"العين" تصدر دراسة حول "الجمال فى زمن القبح"

الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012 03:36 ص
"العين" تصدر دراسة حول "الجمال فى زمن القبح" غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر حديثًا عن دار العين للنشر كتاب بعنوان "الجمال فى زمن القبح" للكاتب ملاك نصر، والذى يتناول فيه كيف يرى الناس أنواع الجمال فى زمن كهذا؟ حيث يرى الباحث أننا نعيش فى "أزمة جمال" رغم الهوس المحموم بالجمال! وزمننا كزمن للتغيير نحو الأفضل، يسعى إلى جمال الناس والمجتمع والسياسة والأخلاق، بعد كل القبح الذى أصاب مساحات كثيرة من حياتنا وربما نفوسنا.

ويحاول الكاتب اكتشاف الجمال متلمسا العون من العلوم المختلفة كعلم النفس واللاهوت والفلسفة والنقد السنيمائى وعلم الدلالة وغيرها، مع اتخاذه لنموذجين أو أيقونتين فى الجمال أو امرأتين تأتيان من عالمين مختلفين: عالم الروح "شولميث" بطلة قصائد سفر نشيد الأنشاد– النشيد الأشهر فى الحب الرومانسى والعلاقة الحميمة بين الزوجين والروحانية الراقية إلى حد التصوف، وعالم الدنيا: "سندريلا" بطلة القصص الخيالية الشهيرة والمثال الأشهر للجمال المقهور.

كما يحاول اكتشاف الارتباط والتشابه بين الشخصيتين أو "الأيقونتين" فى الجمال، بالرغم من كونهما من عالمين مختلفين، ونصين مختلفين تماما، فالمرأة الأولى "شولميث" بطلة الجمال والحب والرومانسية لقصائد شغلت الكثيرين من المفكرين والمبدعين حول العالم من خلفيات دينية مختلفة، وعصور مختلفة، وسوف يقترب إليها من خلال تحليل بعض أبيات قصائد سفرها. والمرأة الثانية "سندريلا"، بطلة الجمال المنقطع النظير فى عالم الأدب والخيال، وسوف يقترب إلى جمالها من خلال تحليل أزمتها النفسية والروحية مع الجمال- مع كونها جميلة- فى ثلاثة أفلام من فئة "أفلام السندريلا " المعاصرة.

ست فصول مليئة بالمغامرات والأسئلة والغور فى مناطق شتى تحاول الوصول إلى نتائج مرجوة وصائبة، تبدأ فى الفصل الأول بتلك العلاقة بين الجمال والثقافة، حيث ماكينات الجمال التى تحوّل الجمال إلى "سلعة" يتم تصنيعها بأدوات وإبداعات تلك الثقافة، ويناقش الفصل الثانى العلاقة الملتبسة أيضا بين الجمال والإيمان، ومحاولة لفهم دقيق لتلك العلاقة من خلال مناقشة المفهوم نفسه لدى اللغويين والمفكرين والأدباء والفلاسفة، بل واللاهوتيين الذين انشغلوا، ونظروا، بل واختبروا على المستوى الشخصى العلاقة بين الإيمان والجمال، حيث جمال الإيمان والإيمان بالجمال.

ويطرح فى الفصل الثالث تساؤل مهم، هل يمكن أن تكون هناك علاقة بين شخصية حقيقية عاشت وتوجت بطلة لسفر من أعذب أسفار الكتاب المقدس "سفر نشيد الإنشاد" وبين شخصية أخرى خيالية موجودة فقط فى الروايات وعلى الشاشات هى "سندريلا"؟ وفى فصله الرابع بعنوان "الشيطان يرتدى قناع الجمال" يقترب من النوع الأول من الجمال: "الجمال الحسى"، ومن الروابط العديدة بين الجمال الحسى لدى كل من "شولميث" و"سندريلا" من خلال تحليل بعض آيات أو أبيات من النص الخاص بقصائد نشيد الإنشاد، وتحليل الفيلم الأول من أفلام سندريلا فى الدراسة: "الشيطان يرتدى برادا" The Devil wears Prada.

ثم النوع الثانى من الجمال الذى يعرض له فى الفصل الخامس وهو: "الجمال النفسى" من خلال الدراسة لبعض آيات أو أبيات أخرى من قصائد "شولميث"، مع التحليل للفيلم الثانى: "سعادة للأبد..قصة سندريلا" Ever After-A Story of Cinderella.

وفى الخلاصة: تحت عنوان "فى زمن "تغيير" الجلد.. أى جمال نحتاجه؟ ننتهى إلى نوع من التقدير الذاتى لأنفسنا يمكن أن نسيمه "التقدير الذاتى الروحى"، والسؤال هنا: هل هناك مصدر آخر للحصول على تقدير الذات والشعور بالرضا غير أحمر الشفاه وبودرة الخدود وصبغة الشعر لدى النساء؟ أو العضلات المفتولة و"السيكس باك" لدى الشباب؟ وهل هناك ما يملأ فراغ النفس بدلاً من "البوتوكس" و"الكولاجين" و"السليكون"؟!، هكذا يفتح هذا الكتاب الباب أمام أطروحات مهمة عن الجمال وأنواعه، ويترك لنا العديد من الأفكار التى يمكنها أن تساهم فى تغيير رؤيتنا لفكرة "الجمال" عموما، كى يمكننا أن نلامسه بجدية كافية وبشفافية حقيقية فى مثل هذا العالم العابس.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة