انتشرت فى الآونة الأخيرة نغمة غريبة من أفواه كثير من المثقفين الملقبين بالنخبة، ولهم الحرية الكاملة فى التعبير عن آرائهم مع اعتراضى شكلاً ومضموناً معها، وهى أن الرئيس جاء إلى كرسى الحكم بـ 1% فقط، حيث لم يحصل على الأغلبية المُطلقة فى الانتخابات الرئاسية، واعتبروها سُبّة ومصدرًا للتندر والمعايرة، وسبباً فى التقليل من شأن الرجل والانتقاص من كفاءته وقدراته التى لم تظهر كاملة حتى الآن، ولا نستطيع تقييمه أو الحكم عليه إلا بمرور الأربع سنوات.
والطرح الصحيح الذى كان ولا بد أن يتم تناوله من وجهة نظرى أن هذه النسبة غير كافية لحصول الرئيس على ثقة غالبية المصريين، فيزيده جهداً على جهد حتى يكسب ثقتهم، وأن سيادته مسئول عن الكتلتين؛ من أعطوه أصواتهم ومن منعوه إياها، وعليه ألاَّ يتجاهل معارضيه، أو يسفه من رأيهم، أو يقلل من شأنهم، وأن من قال لا هو بالتأكيد ظناً منه أنها فى مصلحة الوطن، والله أعلم بالنوايا.
ونسبة الـ 1% فى الحالة الأولى وهى الانتخابات الأخيرة هى بالتأكيد فارقاً فى تاريخ الأمة المصرية، حيث نتجت عن حراك وتفاعل سياسى وإيجابية ونضج فى الشعب المصرى، كما أنها الدليل القوى على نزاهة الانتخابات وحيادية ووطنية من قاموا وأشرفوا عليها، حتى وإن كانت لهم أخطاء سياسية فى إدارتهم للمرحلة الانتقالية، كما أن هذه النسبة هى التى تخرج بها كل انتخابات الدول التى سبقتنا بسنوات ضوئية على الديمقراطية.
أما عن الـ 1% فى النسبة التقليدية 99.99% للانتخابات فى العصور البائدة هى الدليل القوى والأكيد على سلبية وتخلف تلك الشعوب، حيث كانت تأتى برئيس مزور ذو أغلبية مطلقة وهمية مصطنعة بأيدى محترفى تزوير إرادة الأمة، فهى التى كانت تصنع منه الرئيس الفرعون الإله، فما يلبث أن يفسد ويُفسد ويعلو فى الأرض فساداً وقهراً لشعب صمت عن الظلم، فاستحق ذلك الظالم، وأغمض عينيه عن الحقيقة، ليصبح شعباً من العميان، ويكون "الريس" هو "ريس" العميان.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدان
شكــــــــــــــرا لتصحيح الفكر يا محترم