تكثف الإدارة العامة لمباحث الجيزة تحرياتها للتوصل إلى هوية المتهمين بقتل خادم مسجد بمنطقة الوراق، بعد إطلاق مسلحين النار عليه من سلاح آلى أثناء استقلالهما سيارة نصف نقل، مما أسفر عن مقتله فى الحال عقب خروجه من المسجد الذى يعمل به، وقد صرحت النيابة بدفن الجثة بعد تشريحها، وطلب تحريات المباحث وسرعة كشف هوية المتهمين والقبض عليهم.
وتم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء طارق الجزار نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة واللواء محمود فاروق مدير المباحث لإجراء التحريات وكشف غموض الحادث، خاصة أن المجنى عليه "ميزار طنطاوى" الشهير بــ"عبد الله" لم تربطه أى علاقة عدائية مع آخرين وكان محبوبا بين أهالى المنطقة التى يقيم بها، واستبعدت التحريات أن يكون سبب قتله الأخذ بالثأر، حيث إن الضحية لم يتورط أو أحد من أقاربه فى جريمة قتل، وجارى فحص المسجلين خطر للتوصل لهوية المتهمين استنادا إلى الأوصاف التى أدلى بها شهود الحادث.
وكان المقدم عمرو سعودى، رئيس مباحث قسم شرطة الوراق قد تلقى بلاغا من الأهالى بإطلاق مسلحين النار على عامل بمسجد، مما أسفر عن مقتله بشارع الغاز، وبانتقال العميد عرفه حمزة رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة والعقيد درويش حسين مفتش المباحث تبين من التحريات أن مجهولين بحوزتهما سلاح آلى كانا يستقلان سيارة نصف نقل أطلقا عليه الأعيرة النارية بعشوائية، مما أسفر عن قتله إثر إصابته بـ15 رصاصة، وحدوث تلفيات بمحل وسيارة ملاكى كانت متوقفة بمكان الحادث، وأصيب الأهالى بحالة من الفزع، واختبأوا داخل المحلات والمنازل.
"اليوم السابع" انتقل إلى المكان الذى شهد الحادث بشارع الغاز اتجاه جزيرة محمد بالوراق بجوار المسجد الذى كان يعمل به الضحية، والتقت مع الشاهد الرئيسى الأول فى الجريمة "محمود محمد" الذى ذكر أنه يعمل حارس عقار مقابل للمسجد الذى يعمل به الضحية عم "عبد الله" كما يطلقون عليه، وأثناء توقفه بالشارع حضر إليه المجنى عليه وطلب منه توصيل أكواب من الشاى لبعض العمال الذين يقومون بأعمال إنشاء داخل المسجد، ثم ألقى عليه السلام واستقل دراجته وتوجه لشراء "مفصلات" من محل قريب بالشارع طلبها منه العمال، وعقب تحرك الضحية لما يقرب من 15 مترا سمع صوت إطلاق رصاص كثيف وشاهد سيارة نصف نقل بيضاء يستقلها سائق وشخص آخر كان بجواره، يحمل ذلك الشخص سلاحا آليا ويطلق منه الرصاص تجاه محل لحوم مجمدة بالشارع إلا أن إطلاق النار العشوائى ومحاولة المتهمين الهرب أدت إلى اهتزاز السلاح من يد المتهم وأسفر عن إصابة المجنى عليه ومقتله، ثم لاذ المتهمون بالهرب، وأسرع هو تجاه القتيل فشاهده غارقا فى دمائه وقد فارق الحياة فى الحين قبل نقله إلى المستشفى.
وأضاف الشاهد "الابتسامة كانت مرسومة على وجهه بعد وفاته وكأنه مازال حيا، حيث كان هذا الرجل حسن الخلق والتدين يحبه الناس ويعطفون عليه لضيق حالته المادية، وأنه سارع للإدلاء بشهادته فور حضور رجال المباحث حرصا منه على التوصل لهوية الجناة لأخذ حق عم "عبد الله".
أما تامر بيومى "محام" ومقيم بعقار بمكان الحادث ومن رواد المسجد الذى يعمل به الضحية فكشف عن مفاجأة فى الحادث، حيث أكد أن المسلحين الذين قتلوا عم "عبد الله" حضروا إلى المكان وأطلقوا الرصاص ولم يقصدوا قتله هو، بل تربطهم خصومة مع صاحب محل لحوم مجمدة، وأنهم كانوا يطلقون النار تجاه المحل لإرهاب صاحبه، حيث إنه معلوم لدى أهالى المنطقة أن صاحب المحل يرتبط بعلاقة عدائية مع آخرين بمنطقة إمبابة، وأنه سبق أن دفع مبلغا ماليا لهم لإنهاء الخصومة، إلا أن الخلافات بينهم ما زالت قائمة.
وأضاف أن الضحية توضأ ثم أذن لصلاة العصر وتوجه لشراء احتياجات العمال وكان مسرعا حتى يتمكن من اللحاق بالصلاة وأنه فور وقوع الحادث أكد عدد كبير من أهالى المنطقة أن صاحب المحل هو الذى كان مقصودا فى الحادث وليس المجنى عليه، حيث أن القتيل يعمل فى المسجد منذ 7 أشهر فقط، وكان يعمل سابقا حارس عقار وليس له أى علاقة عدائية مع أحد، وحسن السلوك تربطه علاقة حميمة مع كافة رواد المسجد من أهالى المنطقة، ويتقاضى مبلغا زهيدا من إدارة المسجد ينفق به على أسرته وليس له أى مصدر دخل آخر.
وذكر أنه أثناء تشييع الجنازة حضر ما يقرب من 2000 شخص من أهالى المنطقة للصلاة عليه، ثم نقلوا جثمانه إلى أصل إقامته بقرية بمحافظة الفيوم ودفنوه وسط حضور كل أهالى القرية الذين انتظروه ليودعوه قبل دفنه.
وطالب "بيومى" الأجهزة الأمنية بكشف هوية المتهمين وضبطهم والتعرف على الدافع وراء ارتكابهم الجريمة، نافيا أن يكون الثأر وراء الحادث.
جهود أمنية لضبط المتهمين بقتل خادم مسجد بـ15 رصاصة فى الوراق.. شاهد عيان: رأيت الجناة أثناء إطلاقهم النار وهربوا بسيارة نصف نقل.. وأحد رواد المسجد يؤكد أن الهدف كان صاحب محل و"عبد الله" راح ضحية
السبت، 29 سبتمبر 2012 12:25 م
أحد الشهود
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة