ترأس مصر غدا الخميس الجانب الأفريقى فى الاجتماع المشترك لمجلسى السلم والأمن الأفريقى والعربى فى نيويورك والذى سيعقد جلسة استثنائية على مستوى وزراء الخارجية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويأتى الاجتماع كما يقول مصدر بجامعة الدول العربية بناء على دعوة مصرية بمناسبة رئاستها لمجلس السلم والأمن الأفريقى، وسيبحث الاجتماع بشكل أساسى تطورات الأوضاع فى القضية السورية وانعكاساتها على المنطقة العربية وإمكانية إنجاح الجهود الدولية لحلها، فضلا عن بحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين ومواجهة التحديات الراهنة وتبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ويعد هذا الاجتماع ثمرة من ثمرات القرارات الصادرة عن قمة سرت العربية الأفريقية الثانية التى عقدت فى ليبيا 2010 وأهمها استراتيجية الشراكة العربية الإفريقية والدعوة إلى تدشين عقد اجتماعات مشتركة لمجلسى السلم والأمن العربى والأفريقى لتفعيل العمل بين المجلسين، وهى الاجتماعات التى عقد أولها فى القاهرة على مستوى المندوبين الدائمين فى ديسمبر 2010.
وطالبت الجامعة العربية مؤخرا دولها الأعضاء بتقديم مقترحات الجانب العربى ومبادراته لتنفيذ ماورد فى استراتيجية الشراكة الأفريقية العربية التى أقرتها القمة الثانية ومن بينها مجلسا السلم والأمن العربى والأفريقى، وذلك فى أقرب وقت لبحثها فى الاجتماع التنسيقى القادم بين الجامعة العربية والاتحاد الأفريقى.
وسيتم عرض نتائج اجتماع مجلسى السلم والأمن الأفريقى والعربى وباقى الخطوات العربية والأفريقية لتحقيق تلك الاستراتيجية على القمة العربية الأفريقية الثالثة فى بداية العام 2013 والتى ستستضيفها الكويت، ويجرى العمل حاليا بالأمانة العامة للجامعة العربية لتحديد موعد القمة والإعداد والتحضير لجدول أعمالها.
وطالب مجلس الجامعة العربية فى دورته العادية الـ138 التى عقدت فى بداية سبتمبر الجارى الأمين العام للجامعة العربية دكتور نبيل العربى باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للتحضير لعقد هذه القمة، كما دعا مجلس الجامعة العربية الأمانة العامة بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الأفريقى التحضير الجيد للقمة وتشكيل اللجنة المنظمة لهذه القمة فى أقرب وقت، وذلك بالتعاون مع دولة الكويت.
وتكتسب تلك القمة أهمية خاصة حيث تأتى بعد ثورات الربيع العربى وتغيير بعض الأنظمة العربية فى دول فاعلة سواء بالمنطقة العربية أو الإفريقية وهى مصر وتونس وليبيا بالإضافة إلى التغيرات فى اليمن والثورة المستمرة فى سوريا.
وتحاول الجامعة العربية والاتحاد الأفريقى التقريب بين دولهما الأعضاء فعلى المستوى الثقافى رحبت الدول العربية فى اجتماع مجلس الجامعة الماضى بإقامة مهرجان سينمائى أفريقى عربى والذى يعد الأول من نوعه بين الجانبين بهدف دعم العلاقات الثقافية بين شعوب المنطقتين، وكلف مجلس الجامعة العربية الأمانة العامة بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الأفريقى والمعهد العربى الأفريقى للثقافة والدراسات الاستراتيجية مواصلة العمل لإقامة هذا المهرجان.
وتحتاج صناعة السينما فى أفريقيا إلى اهتمام لترويجها ولتقريب الثقافات بين الجانب العربى والأفريقى، وبدأت السينما فى خمسينيات القرن الماضى فى أعقاب عمليات التحرر لتلك الدول من استعمار الدول الغربية وكانت تهدف إلى الرد على الأفلام الأوروبية التى صنعت عن دول أفريقيا من وجهة نظر الغرب المستعمر، وتوضيح الصورة الحقيقية لشعوب القارة، ورأى أول فيلم أفريقى روائى طويل النور فى عام 1966.
كما تعمل الدول العربية من خلال سفرائها فى الدول الأفريقية على إقامة أسابيع ثقافية عربية والتى كانت قد بدأت فى كل من جنوب أفريقيا وإثيوبيا واستطاعت أن تحقق نتائج جادة فى إطار تفعيل التعاون العربى الأفريقى فى المجال الثقافى.
وعلى المستوى السياسى سيبدأ الجانبان العربى والأفريقى بتكوين مجالس للسفراء العرب والأفارقة فى مختلف دول العالم للعمل على التنسيق بين المواقف العربية والأفريقية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبق لأفريقيا أن دعمت الموقف العربى تجاه القضية الفلسطينية حيث أعربت الدول العربية عن تقديرها للقرار الذى صدر عن القمة الأفريقية فى أديس أبابا والذى أيد حصول فلسطين على العضوية الكاملة فى الأمم المتحده وحثت القمة دولها الأعضاء على سرعة الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
واهتمت الدول العربية بالتعاون الاقتصادى مع القارة الأفريقية حيث طالبت الجامعة العربية بالعمل المشترك العربى الأفريقى لإزالة العوائق التى تعترض سٌبل التعاون فى مجال التنمية الزراعية، كما رحبت الدول العربية باستضافة المنظمة العربية للتنمية الزراعية لوحدة التسهيل الخاصة بخطة العمل العربية الأفريقية المشتركة حول التنمية الزراعية والأمن الغذائى فى أفريقيا والمنطقة العربية، مشددة على ضرورة توفير الموازنة السنوية لتلك الوحدة المقدرة بـ517 ألف دولار فى بداية يناير المقبل.
وسيتم البدء للتحضير لإقامة الاجتماع العربى الأفريقى الوزارى الثانى للتنمية الزراعية والأمن الغذائى قبل نهاية العام 2012 والتزام كافة الدول العربية بتقديم الدعم المطلوب لإنجاحه، كما سيقوم الجانبان باتخاذ خطوات فاعلة لإنشاء الصندوق الإفريقى العربى لمواجهة الكوارث وهو أحد قرارات القمة العربية الأفريقية الثانية التى عقدت فى سرت فى أكتوبر 2010.
البدء فى التحضير بين الجامعة العربية والاتحاد الأفريقى والمصرف العربية للتنمية الاقتصادية فى أفريقيا لاستضافة الدورة السابعة للمعرض التجارى العربى الأفريقى والذى سيعقد فى المغرب عام 2013.
مصر ترأس اجتماعا لمجلسى السلم والأمن العربى الأفريقى غدا بنيويورك بناء على دعوتها لبحث الأزمة السورية..وحزمة من الاجتماعات خلال الشهرين المقبلين استعدادا للقمة العربية الأفريقية فى 2013 بالكويت
الأربعاء، 26 سبتمبر 2012 11:20 ص