محمد السنوسى الداودى يكتب: فن إدارة المشكلات

السبت، 29 سبتمبر 2012 10:07 م
محمد السنوسى الداودى يكتب: فن إدارة المشكلات صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا الوطن الذى أعيش فيه، لطالما حلمت له بالأفضل دائماً، وتمنيت أن أرى بلادى كل يوم فى تقدم، وأن أجد نفوذها قد تخطى حدود الدنيا الآن وعاد إلى سابق عهده، كلها أحلام ولكنى أردت أن أجعلها أو على الأقل أساهم فى جعلها واقعاً ملموساً على الأرض، لذا قررت أن أكتب هذه السلسلة التى سأحاول فيها بحث أسباب التقدم التى يجب على بلدى أن تأخذ بها فى محاولة لتدارك الأمر، وربما يكون هذا الجهد متواضعًا، ولكنه فى نظرى مجرد محاولة للتفكير لا بد منها، فليس من المجدى أن أظل طوال الوقت أقدم توصيفًا للمشكلة دون أن أفكر ولو للحظة فى تقديم حل لها.
وقد قررت أن أبدأ هذه السلسلة بما يجب أن نفكر فيه، عندما نعالج أى مشكلة سواء كانت على المستوى القطاعى أو على المستوى الكلى فمن المهم أن نقوم بتدريب القيادات على فن إدارة المشكلات، وهو فى الحقيقة أمر فى غاية الخطورة، فقد أثبتت التجربة أن جزءاً كبيراً من سبب تفاقم الأزمة فى مصر هو الطريقة التى تحاول بها الجهة المختصة التعامل مع هذه الأزمة، وقد تكون المشكلة تحمل بعداً واحداً أو ضرراً فى اتجاه واحد، ويكون تدخل الجهة المختصة سببًا فى تفاقم التداعيات، فمن البديهى أن تتدخل الدولة وتقوم بمعالجة المشكلة، وأن لا تتركها ولكن فى الكثير من الأمور نجد أن المواطن يخرج ويقول: "ليتها ما تدخلت" لذا لا بد من زيادة الوعى بفن إدارة المشكلات.
إن إدارة وحل المشكلة يتم بالأساس وفق خمسة عمليات رئيسة؛ أولها: عملية تمييز المشكلة وتحليلها، فمن الممكن أن تمر المشاكل دون أن نلحظها، ما لم نستخدم أساليب مناسبة لاكتشافها، وعندما يتم اكتشافها فإننا نحتاج إلى إعطائها اسماً أو تعريفاً مؤقتاً؛ لمساعدتنا فى تركيز بحثنا عن مزيد من المعلومات المتصلة بها، ومن خلال هذه المعلومات يمكننا أن نعد وصفاً أو تعريفاً صحيحاً لها.
ثم تأتى العملية الثانية الخاصة بتحليل المشكلة حيث نحتاج إلى فهم المشكلة قبل أن نبحث عن حلول لها، وما لم يتم ذلك فإن الجهود اللاحقة التى سنبذلها لحلها يمكن أن تقودنا فى الاتجاه الخطأ.
العملية الثالثة يتم فيها وضع حلول ممكنة للمشكلة وفقاً للتحليل السابق حيث يتم تطوير الحلول العملية من خلال عملية دمج وتعديل الأفكار.
ثم تأتى العملية الرابعة والمهمة للغاية والتى يتم فيها تقييم الحلول المقدمة حيث يتم تقييم كل منها على حدة من خلال المقارنة بين نتائجها المحتملة.
وأخيراً تأتى عملية تنفيذ الحل الذى تم اختياره من خلال وضع خطة محكمة ومرنة وفعالة للتنفيذ.
الأهم من معرفة كيفية إدارة المشكلات هو تواجد بنية إدارية مرنة نستطيع أن نقوم بهذه العمليات من خلالها وألا يتحول الأمر إلى بيروقراطية إدارية تجعل حل المشكلة يتأخر بسبب تشكيل لجنة لدراسة المشكلة ولجنة للتقييم ولجنة للتنفيذ، مما يجعل الأمر يأخذ وقتاً طويلاً تخلق فيه مشاكل جديدة، ولكن لا بد من توافر عملية تفاعلية مرنة تجعل الحل جاهزاً وسريعاً، وأيضًا مدروسًا.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة