عماد سالم يكتب : التيار الشعبى وأحلام الفقراء

لن يفلح طبيب عالج مريضا صدفة، ولم يحم مريضه من عودة المرض.

عادوا وعدنا، ولكن هذه المرة بوجوه مختلفة ولغة تشبه اللغة التى نحبها، ونعشق أبجديتها هم نفس الرجال بأسماء مستعارة، وقلوب غليظة وتوجهات رأسمالية متوحشة، تعمل على إفقار الناس كى تبقى الناس عبارة عن أصوات جاهزة فى انتخابات سوف يكون الخصم فيها هو الحكم.

نسلم بنتائج الانتخابات ونعترف أننا كنا واهمين حالمين بوطن يعيش أهله بكرامة ، وعزة ، ولكن غيرنا رأى العزة والكرامة تأتى بالصدقات ، والمعونات ، ورأى آخرون أن المستقبل لايأتى إلا بالأمن والأمن لايأتى الا بالقوة والبطش، فرموا أنفسهم فى أحضان من بطشوا بنا، وكانوا يريدون أن يستنسخوا النظام الفاسد الذى من أجل أن نسقطه سقط أنبل شباب على هذه الأرض.

كنا نحلم أن نصحوا يوما من نومنا فنجد الأرض قد انشقت وابتلعت مبارك ورجال أعماله، الذين ابتلعوا الوطن ، وتفجرت فأخرجت رجال أعمال ايضا ورأسمالية ثانية ، لم نبغ هذا والله ، كنا نريد دولة العدالة الاجتماعية التى يكون للفقير حقا مثل الغنى ولكن جاءنا رجال أعمال يصلون كل الفرائض ويصومون ويحجون ويطلقون لحاهم ولكنهم هم ايضا رأسماليون أصحاب مصانع وشركات ويستفيدون بقربهم من الحزب الحاكم ومن الرئيس المنتخب .

كنا نريد من ثورتنا أن تغير وجه مصر ، وتوجهاتها . لقد جربنا أن نقرب الأغنياء ونعطيهم كل التسهيلات لإقامة المصانع والمشروعات كى يعمل فيها الفقراء ، ولكنهم شردوا العمال ، وانتفعوا بالإعفاءات الضريبية واستولوا على أموال البنوك فغلت الأسعار ، وجاع الناس حتى أصبح طعام الفقراء لا يقدر عليها غير الأغنياء .

لقد استبشر الفقراء خيرا بالرئيس المنتخب ، وقالوا هذا من جماعة عاشت بيننا ، ويقدمون لنا المساعدات طوال السنة ، ونحن نرد لهم الجميل فى الانتخابات ، لأنهم يشعرون بنا ، ويستحقون كل الدعم والمساندة ، ولكن الآن أصبح منهم رئيسا ، وأصبح قادرا على إيصال الحق لاصحابه ، فآن الآوان أن تصل الحقوق لمستحقيها ، وآن الأوان أن نعيش بكرامة دفع ثمنها أبناؤنا الذين أستشهدوا فى كل ميادين حريتنا ..

نحن أصحاب هذه الأرض نزرع وتأكلون ، ونعمل فى المصانع التى تملكونها لتزيد ثرواتكم ويزداد فقرنا ، نحلم بمستقبل أفضل لإبناءنا فنحن شركاء فى الثروة والسلطة وغدا لنا .. فنحن تيار الحلم الشعبى ... بالحرية والكرامة الأنسانية والعدالة الاجتماعية ، بالثورة .. الثورة .. سيتحقق حلم الفقراء.