كتاب إسرائيلى يكشف زرع تل أبيب لجاسوس فى مصر قبل حرب أكتوبر

السبت، 29 سبتمبر 2012 04:18 م
كتاب إسرائيلى يكشف زرع تل أبيب لجاسوس فى مصر قبل حرب أكتوبر جنود إسرائيليون فى صحراء سيناء خلال حرب أكتوبر
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشف كتاب جديد صدر مؤخرا فى تل أبيب تفاصيل جديدة عن حرب "السادس من أكتوبر" عام 1973 التى شهدت أعظم انتصار للقوات المسلحة المصرية على العدو الإسرائيلى لم تنشر من قبل، حيث تناول دور العميل المزدوج "أشرف مروان" والمعلومات الخطيرة التى أرسلها للقيادة الإسرائيلية قبل الحرب بأيام، واستعدادات المصريين للمعركة، بالإضافة لعميل إسرائيلى آخر كان فى القاهرة فى نفس الفترة لم يتم الحديث عنه من قبل.

ووصف كتاب "الموساد وأجهزة الاستخبارات فى ظل الحروب" العميل أشرف مروان بـ"عميل الموساد الأول"، مؤكدا أنه قد أعطى تل أبيب معلومات لا تعوض سيذكرها التاريخ له عن استعدادات المصريين لخوض حرب "يوم الغفران"، مشيرا إلى أنه لم يسمع صوته وكانت النهاية مأساوية.

واعترف الكتاب الإسرائيلى الذى نشر موقع "والا" الإخبارى الإسرائيلى أجزاء منه أن الهجوم العسكرى الذى حدث من جانب الجيشين المصرى والسورى جنبا إلى جنب فى تماما الساعة الثانية ظهرا يوم 6 أكتوبر 1973 كان يعتبر واحدا من المفاجآت الإستراتيجية الكبرى فى تاريخ الحروب الحديثة فى القرن العشرين.

وجاء فى فصل كامل من الكتاب الإسرائيلى الجديد: "أنه على الرغم من أن إسرائيل كان لديها أسباب كثيرة تؤكد عدم استعداداها للحرب إلا أن العميل الرئيسى للموساد الإسرائيلى أحد أهم العملاء الذين عملوا فى عالم التجسس فى تاريخ إسرائيل أرسل للقيادة الإسرائيلية معلومات لا تقدر عن استعدادات المصريين وموعد الحرب إلا أنها لم تؤخذ فى الحسبان".

وكشف كتاب "الموساد وأجهزة الاستخبارات" الإسرائيلى الذى أعده الخبير الإسرائيلى الكاتب بصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسى ميلمان والصحفى الأمريكى رافيف دان أن مروان المستشار المقرب من رئيس جمهورية مصر العربية حين ذاك محمد أنور السادات كان من أهم "ثلاثة عملاء" للموساد على مر التاريخ وكان يستحق التكريم ونيل نوط الواجب على خدماته الجليلة تجاه الدولة العبرية.

كما كشف الكتاب الإسرائيلى لأول مرة عن عميل إسرائيلى سرى لقب بالعميل "أ" عمل لسنوات فى القاهرة وأرسل معلومات للموساد لا تقل خطورة عن تلك التسريبات التى نقلها مروان لتل أبيب.

وأوضح الكاتب الإسرائيلى أن العميل "أ" كان قد ولد فى إحدى البلدات اليهودية بأوروبا وكان عضوا فى حركة "الشبيبة" الصهيونية، وبعد نشوب حرب الأيام الستة – حرب النكسة 1967- ومع الحماس الذى ساد الشباب اليهودى فى جميع أنحاء العالم انتقل للعيش فى إسرائيل ثم تطوع للعمل فى "كيبوتس" – مستوطنة زراعية- ثم بعد ذلك انتقل إلى للعيش فى مدينة تل أبيب، حيث اقترب فى أحد الأيام بأحد ضباط الموساد والذى جنده بعد ذلك بفضل مهاراته الأساسية ولأنه ولد فى الخارج ويحمل جواز سفر أجنبى ويجيد عددا من اللغات الأجنبية.

وأوضح الكتاب أن العميل "أ" كان صهيونيا وطنيا إسرائيليا خالصا وعندما عرض عليه الانضمام للعمل فى الموساد دون أن يحدد له مهمته بالضبط وافق على الفور.

وقال الكتاب الإسرائيلى إن عمله فى الموساد كان شرفا عظيما له حسبما أشار أحد أصدقائه لمؤلفى الكتاب، وأنه كان على أتم الاستعداد لتنفيذ أى مهمة خطرة، كما أنه وافق على العيش فى ظل هوية افتراضية بإحدى الدول المعادية لإسرائيل وهى مصر.

وأضاف الكتاب الإسرائيلى أن بلد المقصد بالنسبة للعميل "أ" كانت مصر بعد أن اجتاز سلسلة طويلة من التدريبات المكثف المصمم لتهيئته لدور ضابط مخابرات، ليستطيع العمل كجاسوس وضابط مخابراتى ومقاتل، كما أنه تعلم كيفية فك الشفرات السرية ووسائل كيفية تحديد الهوية، واستخدام أجهزة الاتصالات الحديثة وكيفية كتابة التقارير السرية والتصوير الفوتوغرافى، والقدرة على كشف الأسلحة السوفيتية فى حال وصولها للجيش المصرى النظم، مضيفا أنه خلافا للعملاء الآخرين فإنه لم يكن عميلا عاديا.

وكشف "كتاب الموساد وأجهزة الاستخبارات فى ظل الحروب" أن العميل "أ" دخل مصر كرجل أعمال من بلد أجنبى، وقدم الدعم لتنظيم العلاقات الخاصة مع كبار المؤسسات الاقتصادية هناك.

