اقترح وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى خطة من مرحلتين للجمع بين طرفى الصراع فى سوريا، لمناقشة عملية انتقال سياسى هناك، أملا فى إنهاء الصراع المستمر منذ ثمانية عشر شهرا الذى قتل فيه ما يزيد على 30 ألف شخص.
وقال زيبارى، فى مقابلة أمس الجمعة مع الأسوشيتد برس، إنه تقدم بالاقتراح خلال اجتماع وزارى لعشرين دولة معارضة لحكومة الرئيس بشار الأسد فى سوريا. وترأست وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى الاجتماع المغلق لمجموعة "أصدقاء سوريا". وأوضح أن "المناقشات كانت جيدة للغاية، وأعتقد أن الجميع تبين الحاجة لانتقال سياسى - بدون شروط مسبقة - وإلى عدم تبنى مواقف مغالية".
تشمل المرحلة الأولى الجمع بين الدول التى صادقت على مسودة خطة انتقال سياسى جرى تبنيها فى جنيف فى الثلاثين من يونيه، والتركيز على تطبيقها، وفق زيبارى. أما المرحلة الثانية فستكون دعوة ممثلى الحكومة والمعارضة داخل وخارج سوريا إلى مؤتمر فى بلد محايد خارج الشرق الأوسط. وأضاف أن المبعوث الدولى الأخضر الإبراهيمى سيتعين عليه العمل على استمرار الخطة.
فى اجتماع جنيف فى يونيه، انضم الأعضاء الدائمون بمجلس الأمن الدولى المنقسمون بشدة بشأن سوريا، إلى دول رئيسية أخرى مهتمة بالشأن السورى وافقت على إطار عريض يتطلب من كل من المعارضة وحكومة الأسد الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية جديدة فى البلاد، فى تمهيد للانتخابات. كما تطلبت الخطة من قوات الأمن السورية كسب ثقة الطرفين معا.
كان سلف الأخضر الإبراهيمى - كوفى عنان- قد دعا إلى اجتماع جنيف عقب استخدام روسيا والصين لحق النقض (الفيتو) لرفض قرارين مدعومين من الغرب بهدف الضغط على الأسد لوقف القتال وبدء المفاوضات. واعترضت موسكو وبكين على قرار ثالث رفع درجة التهديد بعقوبات ضد الأسد فى العشرين من يوليو.
وقال زيبارى، إن أجواء اجتماع أصدقاء سوريا على هامش الاجتماع السنوى للجمعية العامة للأمم المتحدة كانت إيجابية وعملية. وأضاف "من قبل كان من الصعب للغاية طرح مثل تلك الأفكار، حقيقة الآن أصبح الجميع أكثر اهتماما وواقعية".
وقال زيبارى، إن هناك أفكارا أخرى كثيرة على الطاولة، لاسيما التدخل العسكرى وتوفير ممرات إنسانية آمنة وفرض منطقة حظر طيران، لكنه وصفها بأنها "غير واقعية"، لافتقارها إلى الدعم الدولى. وردا على سؤال بشأن نوع الدعم الذى حصل عليه من الوزراء لخطته المكونة من مرحلتين، قال زيبارى، "إنهم يبحثون الخطة بجدية، وليس هناك رفض صريح لها". وأضاف أنه التقى وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف بعد اجتماع أمس، الجمعة، معربا عن اعتقاده بأن موسكو ستدعم الخطة.
وكجار لسوريا، شدد زيبارى على أن العراق يتبنى موقفا محايدا من الصراع الجارى، محافظا على العلاقات بين حكومة الأسد والمعارضة فى آن واحد.
وأضاف، "قدمنا وجهة نظرنا بكل وضوح، أنه من المهم أن يدعو الإبراهيمى إلى عقد مؤتمر فى مكان محايد.. ليس فى المنطقة، بحيث يدعو زعماء المعارضة الرئيسيين الذين يتسمون بالمصداقية، وممثلين لها داخل وخارج سوريا، بالإضافة إلى ممثلين عن الحكومة السورية". وأردف قائلا، "كلا الجانبين سيكون أمام اختبار شديد أمام المجتمع الدولى، لمعرفة الجانب المستعد للمضى قدما" فى حل الصراع السورى.
وفى السياق ذاته، شدد زيبارى على أن الإبراهيمى، الذى تولى مهام مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا خلفا لكوفى عنان أول سبتمبر الجارى، "يجب أن يمنح الوقت" لإتمام مهمته. وأضاف "لا ينبغى أن يكون مكبل اليدين ببعض الشروط المحددة بالنسبة للأسد.. المهم هو أن نبدأ العملية السياسية".
وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة