بسبب الميول العلمانية القوية فى تركيا. وقد تعرض مرسى وجماعة الإخوان لانتقادات من قبل خصومهم بحجة اتباع خط إسلامى أكثر تشددا، ولا سيما فى صياغة الدستور الجديد للبلاد.
"قبل الثورة، رأينا نظام رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان.. كنموذج ناجح يمكن أن يحتذى به"، كما تقول دينا زكريا، وهى عضو فى لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة المنبثق عن الإخوان المسلمين. وتضيف: "لكن هل يتناسب هذا النظام بكل تفاصيله مع المجتمع المصرى؟ بالطبع لا".
مسئولون أتراك: زيارة الرئيس مرسى لأنقرة ذات أهمية قصوى
السبت، 29 سبتمبر 2012 08:37 م