أميرة غريب تكتب: ضـــد مجهول

السبت، 29 سبتمبر 2012 01:08 م
أميرة غريب تكتب: ضـــد مجهول صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحريض.. وتصعيد.. وتجريح وفى النهاية الأمر يقيد ضد مجهول.. أحداث الحياة المؤلمة تعتصرنا وتصعقنا وتصفعنا على وجوهنا، ونسعد بالأيام وأحياناً بأنفسنا.. نقتل قلوبنا بأيدينا ونصدق قلوباً مريضة..تائهة وعندما تنتهى هذه وتلك، نستيقظ ثم نقول من فعل بنا ذلك، من قام على تحطيمنا وتفتيت أحلامنا ونصمت طويلا لأيام وربما لشهور أو سنوات، ثم بمنتهى القوة ننسب أخطاءنا لـلا شىء واللا وعى، ونقوم بحفظها.."ضد مجهول ".

لست متعمدة أن أجعل كلماتى غامضة، ولست متيقنة أن ما بداخلى من اشتباكات مؤلمة صائبة، ولكننى أحاول معكم أن أفتح ما بداخلنا جميعا من محفوظات سرية.. ليس لها تعليل.. ولا تفسير.

مؤلمة جداً جميع القضايا المقيدة ضد مجهول، وهذا ليس فقط لما تحتويه من غموض من حيث الشكل والمضمون، ولكن أيضا لما تحمله من سرية فعلة الفاعل وسرية الأحداث، وأيضا بما تحتويه من ظلم بيِّن لعدم عقاب الفاعل الحقيقى لأى حدث قد يترتب عليه مأساة حقيقية...وهذا هو الحال فى القضايا والأحداث الإجرامية..

فما بالنا جميعا من أن تحدث هذه الجريمة بجميع أركانها داخل النفس البشرية، حيث يوجد قاتل، ويوجد مقتول، وأركان الجريمة الكاملة، ومع ذلك تقيد ضد مجهول.. إنه مؤلم حقاً هذا الشعور بما يحمله من تفاصيل سرية معتمة..لا لأحد أن يعرفها، ولا لأحد الحق بالبوح بها.

إن ما يحدث بداخل الألوف من البشر يومياً ما هو إلا جرائم حقيقية لا يحق المساس بها من قبل الآخرين أو حتى من قبل هؤلاء البشر أنفسهم.. حيث يحق لكل منا أن يجرح الآخر، وأن يقسم بداخله على أن يحطم حياته ويجعله مشتتاً معاقباً فى الأرض والسماء دون أن يخشى شيئاً من فعلته.. دون أن يحق له التلاعب بمن هو من الجائز أن يكون أفضل منه.
سواء كانت علاقة عاطفية أو علاقة وظيفية أو علاقة أسرية... جميعهم يحمل تلك البشاعة الأخلاقية فى أخذ ما يريد بقوة مباغتة ومثقلة بالأوزار ومحملة بالأوساخ والأتربة..مزدحمة تلك المشاعر التى يحملها هؤلاء البشر المفعمين بالإيذاء، والتي تقود نيران أحشائهم خطواتهم..متناسين أن الله فوق الأرض والسماء، متجاهلين قوة الاحتساب والتوكل على الله، سبحانه وتعالى، فى أخذ حقهم، مع أنى على يقين من أن مثل هؤلاء ليس لهم ما يأخذونه على قوة الحق.

والعديد منا أيضا يحمل أثقال ظلمة لنفسه وتعديه المباشر على حقه فى الحياة بأفعاله المتردية والتى تصل به أحياناً إلى طريق مغلق من الحلول، ويحيا ما تبقى من عمره مؤدياً لدور المقتول، متناسياً تماماً بأنه قام من قبل بالإبداع فى دور القاتل..حتما إنه جاء الدور وحل الوقت لوقف ما تحمله تلك الجرائم البشرية من قوة وقسوة فى تدمير المجتمع من حولنا دون أن نعى لها أو ننصت لخطوات أقدامها علينا حيث تساهل الحكم والقيد "ضد مجهول".
قيدت تلك الجرائم منذ سنوات عديدة سابقة، وأيضا ستقيد على مدار سنوات عديدة لاحقة على أنها "ضد مجهول" ولكن هذا ما يحدث على الأرض فى حياتنا الدنيا، ولكن أعدهم بأنها لم تقيد "ضد مجهول" فى سماء العدالة وفى حساب المولى عز وجل... فيا أيها المفتنون بقوتكم على العاجزين بالأفعال، رب السموات والأرض فى انتظاركم، فكفاكم ما تحملونه من أثقال.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة