ننشر مقالا مشتركا لوزيرى خارجية ألمانيا وتونس ضد الإساءة لنبى الإسلام.. لا يجب استخدام حرية الرأى والتعبير فى نشر التطرف والكراهية.. التجسيد الجارح لنبى الإسلام كان مستفزًا ومقصودًا

الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012 07:22 م
ننشر مقالا مشتركا لوزيرى خارجية ألمانيا وتونس ضد الإساءة لنبى الإسلام.. لا يجب استخدام حرية الرأى والتعبير فى نشر التطرف والكراهية.. التجسيد الجارح لنبى الإسلام كان مستفزًا ومقصودًا وزير خارجية ألمانيا جيدو فيستر فيله ووزير خارجية تونس رفيق عبد السلام
إعداد محمد ثروت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشر وزيرا خارجية ألمانيا وتونس مقالا مشتركًا عن أزمة الإساءة للرسول دعا فيها إلى إدانة أى عمل يتجاوز حرية الرأى والتعبير ويحض على الكراهية والتطرف، وفى الوقت نفسه حث العالمان الغربى والإسلامى على عدم استغلال الحرية الكبيرة عقب ثورات الربيع العربى فى زعزعة استقرار تلك الدول.

وإلى نص المقال

التعامل المسئول مع الحرية
بقلم جيدو فيستر فيله ورفيق عبد السلام
إن الصور التى انتشرت فى مختلف مناطق العالم فى الأيام الأخيرة أصابتنا جميعًا بالفجع والصدمة.. إنها صور تبعث على الحزن والغضب فى الآن ذاته.. فمن ناحية نرى تجسيدا جارحا لنبى الإسلام انتشر فى ما يبدو بهدف الاستفزاز المقصود.. ومن ناحية أخرى نرى الحشود المحرضة أمام سفارات الدول الغربية لا تتوانى عن العنف بل والقتل. واضطررنا أن نقف مكتوفى الأيدى لنشاهد ما يمكن أن يحدث بسبب التطرف المتحجج بالدين والمجموعات المتعصبة.

إن هذه الصور تقدم واقعًا مشوهًا ففى العالم الغربى مثله مثل الدول الإسلامية فى شمال أفريقيا، وفى الشرق الأوسط وآسيا لا تستخدم سوى قلة قليلة لغة المواجهة والصور الاستفزازية، كما تصدر عن الكراهية وتريد أن تحصد العنف الأعمى.. لكن الواقع يختلف عما توحى به الصور: فالغالبية العظمى من الناس على الطرفين تريد- مثلما نريد نحن- الديمقراطية وتبحث عن فرص حقيقة للعيش والناس يشعرون-مثلنا- بالاشمئزاز من الفيديو، الذى يفيض بالأحكام المسبقة المهينة والتجريح لأناس يتبعون معتقدًا دينيًا آخر.. وهم يرفضون مثلما نرفض نحن الموجة الكريهة من العنف والهيجان، التى انطلقت إثر انتشار هذا الفيديو.
إننا نواجه هذه الأوضاع برسالة مشتركة من التفاهم والتسامح ونحن هنا نتحدث باسم الغالبية العظمى من الناس ونواجه بكل عزم المتطرفين فى بلدينا الذين لا يبتغون إلا هدفا واحدًا متمثلا فى إحداث هوة عميقة بين مجتمعاتنا ذات الأغلبية المسلمة، وتلك ذات الأغلبية المسيحية.

إننا نكن كل التفهم للاستياء، الذى يشعر به الكثير من المسلمين فى العالم أجمع كما نفهم الكثيرين الذين قاموا بالاحتجاج سلميا ضد إهانة دينهم. ولكننا أيضًا متفقون على عدم وجود أى مبرر لاندلاع العنف، كما حدث فى الأيام الماضية.. إن العنف هو الإجابة الخاطئة على ممارسات خاطئة بدورها.

يجب علينا التعامل مع الحرية بمسئولية.. إن حرية الرأى هى واحدة من أثمن القيم فى كل ديمقراطية، ومن منطق هذه القيمة الهائلة لا يجب أبدا السماح بسوء استغلالها لنشر الكراهية والتطرف والمس بشروط العيش المشترك.. لقد أطاح الربيع العربى بالأنظمة الاستبدادية فى تونس وغيرها من بعض الدول العربية، وربما لن تتكرر الفرصة السانحة الآن لبناء مجتمعات ديمقراطية وتعددية جديدة على أنقاض الأحكام الفردى القديم إذا لم يتم أخذ الأمور بالجدية.. من هذا المنطلق لا يجب أن تستغل الحرية الجديدة المكتسبة بشق الأنفس لتتحول إلى دعوى إلى الاعتداء العنيف المخالفين فى الرأى وزعزعة أسس الاستقرار العام.

بدأت الثورة فى تونس وانطلقت من العاصمة بسرعة البرق لتشمل بلدانا عربية أخرى إذ نجح التغيير الجذرى، الذى أطلقته ثورة الياسمين.. ثمة فرصة تاريخية للوصول إلى مستوى جديد من العلاقات المتميزة بين الثقافات على ضفتى المتوسط تبنى على التسامح والاحترام المتبادل.

إننا نقف جميعًا أما مهام وتحديات هائلة: وهى تتمثل فى البحث عن حلول سلمية للنزاعات فى الشرق الأوسط أولها وأكثرها إلحاحًا الأزمة المستفحلة فى سوريا.. كما تشمل أيضًا خلق فرص حقيقية تضمن الكرامة والعيش الآمن.. وأخيرًا وليس آخر فهى تشمل أيضا الجهود الدؤوبة من أجل تشكيل ثقافة التسامح والحوار والاحترام فى مجتمعاتنا وبين شعوبنا.

لا يجب السماح أبدا بأن تقامر القوى المتطرفة بالفرص الهائلة النابعة من قوة التعاون وإرادة العيش المشترك بيننا كأمم وشعوب، إننا جميعًا نطمح إلى عالم يقوم على قيم التسامح والاندماج والاعتراف المتبادل بعيدا عن كل أشكال الكراهية والعنف والتعصب.

جيدو فسترفيلى، وزير الخارجية الألمانى- رفيق عبد السلام، وزير الخارجية التونسى.








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة