بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر المعروفة، بدأ الإعلام الغربى يضع المسلمين بشكل سلبى فى عناوين صحفهم وبرامجهم الدينية؛ لتحض على الكراهية والخوف من كل ما هو إسلامى ونشر عبارات معادية مثل أبناء الإرهاب وفرق الموت والشريعة الظالمة.
صدر كتاب للباحث الأمريكى نيثان لين بعنوان "صناعة الإسلاموفوبيا" التى تعنى الخوف المرضى غير المبرر من الدين الإسلامى لم يفلح اغتيال أسامة بن لادن فى 2011م فى التخفيف من حدة الإسلاموفوبيا، بل ارتفعت درجات الشك على نحو غريب فيما يتعلق بقبول المسلمين فى المجتمع الأمريكى خاصة فى جوانب مثل الزى الإسلامى، أو وجود مدرس مسلم فى مدرسة أمريكية على سبيل المثال، ومن وجهة نظر الكاتب الأمريكى أن تلك ظاهرة غريبة حيث لا يوجد مبرر كافٍ للعداء الشديد فى ظل عدم تحول الجرائم الإرهابية إلى ظاهرة وبائية.
إننى أرى أن المسلمين فى المجتمعات الغربية منذ عشرات السنين ومنهم علماء فى كافة التخصصات العلمية النادرة، كانوا سبباً فى تطوير هذه المجتمعات وخاصة المجتمع الأمريكى مثل الدكتور فاروق الباز، والدكتور أحمد زويل، والدكتور مصطفى السيد وغيرهم من العلماء العرب والمسلمين الأكفاء.
لكن المتشددين من أنصار إسرائيل الداعمين لها يقومون بتغذية الخوف من الدين الإسلامى، ويصفونه بدين الإرهاب، وأن الشبكات التليفزيونية لا تدخر جهداً لبيع رسالتها للجمهور، وتقدم وجبات عن الذعر من الإسلام وتشويه صورته والترويج للصورة المغلوطة عن الدين الإسلامى وأتباعه والدوائر الجهنمية التى راعت فى الغالب قصة الفيلم المسيء للنبى محمد والعقيدة الإسلامية.
كما يوجد مجموعة متشددة تتبنى مشروع وقف أسلمة أمريكا، وانضمت إليها مجموعة أخرى تنادى بوقف أسلمة أوروبا، كما ظهرت سلسلة جديدة من المؤيدين لإسرائيل يسمون أنفسهم "المقاتلون من أجل الحرية" كما يوجد تحالف ثلاثى يضم الجماعات المسيحية المحافظة واليمين الموالى لإسرائيل وجماعات "حفل الشاى" تتصدر نجوم البرامج الدينية، وتبث الذعر من الشريعة الإسلامية والإصرار على أنها فى طريقها للاستيلاء على أمريكا، كما تنادى بأن يتخلى الفلسطينيون عن أراضيهم.
إن اختيار توقيت عرض الفيلم المسيء للرسول تم بعناية شديدة؛ ليواكب ذكرى هجمات الحادى عشر من سبتمبر؛ لكى يعيد للأذهان مأساة هذا اليوم؛ لتزداد كراهية الغرب للإسلام، وتعمق الصراع بين الأديان والحضارات، ولا أحد يقبل الاعتداء على الأبرياء أو قتل دبلوماسى، ولكن ما يحدث أمام السفارات الأمريكية فى مصر وليبيا وتونس واليمن، ما هو إلا تشويه لثورات الربيع العربى، وإظهارها بمظهر الضعف الأمنى وتصويرها على أنها دول تسودها الفوضى وعدم الاحترام للمواثيق الدولية.
إننا نطالب الدول الإسلامية بمؤتمر إسلامى عالمى لمحاكمة هؤلاء المجرمين واستصدار قانون دولى لتجريم ازدراء الأديان السماوية.
