المجتمع المدنى المصرى ينتظر انفراجة بعد زيارة مرسى لأمريكا.. لقاءات نشطاء مصريين مع مسئولى الوقفية الأمريكية "الند"..وقرار النائب العام برفع أسماء المتهمين فى قضايا التمويل الأجنبى من مغادرة البلاد

السبت، 29 سبتمبر 2012 11:14 م
المجتمع المدنى المصرى ينتظر انفراجة بعد زيارة مرسى لأمريكا.. لقاءات نشطاء مصريين مع مسئولى الوقفية الأمريكية "الند"..وقرار النائب العام برفع أسماء المتهمين فى قضايا التمويل الأجنبى من مغادرة البلاد قضية التمويل الأجنبى - صورة أرشيفية
كتب أحمد مصطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهدت القاهرة على مدار الـ72 ساعة الماضية تحركات كبيرة على مستوى منظمات المجتمع المدنى وجهات التمويل التى ظلت لفترة، ليست بالقليلة، متوقفة، وتشهد حالة من التجميد خاصة بعد أزمة قضية التمويل الأجنبى.

ووصل الأمر إلى حالة من التخبط بين المنظمات المدنية الباحثة عن دور تحاول أن تلعبه تجاه الشعب المصرى الذى بات عقب ثورة يناير يعانى من حالة من الإسهاب السياسى.

النشاط المكثف لمنظمات المجتمع المدنى كان بالتوازى مع وجود الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، فى الولايات المتحدة الأمريكية يتحدث أمام مبادرة كلينتون ومن بعدها الأمم المتحدة عن مصر الجديدة، ويحاول فى كلمته حل اللوغاريتمات التى واكبت صعود جماعته التي تمثل تيار الإسلام السياسى إلى سدة الحكم فى مصر.
وكشف الرئيس عن طبيعة عمل حكومته وسياسة مصر خلال المرحلة المقبلة وسط التغييرات العالمية التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط عامة، ودول الربيع العربى خاصة.

وعلى بعد آلاف الكيلومترات من وجود مرسى بأمريكا، كانت ثمة تحركات مكثفة تجرى على أرض مصر بالتوازى مع تحركات مرسى ووفده الرئاسى بالولايات المتحدة الأمريكية، التحركات فى الداخل والخارج كان بينهما قاسم مشترك هو "آل كلينتون الزوجة" بحكم توليها مسئولية وزارة الخارجية الأمريكية، فقد عقدت الوقفية الأمريكية المعروفة اختصاراً باسم "الند" سلسلة لقاءات على مدار يومين مع المنظمات الحقوقية الشابة وبعض منظمات تمثل جيل الوسط؛ للتباحث حول الجديد فى العمل المدنى والأهلى فى مصر خلال المرحلة المقبلة؛ للوقوف على احتياجات المجتمع المدنى المصرى الذى قارب على التوقف عن أنشطته نهائياً بسبب حالة من الجمود تسيطر على الجهات الحكومية المسئولة التى يسيطر عليها هواجس قلق لا يعلم مصدرها، فى حين أن العديد من المشروعات، التى حصلت على موافقات سابقة للعمل، قد جمدت أموالها بالبنوك بسبب عدم الحصول على موافقات بالصرف.

بالإضافة إلى أن غالبية منظمات المجتمع المدنى كانت تقوم بأنشطة قبل الثورة تدخل فى صميم عمل الأحزاب السياسية من توعية سياسية وأنشطة وندوات وورش عمل، لكن بعد الثورة الحال تغير بالفعل، لكن العديد من النشطاء لم يعِ الدرس جيداً حتى أن بعضهم لم يستطع أن يواكب حركة التطور السياسى الذى تشهده مصر، كما لم يستطع أن يواكب القفزات السياسية الهامة التى يقبل عليها الشعب المصرى، وحالة النهم السياسى التى تسيطر عليه، ولم يجد تلك المنظمات تشبع جوعه السياسى فآثر الانصراف عنها إلى الأحزاب التى زادت بشكل ملحوظ.

لقاءات الوقفية "الند" ربما كان أخطرها بعض التسريبات التى تناولتها بعض الجماعات السلفية التى دعت أفرادها للاحتشاد لمحاصرة إحدى الاجتماعات التى عقدت بمنطقة العمرانية بأحد المراكز الحقوقية بغرض إجبار الإدارة الأمريكية على إصدار إدانة واضحة ضد الفيلم المسىء، وضرورة وضع حل للإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن زعيم الجماعة الإسلامية والمحبوس بأمريكا.

فى المقابل عقد لقاء استضافه النادى اليونانى لمبادرة الشرق الأوسط الكبير المعروفة باسم "ميبى" وهى إحدى الجهات الأمريكية المانحة، وكانت قد أقامت حفل استقبال وعشاء لمنسقها الجديد الذى حضر لاستلام مهام عمله بالقاهرة "بيتر جونسون"، وقد دعى لها عدد كبير من النشطاء وممثلى منظمات المجتمع المدنى، من بينهم مدير مركز القاهرة بهى الدين حسن، ونجاد البرعى رئيس المجموعة المتحدة، وكمال سدرة مدير مركز "دسك"، وصلاح سليمان مدير مؤسسة النقيب، ووليد فاروق رئيس الجمعية الوطنية، وعماد رمضان رئيس المعهد الديمقراطى المصرى، وأحمد غازى رئيس مركز حماية، وشادى أمين مدير مركز الحق، والعديد من الحقوقيين الآخرين.

فى هذا التوقيت كان أيضاً ثمة قرار يخرج من النائب العام برفع أسماء عدد من المصريين الذين اتهموا فى قضية التمويل الأجنبى، وكانوا ممنوعين من مغادرة البلاد رغم حصولهم على أحكام قضائية نافذة بالسماح لهم بمغادرة البلاد، كما حدث مع شريف منصور الذى استقال من منصبه فى منظمة فريدوم هاوس، وفضل العودة إلى مصر وقام بتسليم نفسه لتجرى محاكمته، رافضاً أن يستمر بالولايات المتحدة رغم أنه يتمتع بجنسيتها، وفضل العودة إلى مصر للمثول أمام القضاء لتبرئة نفسه هو وآخرون يعملون بفرع المنظمة بالقاهرة.

الاجتماعات واللقاءات والاحتفالات تزامنت أيضا مع إعادة تشكيل المجلس القومى لحقوق الإنسان الذى قوبل بعاصفة نقد كبيرة من قبل المنظمات الحقوقية المصرية، رغم أن المجلس لم يبدأ بعد بممارسة أى نشاط له، لكن يبدو أن الفترة القادمة ستشهد انفراجة كبيرة فى عمل منظمات المجتمع المدنى، خصوصاً وأن منظمات المجتمع المدنى المصرية التى أرسلت لها منظمات التمويل غير العاملة بمصر والموجودة بالخارج، رسائل مفادها ضرورة أن تحاول الخروج من الرداء السياسى والعمل الميدانى والمدنى الذى يقوم دوره الأصيل ومهمته الأولى على سد الفجوة بين المواطن والسلطة بما يضمن حصوله على حقوقه كاملة دون الجور على حقوق الآخرين، وأن يؤدى واجباته بأفضل صورة مرجوة منه.

لكن هل تسمح حكومة قنديل وتوجيهات الرئيس محمد مرسى بانفراجة للعمل الأهلى ومنظماته فى مصر، وسط حالة من الرضا من قبل بعض المنظمات التى حضرت الاجتماعات والتى كشفت عن وجود تطمينات كبيرة بأن هناك انفراجة كبيرة فى العمل الأهلى فى مصر؟

ولكن على الجانب الآخر ترى مجموعات حقوقية مصرية بأنه فى حالة سقوط أوباما وقدوم منافسه رومنى، ستكون مصر مقصداً كبيراً للتمويلات التى ستغدق على مصر بسخاء بهدف توجيه الانتقادات إلى الحكم الإسلامى، ليس فى مصر وحدها، لكن أيضاً فى المنطقة المحيطة وباقى الدول التى حدث بها صعود للتيارات السياسية الإسلامية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة