يبدو أن تعثر المشاريع السينمائية وحالة التخوف التى تنتاب معظم المنتجين وشركات الإنتاج حاليا أدت إلى عملية هروب جماعى لعدد من المخرجين السينمائيين لخوض تجربة الإخراج التليفزيونى للمرة الأولى مثل خالد يوسف وإيناس الدغيدى، بعدما اتجه من قبل عدد من مخرجى السينما للدراما التليفزيونية مثل محمد على وسامح عبدالعزيز ومحمد ياسين.
فبعدما تعثر المشروع السينمائى الذى كانت تحضر له المخرجة إيناس الدغيدى «الصمت» قررت أن تخوض تجربة الإخراج التليفزيونى من خلال مسلسل يكتبه السيناريست الكبير مصطفى محرم بعنوان «عصر الحريم» والمأخوذ عن رواية للكاتبة الكبيرة قوت القلوب الدمرداشية والتى تحمل نفس الاسم.
والمسلسل تدور أحداثه خلال الفترة من أول عصر الخديو إسماعيل وحتى فترة الخديو عباس، حيث يستعرض حال المرأة ووضعها خلال تلك الفترة ومقارنة ساخرة بين وضع المرأة فى الماضى والآن وسط بعض المطالبات حاليا بعودة عصر الحريم وارتداء المرأة الحجاب والبقاء فى المنزل وكيفية تمردها على هذا الوضع من خلال معالجة درامية، وستقدم إيناس التجربة بأسلوب سينمائى على غرار المسلسلات التركية وربما تقوم ببطولته هيفاء وهبى وفيفى عبده وعدد كبير من النجمات.
المخرج خالد يوسف يقتحم الدراما التليفزيونية أيضا بقصة قصيرة للكاتب يوسف إدريس «سره باتع» حيث يعمل خالد بالتعاون مع الكاتب محفوظ عبد الرحمن على تحويلها إلى مسلسل ملحمى، بعدما تعثر إنتاجها كفيلم، بالإضافة إلى أن الأحداث تتناسب أكثر كمسلسل لأنها طويلة، حيث تدور أحداثها حول الحملة الفرنسية واستعراض أشكال المقاومة الشعبية فى تلك الفترة، خاصة بلدة «شطانوف» بمحافظة المنوفية، فبطل المسلسل واحد من المصريين يقتل أحد الجنود الفرنسيين فى الحملة الفرنسية التى قادها نابليون على مصر، وكان القاتل مميزًا بشكل كبير، حيث له 4 أصابع فقط، وبه وشم مميز على وجهه، وهو ما كان بالطبع سيسهل من مهمة الشرطة الفرنسية فى البحث عنه فيهرب القاتل إلى إحدى القرى، وحينما يتعرف أهل القرية على قصته يقوم معظم شباب هذه القرية بقطع أصابعهم ودق وشوم كذلك على وجوههم لتصعيب مهمة الجيوش الفرنسية، وربما يقوم بهذا الدور النجم عمرو سعد كما تشارك فى البطولة وفاء عامر.
والمسلسل يتناول أيضاً فكرة التصادم بالسلفيين حيث يتعرض لحياة عدد من المحاربين القدامى، الذين تم تحويل مقابرهم إلى أضرحة يتردد عليها الناس مثل السيد البدوى والمرسى أبوالعباس والشيخ الروبى الذين حاول السلفيون وقتها هدم أضرحتهم.