نقلاً عن اليومى
وقف المخرج خالد يوسف أمام الدكتور مرسى فى اجتماعه مع وفد من الفنانين متحدثا ومطالبا بالإفراج عن المعتقلين، وأضاف لهم اسم أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، ورد عليه الرئيس بأن الإفراج عن المعتقلين سيكون قريبا فى غضون أسابيع، أما أسامة الشيخ فهو حالة خاصة، لأنه محكوم عليه بحكم قضائى مدنى، وهو - أى الدكتور مرسى - لا يستطيع التدخل فى أحكام القضاء، فرد عليه خالد بأنه لا يطلب منه على الإطلاق التدخل فى القضاء، بل على العكس فهو يطالبه بأن ينجز القضاء عمله المنوط به، وطالبه بأن تفصل محكمة النقض فى الحكم على أسامة الشيخ سريعا، لأن العدالة البطيئة كالظلم بل أشد قسوة. نعم العدالة كما هى مرسومة على أبواب المحاكم امرأة معصوبة العينين تحمل ميزانا، فما بالها مع هذا الرجل معصوبة العينين بلا ميزان وبطيئة!
يوم أن كان أسامة الشيخ فى عالم النفوذ والسلطة لم أكتب عنه كلمة بالسلب أو الإيجاب، ولكن اليوم وهو قابع بين جدران السجن بلا سلطة أو نفوذ وجب على أن أكتب كلمة أراها حقا فى زمن اختلط فيه كثير من الباطل بالحق، وقد سبقنى خالد يوسف بما قال وفعل فى لقاء الرئيس، وإن كانت عدالة المحاكم تتأخر فيجب ألا أكون مثلها، ولذا فسأحكى عن رجل ما أحوج الإعلام إليه الآن، خاصة حين يبرز الحديث عن ضرورة هيكلة إعلام الدولة ووقف نزيف خسائره المادية والمعنوية، وسأقصر كتابتى على الأرقام وبعض من أفكاره التى صاغها فى دراسات، ولكنها لم تنفذ وكانت كفيلة بأن تعدل من حال إعلام الدولة المايل.
محفوظ عبدالرحمن يكتب:أدركوه قبل أن نندم جميعا!
كان حريصا على أن يأخذ فرصته الكاملة فى القرار
منذ أن دخل أسامة الشيخ السجن وأنا قلقت عليه أشد القلق، ولو خطر على بالى لحظة واحدة أنه يستحق هذا المصير ما كنت أحس هذا الإحساس، وكلما تذكرته، وكثيراً ما أنسى، أتذكر صرخة الثورة الفرنسية: أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب باسمك، أو ما يمكن تبديله بأيتها الثورة كم من الجرائم ترتكب باسمك!
عرفته لأول مرة عندما تقابلنا فى أحد الفنادق لقاء «رسميا»، إذا صح هذا التعبير، فلقد كنت وسيطا لأصدقاء لأعرف مدى استعداده ليتولى أمر محطة فضائية على وشك البدء، وكان لى صديق عزيز فى هذه الفضائية هو الذى ألح علىّ فى هذه الوساطة، لم أعرفه ولم يعرفنى، واتصلنا بالتليفون المحمول ليسأل كل منا الآخر لماذا لم يأت إلى الموعد!
وأظن أنه فى جلسة واحدة - أحياناً - تستطيع أن تعرف الرجل، وفى هذه الجلسة أدركت أن غايته ليست المال، وكان يستطيع أن يطلب الكثير، لكنه كان حريصا على أن يأخذ فرصته الكاملة فى اتخاذ القرار.
عرفت أكثر - بعد هذا اللقاء الوحيد - أن أسامة الشيخ مهندس كبير قادر على بناء شىء مثل ماسبيرو أو مدينة الإنتاج، وأنه قادر أيضاً على إدارته برامجياً، والدليل على ذلك الطفرة التى قام بها فى دريم.
وبعد ذلك قابلته مقابلة عابرة فى الكويت إذ كنت مشاركا فى مهرجان مسرحى - إذا لم تخنى الذاكرة - وكان يدير قناة «الراى» التى حققت فى عهده تقدماً كبيراً، سرعان ما تراجع بعد تركه لها وعودته إلى مصر.
وفجأة تولى أسامة الشيخ رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون وسادت وسط الإعلاميين موجة من التفاؤل لإدراكهم أنه قادر على أن يعيد للإعلام المصرى مجده الآفل.
وقابلته فى لقاءات رسمية، ولكننى أدركت فى وقت مبكر أنه مثل «دون كيشوت»، فهو يريد إنقاذ الإعلام المصرى رغم أنف هذا الإعلام الذى استراح فى فراش المرضى. ضاق باللجان فأخذ يصدر قراراته، ولم يأبه للروتين الذى يمتد إلى آلاف السنين، أدار التليفزيون كما أدار دريم أو الراى، ورغم «الاستمارات» والبنود وما لا يعلمه أحد.
ولإدارة الإعلام «لغة» خاصة قد لا يفهمها غيرهم، مثلا يأتى فلان ويقول إنه لا يوافق على تناول حياة خاله فلان فى مسلسل من مسلسلات السير الذاتية التى ابتلينا بها، فلان هذا ليس له أى حق قانونى، ولكن المنتج يدس فى يده مبلغاً من المال، ولما سألت غاضباً عن هذا قال المنتج إنه يتجنب الشوشرة والقضايا رغم أنه يعرف أن فلانا هذا ليس له أى حق قانونى.. ومثل هذه الحال الكثير.
ولا أعرف التهم الموجهة إلى أسامة الشيخ، ولقد تابعتها وكأننى أتابع اللوغارتيمات، ولذلك فأنا لا أعلق على الحكم، ولكن فى لقاء الرئيس طرح خالد يوسف طلباً رائعاً، القضية ذهبت للنقض، وبالتأكيد خالد يعرف مثلما أعرف بالتجربة أن النقض مثقّل بالقضايا بحيث يقضى على حقوق البعض.
عندما أدخل إلى فراشى كل ليلة أتذكر بين ما أتذكر أسامة الشيخ فى زنزانته الخانقة، كان يتنفس بصعوبة فى الهواء الطلق، ترى ماذا يفعل الآن؟! لست قاضياً ولا أريد أن أكون، لكننى إنسان يحس بأوجاع إنسان آخر، فهل تدركونه؟!
أدركوه قبل أن نندم جمعياً.
مدحت العدل يكتب: هو أنت قلبك من حجر؟!
أفرجوا عن هذا الرجل إنه برىء وكفاءة إدارية نادرة
مستنيين لحظة الميلاد، مستحملين ألم البعاد، متفرقين ما بين بلاد، وناس ما ترحمش البشر، قول لنا إيه أخرة عنادك، والقرب أصعب من بعادك، والغرب ليه يا طواف زادك.. هو أنت قلبك من حجر؟!
كتبت هذه الأغنية تعبيراً عن العلاقة العربية التى تجمع مصر بأبنائها المجيدين فى أعمالهم.. الأطباء الناجحين والعلماء النابهين والصناع المهرة، العقول المصرية التى تطردهم مصر من أرضها فيسعون للنجاح خارجها وينجحون.. لن أعدد أسماء فهم كثر.. ولكنى سأتكلم عن حالة فريدة هو المهندس أسامة الشيخ الناجح والمبدع فى عمله بشكل أدهش الجميع، الرجل كان يعمل فى شبكة راديو وتليفزيون العرب طورها بشكل مذهل وعندما طلبه وزير الإعلام الأسبق أنس الفقى لتطوير القنوات الخاصة فى التليفزيون المصرى لم يتردد لحظة فى ترك المال الوفير والاستقرار الوظيفى وحتى حصد ما فعله فى القنوات سعودية التمويل، ولبى نداء الوطن ليحول القنوات المتخصصة فى التليفزيون والتى كانت مرتعاً للتخلف الإدارى والبلاهة الإعلامية، إلى منافس حقيقى لكل القنوات الأخرى التى تعمل بجدية أكبر عندما نجح الرجل نجاحاً مذهلاً - ونحن أعداء النجاح خاصة لو كان لمصرى مثلنا - حاربوه حارباً شعواء فقد كشفهم وأظهر خيبتهم الثقيلة فاستعان به الوزير رئيساً لاتحاد الإذاعة والتليفزيون وهو منصب لمن يعرفون أقرب للعضو المنتدب فى المؤسسات الكبرى أى المسؤول - تقريباً - عن كل شىء، وسوف أتكلم عن تجربتنا نحن كشركة إنتاج مع هذا المبدع العظيم.. كنا نتعامل قبل مجيئه ببيع مسلسلاتنا إلى منطقة الخليج عموماً أى أنها المصدر الحقيقى للتمويل والتليفزيون المصرى على الهامش، حتى جاء الرجل فأنشأ شركة خاصة لجلب الإعلانات أتى بخبراء مصريين من نماذج التليفزيون لينفذوا فكره المتطور، ودخل التليفزيون كشريك للشركات الخاصة فى أعمالها، فماذا كانت النتيجة؟! تحول التليفزيون المصرى - فى عهده - إلى التليفزيون رقم 1 فى العالم العربى، وكنا جميعاً كمنتجين نسعى للعمل ووضع أعمالنا على شاشته حيث تحظى بأكبر نسبة مشاهدة.. لم يخسر التليفزيون وأتحدى فى أى عمل شارك فيه مع أى منتج خارجى وبالأرقام، وفى فوضى ما بعد الثورة، تشبه فوضى التطهير بعد 1952 التى أطاحت بكفاءات مصرية عظيمة وليبرالية فى كل المجالات وتم القبض على الكفء بتهمة مطاطة هى إهدار المال العام، كيف وكل عمل شارك به رابح؟! وكان القضاء عظيما عندما برأه من أول قضية، ويحال فى قضية أخرى لها نفس الصفات ويسجن، إننى أوجه نداء إلى الرئيس مرسى أفرجوا عن هذا الرجل إنه برىء وكفاءة إدارية قل أن يوجد لها نظير نحتاجه لتطوير المنظومة الإعلامية المرتبكة، وإلا فالسؤال.. هو أنت قلبك من حجر؟!
إسعاد يونس تكتب: تجربتى مع أسامة الشيخ
أشهد الله أننى لم أر فى تعاملاته إلا كل شرف ومهارة مهنية
شهادتى لوجه الله فى حق أسامة الشيخ.. ومن واقع تجربة محدودة للغاية معه.
فأنا عادة لا أتعامل مع الجهات الحكومية إلا فى حدود ضيقة جدا.. حتى عندما كنت مذيعة فى إذاعة الشرق الأوسط ظلت علاقتى بهذا الجهاز محصورة فى الأجر مقابل العمل، فلم أعين فى حياتى فى أى جهاز حكومى.. أما قطاع الإنتاج فكانت تجربة تنحصر فى كونى ممثلة أؤدى عملا فنيا وأنصرف لحالى، وبالتالى معلوماتى عما يدور داخل جهاز الإذاعة والتليفزيون محدودة ومقطوعة منذ زمن طويل. لم يحدث أى تعامل إلا عندما أصبحت منتجة للأفلام المصرية وكان أمرا حتميا أن أتعامل على الأفلام فى حينها تخوفت من كثرة ما سمعت من شائعات تلتصق بأصحاب المراكز الذين سبقوا المهندس أسامة الشيخ، سواء كانت صحيحة أم لا، وكان التعامل سيتم على شراء التليفزيون لعدة أفلام لبثها على قناة «النايل سينما» بصفتها قناة فضائية مصرية، تلقيت منه مكالمة تفيد بطلبه لتحديد موعد، قلت ف عقل بالى «آآه.. جاى يقلبنى».. استقبلته فى مكتبى وأنا متوجسة شرا، ولكننى فوجئت به يطلب قائمة الأفلام والأسعار، كانت القنوات الخاصة فى هذا الوقت تتنافس على المحتوى، وكانت الأفلام المصرية لها أسعار محددة تتفاوت فقط فى نوعيات الأفلام مقسمة إلى ثلاثة أو أربعة تصنيفات تحددها أسماء النجوم والمخرجين والموضوع، وكنا قد تعارفنا كمنتجين على أن سعر العرض الأول الفضائى الحصرى كذا، والعرض الثانى يساوى خمسين بالمائة من سعر العرض الأول.. درس القائمة ثم استدار لى ليبدأ حديثه.. قلت ف عقل بالى برضه «أهو دلوقتى حايقوللى (كالمعتاد) أنا حامشيلك البيعة لكن مقابل إنك تمشيلى كذا فلوس».. كنت مدربة على هذا المنطق الذى كان يتبعه فاصل من البستفة ينتهى بالطرد.. طب أنا حاتصرف مع راجل محترم زى ده إزاى فى الحالة دى؟ ولكننى فوجئت بأنه يطلب القائمة بنصف سعرها!! ويضيف إلى شروط العقد جميع قنوات التليفزيون المصرى أرضى وفضائى ويفتح عدد البثات بلا حدود.. يعنى بهدلى البيعة خالص.. وكان منطقه الذى شرحه لى أنه يريد أن يعيد ريادة التليفزيون المصرى ويضمن له الحد الأقصى من المحتوى، وبالذات الفيلم المصرى الذى كان قد بدأ يهان فى قنوات أخرى بمنطق تجارى مستغل جدا.. يتبع ذلك الدراما والرياضة والبرامج.. وقتها كان وهج الإعلام المصرى قد بدأ يخبو.. وتم سحب البساط من تحت أقدامه تماما بعد أن كان يتيه فخرا بأعماله الدرامية مثل الهجان والحلمية وفوازير نيللى وشريهان وأفلام التليفزيون إلخ.. هو فعلا قلبنى.. لكن لصالح تليفزيون الدولة.. ساعتها لم أستطع أن أجادله كثيرا.. فقد شعرت بسعادة كمواطنة مصرية وإن شا الله عنى ما كسبت كمنتجة.
خرج من مكتبى وأنا أفكر.. الراجل ده فى دماغه خطة تتوافق مع فكر القطاع الخاص جدا.. على الله ينجح وينجو من الدبابير اللى مالية الجو.. لأن فكر القطاع الخاص يحتاج إلى مغامر جرىء وإلى دعم الدولة له.. إن كانت بتفهم.
استمر التعامل معه فى الأفلام وكان يسعى سعيا حثيثا لخلق منتج قوى من الجهاز يمكنه من استعادة الأرضية الإعلانية وكثافة المشاهدة المتحققة فى القنوات الحرة الأخرى.. واستعادة الريادة التى كانت كل همه. أشهد لوجه الله أننى أبدا لم ألحظ فى تعاملاته إلا كل شرف ومهارة مهنية.. وأتمنى من الله أن يفك سجنه.. كما أتمنى من الدكتور مرسى أن يفى بوعده فى النظر فى ملفه كما وعد على رؤوس الأشهاد يوم لقائه مع مبدعى مصر.
حنان شومان تكتب: أسامة الشيخ الجريمة والعقاب
العجيب أن كل من يأتى لإدارة «ماسبيرو» يأخذ من مشروع الشيخ لهيكلته
أسامة الشيخ دخل إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون بعد أن كان اسما لامعا فى عالم الإعلام، فهو الذى ساهم فى إنشاء شبكة قنوات الـ«إيه آر تى» وشبكة دريم وشبكة الراى الكويتية، وكان قد ترك مبنى ماسبيرو قبل أن يعود إليه بعد 25 عاما ليتولى مسؤولية قنوات النيل المتخصصة، وهى خليط من القنوات الترفيهية والتعليمية والتثقيفية، ولا يستطيع أى مراقب أو مشاهد أن ينفى أنها فى عصر إدارته شهدت طفرة كبرى وصارت لها علامة تجارية هامة، وبعد أن كان دخلها الإعلانى لا يتعدى مليونى جنيه سنويا صار 135 مليون جنيه سنويا.
ثم عمل على إنشاء شبكة راديو النيل بإطلاق محطات راديو مصر ثم الأغانى ميجا وهيتس ونغم التى كسرت فى حينها احتكار الأغنية ومحطاتها لصالح أشخاص نافذين جدا فى النظام المصرى السابق وهى حاليا المحطات الإذاعية الأكثر جذبا للإعلان بين كل محطات الإذاعة.
وحين تولى الشيخ مسؤولية اتحاد الإذاعة والتليفزيون زادت معدلات مشاهدة تليفزيون الدولة لتصبح أربع قنوات، منها ضمن أول عشر قنوات الأعلى للمشاهدة، وأنشأ الشيخ وكالة صوت القاهرة كوكالة إعلانية تابعة للاتحاد بدلا من الوكالات الإعلانية الخاصة التى كانت تجنى الملايين فى جيوب أصحابها النافذين، أيضا فى النظام السابق فاستطاعت هذه الوكالة أن تحقق فى عام 2010، 480 مليون جنيه دخلا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون.
وفى عام 2011 اختفى أسامة الشيخ فبلغ دخل التليفزيون أقل من 5 ملايين جنيه، ورب قائل يقول إن ظروف الثورة ونظرة الناس للتليفزيون الرسمى وليس اختفاء الشيخ هو سبب هذا التراجع، وقد أوافق على ذلك جزئيا ولكن بالتأكيد أن السياسات المرتبكة لكل من تولى مسؤولية هذا الصرح منذ الثورة زادت الطين بلة، فهذا العام مثلا وفى رمضان وهو الشهر الأعلى إيرادا للإعلان أعلن المسؤولون عن التليفزيون أن الدخل الإعلانى وصل لـ20 مليون جنيه، وهو طبعا رقم مبالغ فيه، فشركة إبسوس الفرنسية المختصة بأبحاث المشاهدين ذكرت أن ما حققه تليفزيون الدولة هو %1.7 أى واحد وسبعة من عشرة فى المائة من الدخل الإعلانى الذى تم إنفاقه فى مصر خلال شهر رمضان هذا العام و396 مليون جنيه التهمتها القنوات الخاصة بينما كان نصيب تليفزيون الدولة فيما سبق أثناء تولى الشيخ إدارته %40 من الدخل الإعلانى.
ورغم هذه الهوة فى دخل التليفزيون المصرى القومى وتدنى إيراداته، لكن بعد الثورة زاد إنفاق الدولة على اتحاد الإذاعة والتليفزيون بأكثر من مليار ونصف المليار جنيه إذ ارتفعت أجور العاملين من 94 مليون جنيه شهريا إلى 220 مليون جنيه نتيجة التطبيق العشوائى للائحة العشوائية التى فُرضت على الدكتور سامى الشريف وتفاخر بأنها من إفتكاساته، وقام اللواء حسن النية طارق المهدى بكل فتونة بتطبيقها، ليشربها الوزير الأسبق أسامة هيكل، ويعانى منها أحمد أنيس دون أن يتأكدا من توافر موارد جديدة للاتحاد أو يضعا خططا لتنمية موارد جديدة، وذهبت كل الأموال إلى العاملين والمرتبات وكثير منهم يمثل فى الأساس عبء وعمالة زائدة بلا إنتاج.
وللأسف تم ذلك دون النظر إلى عمليات الإحلال والتجديد فى البنية الأساسية رغم أن الفترة من 2009 إلى 2010 كانت فترة ثرية فى تحديث هذه البنية بما فيها تشييد وتجهيز استوديو 5 للأخبار الذى يتشدق كل وزير جديد يأتى بأنه من إنجازه ولا أدرى ما السبب حتى الآن فى عدم افتتاحه! وها هو الوزير الحالى صلاح عبدالمقصود يفتخر ويردد فى الصحف أنه سيفتتحه وكأنه من إنجازه.
اتحاد الإذاعة والتليفزيون يعد منجم ذهب ببعض من كوادره البشرية هجره أغلبها وكثير من موارده وأصوله مثل ترددات UHF وتستولى عليه بالمجان جهات عليا فى مصر دخل معها الشيخ معارك كثيرة حين كان فى منصبه، ويبدو أن هذه المعارك كانت من بين أسباب التربص به بعد الثورة، وهو ما ستكشف عنه الأيام يوم يقرر الشيخ أن يفتح خزانة الحقيقة، رغم أن عودة حق استغلال هذه الترددات وحدها كفيل بخلق عشرات من الترددات الأرضية التى يمكن تأجيرها للقطاع الخاص وجلب مليارات للاتحاد ويجب أبدا عدم إغفال حساب من تقاعس ووقف ضد عودة هذه الترددات، وكان الشيخ أيضا قد تقدم منذ سنوات بمشروع قانون ليحرك رسوم الإذاعة والتليفزيون على فاتورة الكهرباء، وهى تعريفة ثابتة منذ عام 1968، والآن أيضا يتردد من المسؤولين هذا الاقتراح، وكأنه من بنات أفكارهم دون أن ينسبوا الفكرة لصاحبها حتى لو كان سجينا.
الغريب والعجيب أن كل من يأتى لإدارة هذا المبنى يأخذ بعضا من مشروع الشيخ لهيكلة وتنظيم الاتحاد وينسبه لنفسه بينما كان أحق بأى منهم أن ينفذ أى جزء فيه، ولكن أحدا منهم لم يفعل، ربما عن ضعف أمام ثورة عاملين لا تهدأ، وربما لأن لا أحد يريد أن يدخل عش الدبابير ويصدع عقله بإصلاح حقيقى.
ورب قائل يسأل فإن كان هذا الرجل ما تقولين وأكثر فلمَ أدانته المحكمة بخمس سنين؟ المحكمة أدانت الشيخ بأن تقديره لقيمة بعض الأعمال الفنية كان أعلى من تقدير لجنة تكونت لإدانته على الورق، ومن بين هذه الأعمال مسلسل ناجى عطا الله الذى حفظ ماء وجه التليفزيون هذا العام فى رمضان واستطاع أن يبادل به قنوات أخرى لعرضه ويحصل منها على مسلسلات أخرى.
أسامة الشيخ
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د. أيمن
إن كان هذا هو رأى الخبراء و الناجحين فلابد أنه فعلا رجل عظيم جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدى
رد الجميل
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو بن العاص
قل لى
عدد الردود 0
بواسطة:
يسرى غرابه
الغدر و تصفية الحسابات
عدد الردود 0
بواسطة:
emy
مش الاشكال دى اللى حتشهدله وبس
عدد الردود 0
بواسطة:
مجنون رسمى
بق بق بق
عدد الردود 0
بواسطة:
ضابر اجمد سليم
المساجين دول مايشنزوا كزامتهم ويزجعوا فلوس الغلابه
::
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل عبد الستار
اتركوا العدالة وشأنها
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالرحمن العزب
شكرا لكاتب المقال على هذا المجهود الجيد
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف
الى كتاب المقالات والمعلقين عليها