شروخ عشوائيات الدويقة تثير الرعب بين الأهالى.. ويخاطبون محافظ القاهرة: "سكان العشوائيات لسه ما اتحركوش والحى بيضحك علينا".. ويؤكدون: نبيت فى الخلاء مساء خوفا من سقوط الصخور علينا ونحن نائمون

هزة أرضية، وارتجاجات عنيفة، فوجئ بها أهالى منطقة التبة "الشهبة" بالدويقة فى الخامسة مساء من مساء الخميس، ما أضطر الأهالى إلى الخروج على سماع هذه الهزة ليجدوا العديد من الصخور متساقطة فى أماكن متعددة حول العشش المتناهية الصلاحية، والتى يقطن بها ما لا يقل عن 3 آلاف مواطن، لاحظوا تزايدا واتساعا فى الشقوق بالصخرة بعد سقوط جزء منها، ما نتج منه سقوط إحدى الغرف بالكامل، دون وقوع خسائر فى الأرواح.

أهالى المنطقة، وعنهم حنفى حنفى محمود أكد لـ"اليوم السابع"، أن الأهالى تقدموا بالعديد من الشكاوى والتظلمات ولكن لم يستجب لهم أحد، قائلا: "لقد أصبحنا الآن فى انتظار حدوث كارثة أخرى بمنطقة الشهبة بالدويقة بجوار خزان المياه، وقمنا بتقديم بلاغات للحى التابع لنا وهو حى منشأة ناصر وللمحافظة، وبعد تكرار المطالبة قاموا بمعاينة تبة فرعون، ولكنهم لم يتحركوا، ولم يقم أى مسئول باتخاذ أى إجراءات تفاديا لوقوع مصيبة أخرى.

وحذر الأهالى القاطنون بالمنطقة، محافظ القاهرة ووزير الداخلية ورئيس الحى، من قيامهم بثورة أخرى تجاههم فى حال لم يتم نقلهم من أماكن الموت التى تنتظرهم، قائلا: "سكان العشوائيات لسه ما اتحركوش، وأنتم الهدف القادم، وإحنا ما عندناش غير فقر وبطالة وتشرد وحرمان لأطفالنا والحكومة مش بتسأل علينا"، مؤكدين أن الموت ينتظر الجميع داخل أغلب المناطق الخطرة على سكانها فى العاصمة، وأولها الشهبة وتبة فرعون ومنطقة الحرفيين والخزان والزرايب.

وأكد أبو مصطفى المقيم بالمنطقة منذ أكثر من 30 عاما، أن الأهالى خرجوا مسرعين لتقديم شكاوى من تساقط الصخور عليهم، إلا أنهم لم ينجحوا فى مقابلة أى من مسئولى الحى، وأكدوا أنهم سبق وتقدموا بعدد من الشكاوى للمسئولين، بجانب تقدمهم ببلاغات فى قسم شرطة منشية ناصر، إلا أن شيئا لم يحدث، ما دفع المواطنين إلى الخروج من غرفهم الموجودة تحت الصخور، والمبيت فى الخلاء ليلة الجمعة، خوفاً من سقوط الصخرة عليهم فى الليل.

وأشار أبو مصطفى، إلى قيام موظفين تابعين للمحافظة بتصوير العشش ومعاينة منطقة التبة، بالإضافة لعمل تعداد للأسر الموجودة والتى تعدت 150 أسرة، وبعد فترة قاموا بنقل 56 أسرة وتسليمهم مساكن للإيواء، وأخلوا العشش تمهيداً لتفتيت الصخور البالية وإزالتها، إلا أنهم لم يستكملوا العمل، وتركونا بين الخوف والقلق فى معاناة من تساقط الصخور علينا، وسقوط عشرات الضحايا بين وقت وآخر، مشيرا إلى امتلاك عدد من الأهالى لأكثر من شقة بالبلوكات القريبة من العشش، قائلا "إحنا عارفين ان مافيش حد هايتحرك، وفى الشتاء عندما تصل المياه إلى الصخور الكبيرة المشققة، سوف تبدأ فى التصدع وتنهار علينا".

وقال ضاحى خليفة، أحد سكان المنطقة، إن الأهالى أصحاب الوقفات الاحتجاجية المتكررة أمام محافظة القاهرة يرون أن تصرفات المسئولين بالحى لا تتسم بالصدق والشفافية، مشيرا إلى وجود اتهامات متكررة للمسئولين بممارسة الفساد فى قرارات التراخيص لشقق المحافظة المقررة فى الأساس للبسطاء والمهمشين لتسكينهم، بالإضافة إلى مماطلة المحافظة فى تسكينهم رغم حصولهم على خطابات تؤكد أحقيتهم فى الحصول على مسكن فى مقابل تزايد أبراج الأثرياء الواقعة بالقرب من الهضبة.