وأوضح الكتاب الإسرائيلى أنه قبل إرسال العميل "أ" لتنفيذ مهماته فى مصر نصحه الموساد بأن يرسل لصديقته مايك هرارى فى باريس ابنة أحد الدبلوماسيين الأوروبيين الكبار للزواج منه ليتحول لرجل متزوج ويبعد عنه أى شبهات.

وبعد وصول "أ" لمصر نجح فى استأجر فيلا فاخرة فى واحدة من أكثر المناطق الراقية فى القاهرة، وبدأ فى الاندماج مع الدوائر الدبلوماسية، وبعد وقت قليل اكتسب سمعة طيبة باعتباره رجل أعمال مثالى، وفى ذات يوم أقام مأدبة غداء دعا إليها أصدقاءه الدبلوماسيين ورجال الأعمال والضباط العسكريين والشخصيات السياسية من أصحاب المكانة والنفوذ.

وقال الكتاب الإسرائيلى إنه نجح فى جمع معلومات كثيرة من هذه المصادر الدبلوماسية والعسكرية والسياسية، وأيضا من خلال الجولات التى أجراها فى جميع أنحاء مصر، موضحا أنه كان يرسل المعلومات لتل أبيب باستخدام جهاز إرسال فريد من نوعه متطور للغاية أجاد فى إخفائه بأحد غرف مسكنه، وقام بإرسال تقارير أخرى عن طريق البريد العادى ولكن عن طريق شفرات سرية معقدة عبر "هيئة البريد الأوروبى".

وكان من وقت لآخر عندما كانت تسمح له الظروف بالسفر لأوربا كان يرسل معلومات دقيقة لضباط الموساد هناك بالإضافة لأعمق الانطباعات التى كان يسمعها ويشاهدها بالشارع المصرى، كاشفا أنه فى إحدى المرات سافر لإسرائيل عبر بلد أوروبى فى زيارات قصيرة ليجتمع بصديقته هناك.

وعن عملية زواجه التى دبرها له الموساد، قال الكتاب الإسرائيلى إن المسئولين فى الموساد ازدادت مخاوفهم من أن ينكشف أمر عميلهم وهو فى القاهرة بسبب علاقته النسائية المتعددة ووسامته أو أن يدلى بمعلومات تكشف هويته لإحدى السيدات نتيجة إجهاده فى العمل والشعور بالوحدة، وبدأ يخشى أن يفقد الحذر مطلوب منه وربما يخطئ وبالتالى كان الخيار المناسب هو أن يرسل لابنة دبلوماسى أوروبى سقطت فى حبه ليتزوجها ويهاجرا إلى مصر.

وبعد آخر محاولة فاشلة لإقناع صديقته للسفر إلى مصر، قررت هرارى أن تعيش فى البلد المشمسة – مصر- وترتيب الزواج منه، وبالتالى كان فى حاجة للذهاب إلى أوروبا خلال إجازته ليتزوجها، وبعد ذلك تزج فى أوربا باستخدام وثائق مزورة قدمتها له وحدة التقنية بالموساد.

وخلال "شهر العسل" الخاصة بهم، ووفقا للخطة ذهب العروسان لشراء الفراش الفاخرة والأدوات المنزلية ومعدات المطابخ والأثاث، وكانت المخابرات الإسرائيلية تسعى لزرع جاسوسين فى القاهرة العميل "أ" والعميلة "م".

وبشكل وثيق معا ساعدت هرارى زوجها، وقبل حرب "يوم الغفران" بشهور قليلة كانا يتركان القاهرة ويسافران سويا إلى الإسكندرية، وهناك التقطا صورا خطيرة لميناء الإسكندرية والمعدات العسكرية هناك، وبالإضافة إلى ذلك كان سافرا من وقت لآخر إلى قناة السويس لاتقاط صور لها وإرسالها للموساد.

وقال كل من مؤلفى الكتاب إنه بالرغم من تركيز العميلين الإسرائيليين على نقل معلومات دقيقة وركزا جهدهما على استعدادات المصريين للحرب، بل أنهم أجريا محادثات مع ضباط بالجيش المصرى عرفا من خلالها استعداد المصريين للحرب ولكن تلك المعلومات الخطيرة ضاعت كغيرها من تقارير والآلاف من التسريبات الصغيرة الأخرى التى أفادت باقتراب ذهاب المصريين للحرب.

وأوضح مؤلفا الكتاب الإسرائيلى أن قسم الدراسات فى الاستخبارات العسكرية ذهبت إلى أن موقف مصر ورئيسها محمد أنور السادات ليس فى استعداد لمواجهة عسكرية جديدة.

وكشف الكتاب الإسرائيلى أن كلا من العميل "أ" وزوجته ظلا فى القاهرة خلال الحرب، ورأوا كيف احتفل مئات الآلاف من المصريين فى الشوارع وفى المقاهى بإنجازات الجيش المصرى ونجاح القوات المصرية على عبور قناة السويس وتدمير التحصينات الإسرائيلية فى سيناء والضفة الشرقية من قناة السويس.

وأشار الكتاب الإسرائيلى إلى أن الزوجين ظلا فى القاهرة حتى عام 1976، قبل أن يطلب الموساد منهما إنهاء مهامهما والعودة لإسرائيل خوفا على حياتهما فى مصر، إلا أن العميلة "م" رفضت العودة وظلت فى مصر هى وطفلاها بينما تخلى عنهم العميل "أ" وقرر العودة لإسرائيل وطنه حيث عاش وعمل بوظائف غريبة حتى توفى بسكتة دماغية.







مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مرمر عزب

حلاوة الروح

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة