الإيسيسكو يناقش تفعيل قرار الأمم المتحدة بشأن مناهضة تشويه الأديان

الإثنين، 24 سبتمبر 2012 04:55 م
الإيسيسكو يناقش تفعيل قرار الأمم المتحدة بشأن مناهضة تشويه الأديان الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجرى المدير العام للإيسيسكو
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انطلقت صباح اليوم فى مدينة شفشاون، شمال المملكة المغربية، الندوة الدولية حول (الإيسيسكو والمسلمون فى الغرب)، التى تعقدها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو- بالتنسيق مع جمعية الدعوة الإسلامية فى شفشاون.

وستعقد اليوم بالموازاة مع أعمال الندوة، مائدة مستديرة لمناقشة موضوع (الإساءة إلى الرسول الكريم فى فيلم براءة المسلمين: الخلفيات والدواعى وسبل المعالجة الحكيمة)، وسيناقش المشاركون فى المائدة المستديرة، الصور النمطية عن الإسلام فى الصناعة الإعلامية فى الغرب: الخلفيات والدواعى والمخاطر، ومتطلبات تفعيل قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم 65 / 224 حول مناهضة تشويه صورة الأديان، ودور القيادات الإسلامية خارج العالم الإسلامى فى تفعيل الآليات القانونية والأكاديمية والحقوقية للحد من الصور النمطية عن الإسلام ورموزه فى الصناعات الإعلامية الغربية وترسيخ قيم العيش المشترك والحوار بين الثقافات والتعايش بين الأديان.

وألقى الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجرى، المدير العام للإيسيسكو، كلمة فى افتتاح الندوة، قال فيها: "إنه فى الوقت الذى يتيسر فيه التواصلُ العالمى بفضل التقدم المطرد فى وسائل الاتصال والتنقـل، ويصبح فيه العالم بمثابة قرية صغيرة، كان ينبغى لأصوات التقريب بين الأفكار والآراء والمذاهب والسياسات أن تعلـو، ولمؤتمرات التصالح والحوار أن تنعقـد، ولقيم العدل وحقوق الإنسان أن تصان، وكان ينبغى للمنظمات الدولية أن تكون الضميرَ المعبّـرَ عن كلِّ هذه المعانى والقيم السامية، والوسيط المنصف بينهم وبين صانعى القـرار، وأن يجد الناس فى هذه المنظمات منابر للإنصاف وصدى لأصوات الحق والفضيلة".

وأشار إلى أن هناك تحديات تحول أحياناً دون تحقيق هذه الأهداف السامية وتعزيز القيم النبيلة، كاغتصاب الحقوق فى فلسطين وتضييق الحياة على المواطنين الفلسطينيين، اللذين لم ينتهيا رغم قرارات المنظمات الدولية على مدى أكثر من ستين سنة على احتلالها، كما أن حملات الإساءة إلى الإسلام والتخويف منه تجد من يؤيـدها بدعاوى غير منطقية تحت مسمّى الدفاع عن حرية التعبير.

وقال إن مجموع هذه العقبات يجعل الإيسيسكو وغيرها من المنظمات الدولية الداعية إلى التضامن والتعايش السلمى بين الشعوب واحترام الثقافات والحريات العامة والخاصة، أمام تحديات جمة تستوجب بذل جهودٍ أكثرَ اتساعاً، وتآزراً أوثق من أجل تحقيق أهدافها الداعية إلى تحقيق حياة كريمة للإنسانية جمعاء، يغيب عنها شبح الإقصاء والتهميش وهضم الحقوق، والاستقـواء بالباطل ضد الحق.

وأشار إلى أن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة قد أسهمت فى تعزيز الحوار بين الثقافات إسهامـًا فاعلا ً على مدى السنوات العشر الماضية، بعد أن كلفها المؤتمر الإسلامى الثامن والعشرون لوزراء الخارجية المنعقد فى باكو عاصمة آذربيجان سنة 2001، بتنفيذ البرامج الخاصة بالحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات، واعتمد برامجها التنفيذية فى هذا الشأن. وكان من ذلك عقد العديد من الندوات والمؤتمرات الدولية التى تعنى بهذا الموضوع، أو بالمشاركة فى نظائرها التى تعقد فى مناطق شتى من العالم، وكانت العلاقة مع الغرب هى الظاهرة الأبرز فى أغلب تلك الأنشطة، كما كان للمسلمين فى الغرب إسهامٌ مشهودٌ فيها.

واستعرض المدير العام فى كلمته آفاق الحوار مع الغرب، مشيراً إلى أن الوقت قد حان للبحث عن آفاق ثقافية جديدة لم يستهلكها النقاش، ومنها قضية التأثير والتأثر فى تاريخ العلوم وانتقالها من حضارة إلى أخرى، وهو مجال يتناول بالدراسة الجادة ذلك التفاعلَ بين حضارتين أو أكثر فى نقل المعرفة بروح منصفة، ليس فيها طرفان متحاوران، بل فريق مشترك يسعى إلى إبراز الحقائق العلمية من خلال الآثار والمخطوطات الباقية، وإبراز إسهام الحضارات جميعها فى بناء الحضارة الإنسانية المعاصرة التى تشكل النسيج المتكامل لجهود الإنسانية المتراكمة عبر التاريخ.

وهو ما سيفيد فى مواجهة الأفكار المتطرّفة والمواقف المتعصّبة التى تبخس المبدعين والرواد حقهم وتتجاهل فضلهم وسبقهم.

وتناول الكلمة فى الجلسة الافتتاحية، على الريسونى، رئيس جمعية الدعوة الإسلامية فى شفشاون، ومحمد أعسيلة، عامل (محافظ) إقليم شفشاون، وممثل المجلس البلدى للمدينة، وحضر الجلسة الدكتور عباس الجرارى، مستشار العاهل المغربى، وعدد من المسئولين عن العمل الإسلامى فى الغرب، وعدد من الخبراء فى هذا المجال، وشخصيات تنتمى إلى عالم الفكر والثقافة والإبداع فى مدنية شفشاون.

وسيتم عقد جلسات عمل اليوم وغداً، حول موضوع الندوة، وذلك من خلال أربعة محاور، يُلقى أولها إطلالة على استراتيجيات الإيسيسكو فى المجالات الثقافية داخل العالم الإسلامى وخارجه.

ويستعرض المحوران الثانى والثالث أنشطة الإيسيسكو فى أوروبا والأمريكتين، وذلك من خلال أوراق علمية يقدمها أساتـذة أسهموا عمليـًا فى عقد تلك الأنشطة. ويتطرق المحور الرابع إلى أثر المنظمة فى مجال حوار الثقافات وتحالف الحضارات.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة