ليس ذكاء من نظام مبارك اعتلائه سدة الحكم فى مصر لمدة 30 عاما، رغم الفساد والفقر الذى طغى على المشهد المصرى بصورة مرعبة، ولكن عدم وعى من شعب يرى الحق حقا، ويرفض إتباعه، ويدرك أنه محاط بالباطل ويرفض انتقاده، شعب مثل القطط "يحب خناقه" أو اعتاد الذل وألف الراحة الوقتية تواكل، ولم يتكل، مستسلما لحكم وأمثال جوفاء كان الهدف منها تعزيز ثقافة الانبطاح لديه مثل "من خاف سلم" و"الى نعرفه أحسن من إلى منعرفهوش".
تلك اللعبة الساذجة التى طالما استخدمها الأباطرة العرب لإشغال شعوبهم، سرعان ما تعلمها مبارك ونفذها بمعية رجاله بكل دقة، فاستحق أن يكتم على أنفاسنا أكثر من ربع قرن، والمضحك المبكى فى الأمر أن الدكتور مرسى وحزبه وجماعته فطنوا للأمر، فشرعوا فى تطبيقه، نفس الأسلوب والمنهج وإن اختلفت الوجوه والشعارات يبقى الهدف واحد إلهاء الشعب.
وضع الكاتب مصطفى محرم يده على مربط الفرس منذ سنوات، وأراد أن يدق ناقوس الخطر، ويلفت الأنظار إلى "استعباط الشعب" من خلال فيلمه "الهروب" الذى أخرجه عاطف الطيب، وتصدى لبطولته النجم الراحل أحمد زكى، تلك القصة الشهيرة لرجل صعيدى يدخل فى صراع غير متكافئ مع مراكز قوى الفساد فى مصر، يتم استغلاله من قبل أجهزة الأمن لصرف أنظار الناس عن مشكلاتهم اليومية، منتصر كان عصى موسى التى تحدث عنها الضابط فؤاد الشرنوبى - الفنان محمد وفيق - فى الفيلم، عندما تحتاج السلطة لصرف انتباه الشارع عن مشكلة ما يتم استخدام موضوع مثير لتمرير قانون أو صفقة أو اتفاقية تدرك السلطة أنها لن تكون على هوى الشعب المسكين.
ولكن ما حدث أن أغلبنا تعامل مع العمل على أنه مجرد فيلم، صناعه ضالون مضللون يهدفون لإلهاء الناس عن عبادة رب كل الناس، ومر العمل مرور الكرام، ولكنه بقى فى ذاكرة السينما ليكون عبرة لمن يعتبر، ونحن بالطبع لا نعتبر من شىء قامت الثورة وقعدت تانى، وتصدر الإخوان المشهد، حسبنا الدكتور مرسى، ومازلنا نقى السريرة يريد الخير لمصر وشعبها، ولكن ما يحدث من ممارسات تعيد إلى الأذهان نظام لم يمض على سقوطه أشهر تجعلنا فى قلق مما هو آت.
حيث عادت إلى الواجهة عصى موسى من جديد، قبل انتخاب رئيس مدنى، وفى ظل وجود مجلس عسكرى يدين بالولاء الكامل لقائده الاعلى حتى وإن عزل وسجن، كنا نتهم الطرف الثالث بافتعال الأزمات للمماطلة فى تسليم السلطة للمدنيين، ولكن بعد وصول الدكتور مرسى للسلطة وإقصاء المشير طنطاوى ورجاله وحركة المحافظين الجدد والتغييرات الجذرية فى الجيش، بعد كل ذلك من المسئول عن اختلاق بعض الأحداث والنفخ فى نيران أحداث أخرى لتهييج الشارع على الفاضى والمليان، وحول أمور بعضها لا يستحق مجرد التعليق عليه، ولماذا لا يقدم مثيرو الفتن للمحاكمة؟
هل كان تراشق الفنانة إلهام شاهين والشيخ عبد الله بدر بوازع من جهة ما؟ ومن وراء التغرير بشباب فى مقتبل العمر لاقتحام السفارة الأمريكية؟ وأين كانت قوات الشرطة والجيش حينها؟ ولماذا تتم إزالة الجرافتى فى هذا التوقيت؟ أسئلة عدة تفرض نفسها على المشهد الحالى لمصرنا الحبيبة، والإجابة تلوح فى الأفق فى انتظار أن تحسم بالأدلة والبراهين، هل هى لعبة قديمة بثوب جديد لتمرير دستور مشوه يضمن لكم البقاء فى السلطة إلى ما شاء الله لتعويض ما فاتكم فى معتقلات وسجون مبارك؟ أم أن الطرف الثالث الخفى مازال يعبث بأمن واستقرار مصر، وأنتم نائمون، أفيدونا يرحمكم الله.
حسنى مبارك
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ام فهد
صدقت يا استاذ محمد جمعه
عدد الردود 0
بواسطة:
عبداللطيف أحمد فؤاد
حنفضل كده يا محمد يا جمعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبداللطيف أحمد فؤاد
حنفضل كده يا محمد يا جمعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ندا
روعة
مقال رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن مصر
اشكرك
عدد الردود 0
بواسطة:
ام محمد
لمن الملك اليوم
سبحان الله .. لمن الملك اليوم ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
انور حمدي
الرئيس السابق دمر مصر
اتمني ان يتوب الي الله
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed
الله المستعان
الله المستعان اخي الحبيب
عدد الردود 0
بواسطة:
سماح
كلام من ذهب
عدد الردود 0
بواسطة:
mado
راااااااااااائع عاوزين نحل المشكلة دى بالذات عشان الناس كلها تفوق وعجلة الانتاج تدوووووووو
والله الموفق