القلعة البيضاء بميت عقبة، هى إحدى القلاع الرياضية الراسخة ليس فقط بمصر لكن فى المنطقة العربية والقارة الإفريقية، ولا نبالغ إذا قلنا إنها تحمل تاريخا عريقا يٌحاكى الأندية الأوروبية والعالمية، تلك القلعة البيضاء - التى لعبت دوراً ريادياً فى خدمة الرياضة المصرية – تغلى حالياً فوق صفيح ساخن، هذا الصفيح من الممكن أن يٌصهِر ذلك التاريخ ويجعله هباءً منثورا بفعل فاعل من خلال بعض الأهواء والأطماع البشرية القائمة على إدارة تلك القلعة، فهى تعيش واحدة من أسوأ الأزمات عبر الفترات التاريخية منذ تمصٌرها – أى جعلها هيئة رياضية مصرية خالصة- فى عهد اللواء محمد حيدر باشا ومن بعده الملك فاروق - ملك مصر والسودان - حيث حصول القلعة على الرعاية الملكية من سعادته شخصياً، وما تلى ثورتى يوليو 1952ويناير 2011.
القلعة البيضاء بصدد سلسلة من الأزمات البشرية وليست المادية أو المالية، فالثانية باستطاعة القلعة التغلب عليها، أما الأولى ومنها الإدارة التقليدية غير المحترفة للقلعة والتى أصابها الهون والهوان والانقسامات ممثلة فى ممدوح عباس ورفاقه، والفريق الأول لكرة القدم بكافة عناصره ذوى المستوى الرياضى والفنى الهابط، وكذلك المستوى الخلقى المتدنى للبعض – مع الاعتذار لهذا الوصف - ممثلاً فى قيام بعض اللاعبين بالاعتداء على أفضل مدرب بالقارة السمراء سواء بالقول أو بالفعل باعتبارهم نجوماً فوق العادة، بل أنهم نجوماً فوق النظام واللوائح ولا يمكن محاسبتهم، هذا فضلاً عن جمهور زملكاوى غاضب جم الغضب، جمهور سيطرت عليه حالة من اليأس مما أصاب قلعته البيضاء بسلسلة من الأزمات والانكسارات الرياضية خلال تلك الفترة، بالإضافة إلى نيران خامدة فى مهب الرياح ممثلة فى ألتراس القلعة البيضاء (الوايت نايتس) والتى لابد من إسعادها وإرضائها واحتوائها.
الأمر الذى يثير عدة تساؤلات غاية فى الأهمية، هل تلك الأزمات البشرية التى تٌلَوِح بأفق القلعة البيضاء ستكون بمثابة ثورة غضب أولى وحقيقية على عباس ورفاقه من جمهور ومشجعى ومحبى تلك القلعة البيضاء؟ أم هى بمثابة إنذار أول وأخير للحكومة المصرية الجديدة - برئاسة هشام قنديل – بانهيار الرياضة المصرية التى لم تقم لها قائمة بعد فضيحة صفر المونديال والتمثيل السيئ بل والأسوأ فى التصفيات والمشاركات الأفريقية والدولية والعالمية والأولمبية خاصةً بعد فضيحة الملابس الرياضية للبعثة المصرية المشاركة فى أولمبياد لندن 2012 – للأسوياء - والتمثيل السيئ لإدارى ولاعبى بعض الفرق الرياضية المشاركة بتلك البطولة وعلى رأس قائمتها رياضة المصارعة الرومانية، وإن كانت قد حققت إحدى الميداليتين الفضيتين التى فازت بهما مصر بتلك الأولمبياد.
القلعة البيضاء فى حاجة ماسة إلى إدارة واعية ومحترفة من أبنائها المخلصين، إدارة تعمل لصالح تلك القلعة من خلال العمل الجاد وانتهاج الأساليب والمفاهيم الإدارية الحديثة كالإدارة على المكشوف والإدارة بضمير والإدارة بالحب وبالمبادئ، وغيرها من الأساليب والمفاهيم الإدارية التى قٌتلت بحثاً وتدريساً بالمعاهد والكليات الإدارية المتخصصة وعلى رأسها كليات التربية البدنية والرياضية على مستوى الجمهورية، فعباس ورفاقه أحد أهم الأركان الأساسية لما تعيشه القلعة البيضاء من أزمات.
القلعة البيضاء فى حاجة ماسة إلى فرق رياضية مخلصة – خاصة الفريق الأول لكرة القدم – لا يكون الهدف الأول والأخير لعناصرها تحقيق الشهرة الإعلامية والكسب المادى والمعنوى على حساب تلك القلعة وتاريخها، وهو ما يطلق عليه مصطلح (الأنانية الرياضية) سواء كانت فردية أم جماعية، فحسن شحاته ورفاقه وأيضاً باغضوه أمثال شيكابالا الوصالى – نسبةً إلى ناديه الحالى نادى الوصل الإماراتى – أحد أهم الأركان الأساسية لما تعيشه القلعة البيضاء من انكسارات.
القلعة البيضاء فى حاجة ماسة إلى جمهورٍ واعٍ ذى حث رياضى حضارى، كما نشاهد حالياُ وسنشاهد لاحقاً على شاشات التلفاز ونحن نتابع فاعليات أى من البطولات الرياضية الأفريقية أو الدولية أو العالمية أو الأولمبية، ولا نبالغ إذا قلنا العربية أيضا، بل لا نقول ونحن نتابع أى دورى أجنبى، وفى هذا الصدد لا نريد أن نحكم على الجمهور المحب لتلك القلعة بأنه أحد الأركان الأساسية لما تعيشه القلعة البيضاء من كبوات، ويمكن القول بأن هذا الجمهور يقف على المحك (خاصةً ألتراس الوايت نايتس).
القلعة البيضاء خاصةً والرياضة المصرية عامة فى حاجة ماسة إلى تكاتف كل الجهود بالدولة بهدف تحسين صورة الرياضة المصرية أمام العالم أجمع، الأمر الذى يٌزيد من العبء الواقع على كاهل العامرى فاروق وزير الدولة لشئون الرياضة وفريق عمله من الكوادر البشرية بوزارته الموقرة.
فهل بإمكان العامرى فاروق إنقاذ قلعة الملك "فاروق الأول" والرياضة المصرية من مستنقع الأزمات والانكسارات والكبوات وبراثن الانشقاقات والاختلافات؟؟، الإجابة عند ذلك العامرى، الرجل الذى نال احترام الوسط الرياضى وثقة حكومة هشام قنديل خلفاَ للبنانى.
د. ضياء دويدار يكتب: هل بإمكان العامرى فاروق إنقاذ القلعة البيضاء؟
الأربعاء، 26 سبتمبر 2012 05:09 م
العامرى فاروق
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة