"دار العين للنشر" تصدر "فى الصحراء ورد" للكاتبة حصة لوتاه

الخميس، 27 سبتمبر 2012 10:05 ص
"دار العين للنشر" تصدر "فى الصحراء ورد" للكاتبة حصة لوتاه غلاف الكتاب
كتب عبد الله محمود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر حديثا عن "دار العين للنشر" مجموعة قصصية جديدة بعنوان "فى الصحراء ورد" للكاتبة "حصة لوتاه"، حيث لا توجد قيمة للغيم إذا لم يمطر، وليس للحياة معنى إذا لم تختلج فيها رعشة المحبة، هذه هى الجملة التى اندست فى إحدى قصص تلك المجموعة القصصية التى تمر عليك مر السحاب، تقرؤها وأنت مستلق فى سكونك لتفتح لك أمكنة مناسبة من الشجن وفرصا أخرى من الحياة.

فالكاتبة لا تطلب الكثير من قرائها غير تلك الدعوة الرقيقة فى إحدى قصصها القصيرة" فذرفت دمعة وقالت: هل تتركونى أعبرها بسلام؟ "تلك المقولة التى قالتها المرأة المجعدة الشعر، عندما قالت للآخرين إن سماءهم تضيق بها، وردوا عليها بأن أرض الله واسعة، فما كانت منها إلا أن تطلب الرفق فى السماح لها بالعبور بسلام، حصة لوتاه، هى تلك الكاتبة التى لا تلبث أن تحلم الحلم لتتداعى لها المخاطر من كل الجهات، هى تماما مثل تلك المراة التى وصفتها فى إحدى قصصها " الجديلة الحلم"، والتى عاشت فى حالة ساحرة من الخيال وهى ترضع الطفلة الصغيرة وتكبر أمامها وتشاهدها وهى تكبر وتكبر وتذهب إلى المدرسة، ولكن فجأة دوت صفارات الإنذار فمزقت غلالة الصمت الرقيقة، وسمعت صوت الطائرات وصوت القنابل التى تلقى منها، طار حلمها كغلالة بيضاء رقيقة، وطارت إلى السماء خصلات الجديلة التى لم تضفر بعد.

تلك هى الورود التى تظهر فى الصحراء تباعا، فلا تلبث أن تشم رائحة الورد لتتذكر فجأة أن هناك صحراء واسعة موجعة، اختلاج المعانى فى عقل الكاتبة بما لا يدع الفرصة لتكوين حدود مناسبة وحاسمة ويقينية بين المشاعر المختلفة، فهى عندما سألته وهى تنظر إلى وجهه الذابل "ما الذى يضمره قلبك؟، تدرك تماما أنها ستجد فاجعة مريرة فى نهاية الإجابة، حتى ولو كانت بداية الإجابات تنبئ بحياة وازدهار، قصة "صمت" بالفعل لم تأت بالشىء، الذى يخالف مخاوفها، فكان رده عليها: "رغبة فى الرقص، أن أحاصر أحبتى، لكنهم يسحبون أقرب كرسى ويقعدون، وأظل كطائر مذبوح ينتفض، أستدعى العبارات، أستفز الفاجعة، لكن لا شىء يعبر عن عمق هذا الخراب" هى فى كل الأحوال تحاول مطالعة الورود فى الصحراء، تحاول الذوبان بحثا عن التألق الكامن فى الأشياء، لا تركن إلى الشجن المضن العميق، ولا تستسلم لخلجات الألم، فبالرغم من كل هذه العقبات المفاجئة فى قصة "الأبواب المغلقة"، استطاع بطلها الأنيق الذوبان فى الماء بسهولة، تلك النهاية التى جاءته بعد إن كان يمشى فى الشارع ممتدا أمامه فى خط مستقيم، وتذكر الغربان، وصدرت عن إحدى النوافذ العالية أصوات موسيقى غربية، تذكر سالم الصورى، حارب حسن، موزة خميس ، ومرت عربة مسرعة بالغبار فأغلق عينيه، واستيقظ فيه شىء من الحزن والغضب، ثم مشى باتجاه البحر واقترب من الماء، وعانق الموج قدميه، وغسلهما من الغبار.

حالات مختلفة متنوعة من الشجن المفاجىء، انتفاضات من أوجاع خفيفة فى قلب الصحراء الواسعة، تصنع من قصص الكاتبة عمقا شجيا، وترنيمة من وجع خفى لا يرى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة