قلنا ومازلنا نقول إنه لا توجد ديمقراطية جاهزة، يمكن استيرادها أو شراؤها. بل هناك تجارب تفصلها الشعوب وتتعب فيها وتخطىء وتصيب حتى تصل إلى الصيغة التى تناسبها، وهناك أمم استمرت عشرات السنين، حتى تصل لتجاربها الخاصة فى الديمقراطية، ولم توجد ثورة صنعت نظمها من أول طلعة. ومثلما يخطىء المرشحون التقدير، فهناك التصويت الخاطئ، حيث يختار الناخب مرشحا، ثم يكتشف أنه لم يلب طموحاته، فيعود فى الانتخابات التالية ليسقط مرشحا ويختار آخر.
وبالتالى فإن الديمقراطيات تبنى من خلال منظمات وأحزاب سياسية، يمكنها أن تنشر الوعى، وتمارس التجارب. وقد خضعنا للتجريب عقودا طويلة، ولامانع من أن نجرب بأنفسنا، مع ضرورة الاعتراف بالخطأ والصواب، ومهما كانت التجارب الناجحة والفاشلة من حولنا، فلايمكن القياس عليها، لأن لكل شعب طبيعته، لكن يبدو أن هذه الأمور تغيب عن البعض، فيندفع بكل طاقته لتأييد أو رفض.. وما إن تنتهى الجولة حتى تنتهى علاقته بالعملية السياسية.
لقد أظهرت الانتخابات البرلمانية، ومن بعدها انتخابات الرئاسة، مايمكن تسميته جمعية عمومية للشعب المصرى. اختلفت فى الرئاسة عن البرلمان. ولم تعد الكتل التصويتية مضمونة للتيارات المنظمة، أو للمال، مع الأخذ فى الاعتبار استمرار هذه التأثيرات.
فى انتخابات الرئاسة هناك ملايين الأصوات ذهبت لمرشحين مثل حمدين صباحى، وأبوالفتوح، وعمرو موسى، قبل أن تحسم الإعادة لكل من مرسى وشفيق، وتنتهى لصالح الرئيس مرسى، الانتخابات أظهرت تغيرا فى شكل الأداء، وكشفت عن تيارات من الشباب كانت تشارك فى حملات المرشحين لأول مرة. اكتشاف صحة أو خطأ التقديرات، وهو أمر يفترض أن يدفع إلى إعادة النظر فى الخطوات القادمة، وعدم الوقوف عند الماضى. كان هناك اتجاه لأن تكون حملات حمدين وأبوالفتوح وموسى بداية لتشكيل تيار أو أكثر، يضم الملايين التى شاركت فى الحملات، وأن يشكل قادة الحملات من الشباب نواة لتيار سياسى يبدأ فى نشر الوعى. وظهرت ملامح تيارات سياسية، يمكن أن تمثل بديلا سياسيا للمرحلة القادمة. وهى لاتمثل كتلة متجانسة فى الرأى والاتجاه. بعضها له اتجاهات سياسية، وبعضها الآخر بلا اتجاهات، وإن كان يجمعها الرغبة فى التغيير حتى لو اختلفوا فى التفاصيل.
وجمع كل هؤلاء فى تيارات سياسية يحتاج إلى قيادات تكون قادرة على إذابة المتناقضات، والتقريب بين وجهات النظر، وتحديد الأهداف. ولا بديل عن تشكيل كيانات سياسية، تتجاوز كونها رد فعل، أو تحركا موسميا، لتكون منظمات سياسية دائمة، يمكنها الصمود والمنافسة. ربما يكون التيار الشعبى هو تلك النواة لتيار يجمع اتجاهات متنوعة، وخطوة يقودها حمدين صباحى ليشكل تيارا ينتج أحزابا.
تجربة مهمة، ضمن تجارب تأخر ظهورها، بسبب استمرار البكاء على الماضى. الديمقراطية لاتستورد ولا تشترى، وإنما تصنع بالتجربة والخطأ والفعل. وتجاوز رد الفعل والبكاء على الماضى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
خلصنا من " حازمون" ...طلع " التراسيون "...
عدد الردود 0
بواسطة:
دعاء
هل لدينا أسس راسخة ؟!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي رسلان
تناقض
عدد الردود 0
بواسطة:
مهدي السيد لمعي
التصويت الخاطيء لمرسي وشفيق
عدد الردود 0
بواسطة:
على السيد على
اتلم المتعوس على خيب الرجا
هو اة الى جاب القلعة جنب البحر حد يفهمنى