بعد أن تسبب "الربيع العربى" فى تأجيلها لأكثر من عام ونصف تنطلق بعد غد الاثنين أعمال الدورة الثالثة للقمة العربية اللاتينية فى مدينة ليما عاصمة بيرو بأمريكا الجنوبية، والتى تعقد بهدفين الأول التشاور حول القضايا السياسية المتعلقة بالمنطقتين، والثانى حول تطوير العلاقات الاقتصادية بين المجموعتين على الرغم من التباعد الجغرافى.
وسيرأس الجانب العربى فى القمة العراق والذى سيمثله وزير الخارجية هوشيار زيبارى بصفته رئيس القمة العربية فى دورتها الحالية، فى حين سيرأس دول أمريكا الجنوبية، ويلقى كلمتها فى القمة رئيس البيرو أولانتانومالا.
وقال مصدر بجامعة الدول العربية إنه على الرغم من النجاح – المحدود - على المستويين السياسى والإقتصادى الذى تحقق من خلال التعاون بين التجمع العربى واللاتينى على مدار الـ7 سنوات الماضية، إلا أن الحضور العربى على مستوى الرؤساء سيكون منخفضا للغاية خلال هذه القمة، بالرغم من المناشدة التى وجهها الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة بالاهتمام برفع التمثيل والحضور لاجتماعات هذه القمة.
وسيحضر القمة خمسة فقط من قادة الدول العربية وهم الرئيس اللبنانى ميشال سليمان والرئيس الفلسطينى محمود عباس وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان والرئيس التونسى المنصف المرزوقى والعاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى، ويغيب عن القمة الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، رغم سابق إعلان الرئاسة مشاركته بالقمة، إلا أنه تم تكليف وزير الخارجية محمد كامل عمرو برئاسة الوفد المصرى، فى حين سيمثل أمريكا الجنوبية رؤساء كولومبيا "خوان مانويل سانتوس"، وتشيلى "سيباستيان بينييرا"، والإكوادور "رفاييل كوريا"، والأوروغواى "خوسى موييكا"، وغويانا "دونالد راموتار"، والأرجنتين "كريستينا كيرشنير"، والبرازيل "ديلما روسيف".
وأكد المصدر أنه على المستوى السياسى استطاع الجانب العربى خلال السنوات الماضية أن يحصد نجاحا هاما للغاية وهو اعتراف جميع دول أمريكا الجنوبى - باستثناء كولومبيا - بالدولة الفلسطينية على حدود 1967، مشددا على أن القضية السورية ستكون محورا هاما للبحث خلال القمة، وسيسعى الجانب العربى للحصول على تأييد من دول أمريكا الجنوبية لقرارات الجامعة العربية بشأن هذه القضية، ودعم لمهمة الأخضر الإبراهيمى المبعوث الأممى العربى المشترك لحل الأزمة، كما سيتم تضمين البيان الختامى للقمة فقره حول ازدراء الأديان وأدانه للهجمة التى تصاعدت مؤخرا ضد الدين الإسلامى والرسول محمد "عليه الصلاه والسلام".
ونوه المصدر إلى أن دول أمريكا الجنوبية تدعم وبشده ثورات الربيع العربى نظرا لتشابه الأوضاع بين الأنظمة الديكتاتورية التى تم الإطاحة بها فى العالم العربى وبين الدول اللاتينية التى جاهدت بثورات سلمية أيضا ضد الحكم الديكتاتورى، مؤكدا على أن المحور الاقتصادى سيأتى فى مقدمه المباحثات بين الجانبين، خاصة فى ظل عقد المنتدى الاقتصادى والذى يحضرة 400 رجل أعمال عربى لتنمية الأستثمار والتبادل التجارى بين الجانبى، لافتا إلى أنه هناك أكثر من 25 مليون نسمة من العرب يعيشون فى أمريكا الجنوبية ويتركزون فى البرازيل والأرجنتين وشيلى وفنزويلا.
وأوضح المصدر أن النمو الاقتصادى على مدار السنوات الماضية بين الجانب العربى وأمريكا اللاتينية شهد تطورا، حيث ارتفع من ثمانية بلايين دولار عام 2005 إلى ما يقرب من 20 بليون دولار نهاية 2011، إلا أنه عبر عن عدم رضا الجانبين عن هذا النمو الذى وصفه بالضعيف فى ظل حجم التبادلات التجارية التى تحصدها أمريكا الجنوبية مع تجمعات أخرى مثل أوروبا وأمريكا الشمالية وإيران والصين.
يذكر أن القمة ستعقد على مرحلتين، وسيخصص اليوم الأول للاجتماعات الثنائية بين الوفود العربية والأمريكية الجنوبية ولمؤتمر يجمع حوالى أربعمئة من رجال الأعمال فى دول المنتدى، وسيخصص اليوم التالى لقمة قادة الدول بشكل مغلق فى معظمها على أن تختتم بـ"إعلان ليما" الذى بحثه وزراء خارجية الدول العربية واللاتينية فى اجتماع أول أمس على هامش مشاركتهم بالجمعية العامه للأمم المتحده فى نيويورك.
ونظرا لارتفاع الكثافة السكانية فى مدينة ليما والتى تصل إلى 8 ملايين نسمة قررت الحكومة إعلان يوم الاثنين والثلاثاء عطلة رسمية.
القمة العربية اللاتينية تنطلق فى بيرو و"مرسى" أبرز الغائبين.. "ليما" تعلن الاثنين والثلاثاء إجازة رسمية.. وسوريا وازدراء الأديان أبرز القضايا.. ومصدر: أمريكا الجنوبية تسعى لفتح أسواق بالدول العربية
السبت، 29 سبتمبر 2012 11:47 م
وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة