محمود البدرى يكتب: جرافيتى ذاكرة الثورة

الأربعاء، 26 سبتمبر 2012 03:11 م
محمود البدرى يكتب: جرافيتى ذاكرة الثورة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حرصت كثير من الدول المتقدمة على خلق علامات وإشارات تكون دالة على تاريخها بماضيه وحاضره بحلوه ومره ليكون دليلاً لمستقبلها وممراً لعبور أجيال واعدة إلى مستقبل أفضل باستفادتهم من ذلك التاريخ، ولجأت فى ذلك إلى ابتكار الكثير من الوسائل والأدوات التى تخدم ذلك الهدف فكان من أهمها "الجرافيتى".

والجرافيتى هو رسم موجود من آلاف السنين على الحوائط والكهوف وأشهرها على الإطلاق الحوائط الفرعونية الخالدة والتى خلدت بخلودها حضارة آلاف السنين لأُناس ما كان لنا أن نعرف آثارهم ولا تاريخهم لولا ذلك الفن من حفريات ونقوش على جدران الحوائط.

عاد هذا الفن إلى الظهور فى العصر الحديث فى "تركيا" وزاد انتشاره فى 1979 على يد الفنان "لى كوينس وفريدى" فى روما ويشمل ذلك الفن نوعين المكتوب والمرسوم وأهم أدواته هى ذاكرة الفنان وإرادته، وقصد به فى الأساس التعبير عن الرأى حتى أصبح مظاهرة فنية أو مسيرة صامتة صارخة على جدران الحوائط.

وقد شرعت كثير من الدول فى تخصيص أماكن معينة للتعبير عن ذلك الفن حتى لا يساء استخدامه فى الميادين غير أن هناك أماكن فرضت نفسها بقوة الحدث نفسه مثل ميدان التحرير وشارع محمد محمود وسور الجامعة الأمريكية وكلها ترتبط ارتباطاً شديداً بميدان التحرير تاريخياً وجغرافياً كشهود على ثورة يناير المجيدة.

عمد الأبناء على تقليد ما كان يفعله الأجداد حيث اندفع شباب التحرير متبارين فى تسجيل أحداث ثورة يناير المتلاحقة المتلاطمة على وجه الثورة المضادة والتى كانت آثارها واضحة جلية على جبين مصر والمصريين جميعاً فى محاولة منهم لتخليد الثورة وشهدائها لتكون شاهداً حياً على العصر وحتى لا تطوله يد التحريف حيث اختلق الكثير من المؤرخين أحداثاً فى التاريخ المصرى بعد مرور سنين على وقوعها مستغلين ضعف ذاكرة الأجيال وتراكم الأحداث فساقوها وصاغوها على أهوائهم مغيرين بذلك وجه الحقيقة.

أستطيع أن أتفهم ما كان يفعله القائمون على أمور البلاد فى فترة العسكرى من إزالة لتلك الرسومات ولكن ما لا أستطيع أن أتخيله ما يحدث الآن من استمرار فى إزالة تلك الرسومات فى عهد الرئيس المنتخب والذى جاء على أكتاف هؤلاء الثوار؟!

لابد أن نستفيد من تجارب الآخرين حيث جعلت ألمانيا حائط برلين الشهير من أشهر وأهم معالم أوروبا السياحية ليس لجمال الحائط بل لما شهده من أحداث وما سجله من تاريخ، فليطلق العنان لهؤلاء الفنانين لجعل تلك الحوائط معلماً من معالم مصر السياحية لتكون شاهداً على الثورة.

من حق شباب الثورة أن يفرضوا سجل وتاريخ وأحداث الثورة على الحوائط كما فرضوها على أرض الواقع.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة