أكد أحقية كافة الدول فى امتلاك "الطاقة النووية".. وطالب بـ"السلام قبل الإصلاح" فى سوريا

"مرسى" لـ"PBS" الأمريكية: أنا رئيس لكل المصريين والدستور المقبل يشارك فى كتابته المسلمون والمسيحيون.. القاهرة وواشنطن "أصدقاء" وقادرون على حماية ضيوفنا والبعثات الدبلوماسية

الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012 04:53 م
"مرسى" لـ"PBS" الأمريكية: أنا رئيس لكل المصريين والدستور المقبل يشارك فى كتابته المسلمون والمسيحيون.. القاهرة وواشنطن "أصدقاء" وقادرون على حماية ضيوفنا والبعثات الدبلوماسية الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية
رسالة نيويورك - عبير عبد المجيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الرئيس محمد مرسى أن المصريين يتطلعون لتحقيق الاستقرار والبناء، ويعملون حالياًَ على صياغة الدستور ثم انتخاب البرلمان الجديد، مشيراًَ فى لقاء تلفزيونى مع محطة "PBS" الأمريكية، على هامش زيارته للولايات المتحدة إلى أن المصريين هم من اختاروه رئيساً، وهذا يؤكد أن الأمور تسير حالياً وفق إرادة شعبية خالصة، وأن النظام القائم يعمل فقط من أجل استقرار الشعب.

وأضاف مرسى، خلال حواره الذى أجرى مع الإعلامى الأمريكى الشهير، شارلى روز، على مدار ساعة كاملة: "المصريون اختاروا النظام الذى يريدونه وإننى الآن رئيس لكل المصريين على مختلف توجهاتهم ومعتقداتهم وإننا نعمل على تجاوز مشكلاتنا التى عانينا منها من خلال الكثير من الأزمات فى الفترة السابقة".

وعن الملف الطائفى، قال الرئيس: "المصريون المسلمون والمسيحيون عاشوا بدون مشاكل على مدى مئات وآلاف السنين وأن المشكلة يمكن أن تحدث بين مسيحى ومسيحى أو بين مسلم ومسلم أو أيضاً بين مسلم ومسيحى، كما يحدث أحياناً الخلاف بسبب التعصب لأهل منطقة ما مثل جنوب مصر على حساب مناطق أخرى"، مؤكداً أن مصر دولة مدنية ووطنية ومفهوم الدولة الإسلامية يقوم على مدنية الدولة وأنها ليست دولة علمانية أو دينية ولا تقوم على أساس الدين فهناك فهم خاطئ لتلك التصريحات.

وتابع: "أصدرت مصر وثيقة الأزهر التى تنص على أن مصر مجتمع ديمقراطى مدنى، وأن هناك استقلالا للمؤسسات فى مصر وقد تأكد هذا النظام من خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية".

وفيما يتعلق بمستقبل الدستور الجديد، وما توصلت إليه الجمعية التأسيسية للدستور، أكد الرئيس أن دستور مصر المقبل، يشارك فى وضعه مسلمون ومسيحيون وليس مسلمين فقط، قائلاً: الدستور المرتقب ينص على أن الإسلام هو المصدر الرئيسى للتشريع وقد وافقت كل القوى فى وقتها على ذلك وأن هناك مفاهيم تتفق مع كافة المفاهيم الدولية". وأوضح مرسى خلال الحوار، أنه "ليس غريباً عن المجتمع الأمريكى"، مشيراً إلى أن دراسته الجامعية كانت فى الولايات المتحدة.

ورداً على سؤال حول طبيعة طموحاته حينما كان يتلقى تعليمه بالولايات المتحدة، وما إذا كان يتوقع آنذاك أن يصبح رئيساً للبلاد، قال مرسى: وقتها كنت مشغولاً بالدراسة، وأتمنى أن أفيد وطنى من خلال دراستى، ثم أصبحت أهتم بأمور تعليم الآخرين وهذا ما كنت أطمح إليه".

واستطرد: طموحى هو بناء مجتمع على أرضية من السلام والتعاون.. الشعب المصرى بطبيعته طيب، والربيع العربى أثر على المنطقة ككل، وأثبت أن الشعوب العربية تتطلع للحرية مثلما حدث فى تونس وليبيا".

وحول رؤيته للأزمة السورية، قال الرئيس: "الأزمة تحتاج السعى إلى وقف أعمال القتل.. ومصر تتعاون مع الجميع من أجل دعم جهود الدول المعنية بالصراع مثل السعودية وتركيا وإيران فى حل الأزمة"، وأضاف: "تقدمت بمبادرة لحل الصراع استناداً على نفوذ هذه الدول العربية وما تمتلكه للتأثير على أطراف الأزمة من أجل حلها والمهم الآن هو تحقيق السلام أولاً ثم عملية الإصلاح السياسى، مشدداً على رفضه التدخل الأجنبى فى سوريا قائلاً: "ذلك سوف يكون خطأ كبير لو حدث ولا بد من تعاون المجتمع الدولى لحل الصراع بطريق سلمى".

وأشار الرئيس إلى الجهود المصرية التى أسفرت عن لقاء وزراء خارجية الدول الأربع وهى مصر والسعودية وإيران وتركيا ولقاء ثانى بين ممثلى وزراء الخارجية وأنه يتطلع للقاء آخر على المستوى الرئاسى لحل الأزمة. وأكد أن سبب المشكلة هى الديكتاتورية وانعدام الديمقراطية وأن هناك آلاف الأرواح أريقت دمائهم ويجب العمل على وقف إراقة الدماء فى أسرع وقت ويجب أن يدرك الجميع أن تحقيق الحرية هى المطلب الأساسى للشعب السورى، وأكد أنه على الرغم من عدم سهولة حل الأزمة فإن الأمر ليس مستحيلا.

وعلق مرسى، على حواره السابق لـ"نيويورك تايمز"، والذى ذكر خلاله "أنه يتعين على الولايات المتحدة تغيير توجهاتها واحترام القيم والتقاليد بالدول العربية"، قائلاً: "كنت أقصد ضرورة احترام الثقافات الأخرى ورغبات الآخرين فى اختيار ما يريدونه لأنفسهم وضرورة أن يتجنب الأمريكيون ما حدث من قبل من تحيز لتوجهات معينة على حساب توجهات الآخر فلابد من احترام الأطراف الأخرى.

وفى رده على سؤال حول رؤيته لكيفية إصلاح العلاقة مع الأمريكيين، أشار الرئيس أنه فى العقود الماضية حدثت أخطاء، وقال: "شاهدنا إراقة لدماء الفلسطينيين وهو أمر غير مقبول وأن الثورات خلقت فرصة كبيرة لتطوير العلاقات وتحقيق الحرية للجميع وتحقيق العدالة على أساس من الاحترام المتبادل واحترام المبادئ التى دعت لها الثورة".

وفى سؤال لتشارلى روز عن أن بعض الناس شعروا بأن الرئيس تأخر فى رد فعله حين وقع الهجوم على السفارة الأمريكية أجاب: "ذلك لم يحدث ولكن كنت أريد احتواء المشكلة بشىء من الحكمة فقد كان المواطنون الغاضبون يتصورن أن من قام بهذا العمل الذى أثار مشاعرهم ينتمى للسفارة التى ترمز للأمريكيين ولكن بالتأكيد أننا نحرص على تأمين ضيوفنا فى مصر وتأمين البعثات الدبلوماسية الموجودة على أراضينا وهذا واجبنا ونحن مسئولون عن سلامة تلك الأماكن ومصر دولة كبيرة وتدرك مسئوليتها وهى قادرة على حماية تلك الأماكن داخل مصر".

وحين سأل تشارلى روز هل الولايات المتحدة ومصر أصدقاء أم أعداء، أجاب الرئيس ضاحكاً بالتأكيد أصدقاء وحين سأل هل هم حلفاء أجاب أن الرئيس الأمريكى أجاب غير ذلك وأن حقيقة الأمر تقوم على تعريف كلمة حليف فلدى البلدين علاقات مشتركة ولكن لا يوجد بينهما تحالف عسكرى ولكن إن كنت تقصد أن لفظ حليف يعنى أنه توجد شراكة فى العديد من المجالات ففى هذه الحالة يمكن أن تقول أننا حلفاء وسأل تشارلى روز هل هناك أى تهديد بقطع المساعدات عن مصر أجاب الرئيس أنه لا يوجد أى شىء من هذا الأمر.

وعن القوات المسلحة، قال "مرسى": الجيش جزء من الشعب، والقوات المسلحة لها دور عظيم وهناك الحب الذى يكنه الشعب للقوات المصرية والمصريون كانوا يجلسون بجوار الدبابات أثناء الثورة وشاهدنا هذا الحب والتعاون خلال الانتخابات وخلال الثورة وأن القوات المسلحة بعد أن قامت بدورها عادة إلى ثكناتها ومكانها الطبيعى وأدت الفترة الانتقالية خلال ثمانية عشر شهراً انتهت يوم 30 يونيه ولهذا نستطيع القول إننا نتحرك الآن فى اتجاه إقامة الدولة المدنية.

ورداً على سؤال حول توقعاته بامتداد ما حدث فى مصر وليبيا، إلى ممالك قائمة مثل السعودية وغيرها، قال مرسى: "مصر أكدت دائماً أنها تحترم الشئون الداخلية للآخرين وأنها لا تتدخل فيها وأنه حتى فى حالة سوريا لا تتدخل مصر ولكنها تحث على تحقيق رغبة الشعب السورى، وسأل روز وماذا بشأن ما يحدث فى البحرين ومناطق أخرى فكرر الرئيس: "إننا لا نتدخل فى شئون الآخرين ولكننا ندعم حقوق الشعوب فى الحرية ونسعى إلى وقف إراقة الدماء فى سوريا"، وشدد مرسى، على احترام مصر لتعهداتها الدولية، التى تم إقرارها فى السابق، برغم من عدم موافقتها على كثيراً منها.

وفيما يتعلق بطهران، والملف النووى الإيرانى، قال الرئيس مرسى: "موقف مصر واضح، نحن ندعم امتلاك الدول للطاقة النووية السلمية وأن ذلك حق الشعوب ولا يمكن الوقوف ضده وأنا ليس لدى المعلومات الكافية والمؤكدة بشأن ما تستهدفه إيران من امتلاك الطاقة النووية لكن مصر وغيرها من الدول يمكن أن تعمل على توفير الطاقة النووية السلمية".

وحول رأيه فى هجمات 11 سبتمبر، قال مرسى: "أنا ضد هذه الهجمات ووقتها كنت عضواً بالإخوان المسلمين وهى التى كانت أول منظمة فى العالم تدين هذه الهجمات وأننا وقفنا ضد هذه الهجمات المأساوية وأدنا بشدة من فعلوا هذا الأمر الذى أدى إلى قتل المدنيين والأبرياء وفى نفس الوقت فقد قمنا بإدانة ما حدث فى العراق وفى أفغانستان وأدى إلى ضحايا مدنيين".

وشدد الرئيس فى ختام حواره، الذى استمر لقرابة ساعة كاملة، على عدم وجود عداء بين الشعبين المصرى والأمريكى، لكنه قال فى الوقت نفسه: "لكن الناس (المصريين) يشعرون أن هناك تحيزاً فى بعض القضايا من جانب الولايات المتحدة كما قامت بدعم أنظمة ديكتاتورية فأصبح هناك حساسية كبيرة تجاه تلك السياسات من جانب الحكومة الأمريكية مما يجعل العلاقات بينها وبين الشعوب العربية علاقات ساخنة، ولكن لا يمكن القول إنها علاقات مشتعلة".

توجه الرئيس فى نهاية اللقاء بتحية خالصة لكل من يسمعونه فى الولايات المتحدة والعالم، مشيراً إلى أنه يحاول أن يطرح وجهات النظر المصرية خلال وجوده بالولايات المتحدة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة