دكتور أحمد أسامة صقر يكتب: لازم تعرف حقك

الخميس، 27 سبتمبر 2012 07:25 م
دكتور أحمد أسامة صقر يكتب: لازم تعرف حقك دكتور أحمد أسامة صقر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذه المقالة تعتبر خطوة من خطوات بناء منظومة صحية سليمة، بل أعتبرها من أهم ما كتبت وهى تختصر طبيعة العلاقة السليمة الصحية التى يجب أن تكون بين المريض والطبيب، ما هى حقوق وواجبات كل منهما على الآخر.

لا أريد أن أسرد وأطيل ولكن سأحاول تبسيط الأمر بقدر استطاعتى وإعطاء أمثله لتوضيح المعنى.

أعلم أن هذه المقالة لن تعجب بعض الأطباء لأنها تزيد الحمل والضغط على الطبيب ولكن الحَق أحَق أن يُتَبَع، فالطب مهنة إنسانية فى الأساس ولا يجب أن تتحول إلى تجارة يتحكم فيها عنصرا المال والوقت.

علاقة الطبيب بالمريض لابد أن تكون علاقة ود ورحمة وليست مصلحة أو استعلاء من طرف الطبيب فهو الذى يملك العلم والمريض هو الذى يستجدى العطف لأخذ حقه فى العلاج، بل يجب أن تكون العلاقة متوازنة فلن يستطيع طرف أن يستغنى عن الآخر.

العلاج السليم هو حق أصيل لكل مريض مقتدراً كان أم غير مقتدر فتتكفل به الدولة، وأول خطوة فى العلاج السليم أن يعرف المريض حقه فيطالب به من الطبيب المُقَصِر فيُجبره على الاهتمام به بطريقة غير مباشرة (فلا يضيع حق وراءه مطالب)، حقوق المريض تتلخص فى الآتى على سبيل العلم لا الحصر:

أولاً: حقوق عامة كالسرية، فلا يجوز للطبيب أن يبوح بأسرار المريض إلا إذا طُلِبَ للشهادة، وكالابتسام والبشاشة فى وجه المريض فعليهما أثر نفسى إيجابى كبير فى استجابة المريض للعلاج (تَبَسُمَك فى وجه أخيك صدقة). وكتوفير مكان نظيف، لائق وبه سرير للكشف وباب مُغلَق لتوفير الخصوصية فلا يجوز أبدا الكشف على المرضى أمام بعضِهم البعض فهذا مناف للأخلاق والعادات والتقاليد ومناف للدين أيضا.

ثانياً: الكشف السليم يبدأ بِالاستماع والإنصات باهتمام إلى كل شكوى المريض ثم البدء فى الكشف الأولى بالنظر على مكان الشكوى وهو مَكشوف تماماً فى وجود مُمَرضه خاصةً فى الكشف على النِساء، فلا تَجِدن حرجا فى ذلك، فبعض الأمراض يصعب تشخيصها إذا لم يُنظَر جيداً لمكان الشكوى فمثلاً آلام وتورم الساق مع وجود تغير بلون الجلد ممكن أن يكون دوالى بالساق أو مرضا مناعيا أو مرضا جلديا والطبيب وحده القادر على تمييز ما هو تشخيص المرض بالنظر إلى شكل تغير اللون، ويأتى بعد ذلك الكشف الدقيق بيدى الطبيب بعد أن يطهرهما بمطهر كالكحول مثلاً، ثم يُستِر الطبيب بنفسه موضع الألم المكشوف بعد الانتهاء من الكشف، ومن الأخطاء الشائعة أن يعتمد الطبيب فى تشخيصه للمرض على الاستماع للشكوى فقط أو بالنظر للأشعة والفحوصات فقط، وإن حدث فى حق للمريض أن يطلب من الطبيب صراحةً أن يقوم ويكشف عليه، وحقه أيضاً أن يعلم ما هى الفحوصات المطلوبة ولماذا طُلِبت وماذا ننتظر أن نجد فيها.

ثالثاً: بعد أن يُشخِص الطبيب المرض يجب عليه أن يشرح للمريض أسباب المرض ومراحله وطرق الوقاية منه مستقبلاً والمضاعفات التى ممكن أن تنجم عنه إذا لم يستجب للعلاج والمدة المتوقعة للشفاء من المرض بإذن الله.

رابعاً: علاج المريض ليس بِدواء فقط، الدواء هو عامل مهم فى العلاج وليس كل العلاج، والجزء الآخر هو تجنب أسباب المرض والاستجابة للتعليمات. والروشيتة العلاجية يجب أن تكون مكتوبة بخط واضح ومكتوب فيها اسم الدواء والجرعة ونوعه(أقراص، كبسولات، حقن) وكيفية تعاطيه(الحقن مثلاً هل هو حقن وريدى أم عضلى أم تحت الجلد) وكم مرة فى اليوم و(قبل الأكل، معه أم بعده) والمدة الزمنية لتعاطى العلاج. ويجب شرح للمريض الأعراض الجانبية التى من الممكن أن تحدث وكيفية تجنبها وإذا حدثت كيف يتم علاجها.

خامساً: الاستشارة (سواءً كانت مجانية أم لا) فهى الزيارة التى يتأكد فيها الطبيب من تشخيصه بعد الإطلاع على نتائج الفحوصات(أشعة وتحاليل) ومعرفة مدى استجابة المريض للعلاج الأولى لكى يتم تعديله أو الإبقاء عليه.

سادساً: يجب على المريض مراجعة الطبيب إذا ساء الوضع أو لم يتحسن فى المدة الزمنية المتوقعة والمحددة من قبل.

سابعاً: يجب على الطبيب أرشفة بيانات المريض وتاريخه المرضى وتشخيصه وكيفية علاجه حتى يتم استدعاء هذه المعلومات عند الاحتياج إليها.

ثامناً: إن الطبيب ليس هو الشافى والشفاء بيد الله وحده والله جعلنا سبباً فى شفاء من أراد الله شفاءه.

وكما قلنا حقوق المريض وواجبات الطبيب ولكى تكتمل منظومة العلاقة الصحيحة بين الطرفين يجب أن نوضح واجبات المريض وتبدأ بحسن معاملة الطبيب ومساعديه فهم يقدمون خدمة له وليسوا أُجَرَاء عنده.

ثانياً:الدقة فى الشكوى، فكثير من الأعراض قد يعتبرها المريض غير مهمة ولكن فى الواقع هى فى منتهى الأهمية لتشخيص المرض، ويجب عليه أيضاً توضيح وتحديد مكان الألم فلا يقول مثلاً ألم بالركبة بل يحدد الألم فى الركبة من الأمام أم من الخلف أم من الجانب ويحدد ما يزيد الألم وما يقلله.

ثالثاً: الصدق والوضوح وعدم الخجل من ذكر أى مرض آخر كـ(فيروس سى،حسساسية على الصدر، حساسية من دواء مُعين، مرض السكرى، سيولة فى الدم، ارتفاع الضغط....إلخ) أو حتى الحمل والرضاعة فإخفاء هذه المعلومات سهواً أم عن قصد قد يؤدى للتفاعل مع الأدوية المُعطاة فتظهر أعراض جانبية خطيرة وقد تكون مميتة فى بعض الأحيان، الصراحة مع الطبيب ستجعله يُعدل من بعض الأدوية أو جرعاتها لتفادى حدوث هذه المشاكل.

رابعاً: الإنصات للنصائح والاستجابة للتعليمات والتنفيذ الدقيق لجدول الأدوية هم عناصر الاستجابة للعلاج فالعلاج منظومة متكاملة إذا أخذت بعضه فلن يتم الشفاء كلياً.





مشاركة




التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

HCV

مش ممكن

عدد الردود 0

بواسطة:

محدي

تجربتي مع طبيب الاسنان

عدد الردود 0

بواسطة:

bassam nagy

مقالة رائعة

الله ينور عليك يادكتور

عدد الردود 0

بواسطة:

وصفى

كلام رائع

كلام رائع جزاك الله خير يا دكتور :)

عدد الردود 0

بواسطة:

salma Ehab

Chapeau

عدد الردود 0

بواسطة:

د أحمد صقر

أشكركم

عدد الردود 0

بواسطة:

ekbal saleh

علم وأخلاق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة