شبح زعامة عبد الناصر يطارد "مرسى" فى الذكرى الـ 42 لرحيله..الفقى: ناصر بطل قومى ولن يؤثر على تاريخه أن يزور ضريحه "فلان أوعلان".. و"حرب": الرئيس أكد بتجاهل زيارة قبره أنه رئيس الإخوان

42 عاما على وفاته ولا يزال حاضرا غائبا بيننا، وما يزال يثير الجدل بين مؤيد يراه بطلا يقترب من الملائكة، ومعارض يراه شيطانا تجمعت فيه كل الشرور، وبينهما "فريق وسطى" يرى فيه زعيم ذو كاريزما ساحقة له أخطاءه الكبيرة وإنجازاته العظيمة، ولما لا، وهو أول مصرى يحكم البلاد منذ عهد الفراعنة، أنه الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر.

ومنذ وفاته فى عام 1970، اعتلى عرش مصر ثلاثة حكام حتى الآن، اختلفت طريقة مشاركتهم فى ذكرى رحيل ناصر، واختلف تأثير زعامة عبد الناصر الطاغية عليهم، فالراحل أنور السادات حرص خلال بداية حكمة على إعلان سيره على نهج ناصر، ثم بعد حرب أكتوبر بدأ يخرج من عباءة عبد الناصر، ويعلن عن مشروعه الخاص، الذى تعارض فى كثير من جوانبه مع سياسات عبد الناصر.

أما الرئيس السابق حسنى مبارك، فكان يحرص فى بداية حكمه على زيارة ضريح ناصر، وطالما أكد على زعامته، رغم أن سياساته كانت ضد سياسات عبد الناصر بالكامل، أما الرئيس الحالى محمد مرسى فأعلن عن عدم المشاركة لأول ذكرى لرحيل ناصر فى عهده، وأرسل قائد قواته المسلحة نيابة عنه.

وهنا نتساءل: كيف يؤثر شبح زعامة ناصر على من تلوه فى حكم مصر؟؟، وكيف تعامل كل منهم فى ذكراه؟.

الدكتور مصطفى الفقى، المفكر السياسى، أكد "لليوم السابع" أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، يعد بطلا قوميا رفيع القدر، عالى القامة، ولن يؤثر على تاريخه، أن يذهب لزيارة ضريحه "فلان أو علان".

وأضاف أن الرئيس المخلوع حسنى مبارك، كان يرسل المشير حسين طنطاوى، لزيارة ضريح الراحل جمال عبد الناصر فى ذكرى وفاته، وكان مبارك يذهب بنفسه لزيارة الضريح فى ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة.

وأشار "الفقى" إلى أن الرئيس الراحل أنور السادات، كان يزور ضريح عبد الناصر كثيرا وقال: "أذكر انه ذات مرة وقف أمام تمثال عبدالناصر فى مجلس الشعب وانحنى إجلالا له".

انتقد الدكتور أسامة الغزالى حرب، المحلل السياسى، موقف الرئيس الدكتور محمد مرسى من ذكرى رحيل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، خاصة بعد أن أعلن مرسى، أنه سيوفد الفريق عبد الفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة، لزيارة ضريح عبدالناصر نيابة عنه.

وأضاف: "من المعروف أن هناك عداءا شديدا بين جماعة الإخوان المسلمين، التى ينتمى إليها الرئيس محمد مرسى، والزعيم جمال عبد الناصر، وقد دلل مرسى على ذلك فى أحد خطاباته عندما قال: "الستينيات وما أدراك ما الستينيات"، حيث يقصد بقوله فترة حكم عبد الناصر، الذى تم فيها سجن واعتقال لقطاع كبير من جماعة الإخوان المسلمين دون محاكمات".

وأشار"حرب" إلى أن موقف "مرسى" من التعامل مع ذكرى الراحل عبد الناصر ليس غريبا، ولكن كان من المتصور أن يتصرف الرئيس مرسى كرئيس لكل المصريين وليس لجماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أن هذا التصرف الذى اتبعه الرئيس مرسى فى التعامل مع ذكرى الزعيم عبدالناصر سيغضب قطاعا عريضا من المصريين.

وأشار إلى أن الرئيس السابق حسنى مبارك والرئيس أنور السادات كانا يحرصان فى بداية حكمهما على زيارة ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى ذكرى وفاته، ولكن فى السنوات الأخيرة من عمر الرئيسين كانا يوفدا أحد مندوبيهما للقيام بهذا الدور.

من جهته، قال الدكتور جمال زهران، عضو مجلس الشعب السابق، أن قرار الرئيس محمد مرسى، رئيس الجمهورية، بعدم المشاركة فى ذكرى رحيل الزعيم جمال عبدالناصر يعزل نفسه عن حقبة تاريخية هامة وهى فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

وأوضح زهران أن الرئيس محمد مرسى يتبنى موقفا سلبيا تجاه ثورة 23 يوليو عام، حيث إنه أكد سلبيته هذه بعدم المشاركة فى ذكرى وفاة الرئيس عبد الناصر، وهذا يدل على استمرار الخصام التاريخى بين جماعة الإخوان المسلمين والرئيس عبد الناصر.