دائما ما تنادى الثورات المشتعلة بالتحرير.. وكأن العبودية والاستكانة والرضوخ أصبحت قيودا طوقت بها رقاب الجموع، وأن هذه القيود قد هرمت وشاخت على تلك الرقاب .. حتى باتت كجزء أصيل منها.
لكن السؤال :: بأى تحرير ينادى !!
تحرير الدستور من الهيمنة الفكرية أو الحزبية .
تحرير السلطة من الديكتاتورية الآحادية .
تحرير المواطنين / الشعب – من الهواجس الشيطانية .
المهم يبقى التحرير هو الشعار بغض النظر عن الجدوى ... والقصد والهدف ، رغم أنه يمكن الاستعواض عن كافة المتطلبات سالفة الذكر وإستبدالها بتحرير العقول بما تحتويه من أفكار وأرث قديم .
فالإنسان بطبيعته حرا طليقا .. فمنذ نشأته الأولى وهو من يختار ويقرر ، وحتى الخالق ( جل وعلا ) لم يقهر الإنسان .. بإلزامه بعبادته وحده سبحانه ( وهو المستحق للعبادة) .. بل ترك أمر العباده محض اختيار بحت يكون للإنسان فيها اليد العليا والقرار النافذ الأكيد .
وهذا أمرا قد لايفقه الكثير ممن يمتهنون السياسة ، ويحاولون بجهلهم وعنادهم أن يزاحموا من يعولون فى آرائهم وتوجهاتهم .. لتخرج فى النهاية وكأنها مرآه عاكسه لأحلامهم وأوامرهم الملزمة ، دون حساب أو مراعاة لحرية توجه الآخر .
ويبقى التحرير رمزا ومطلبا جماهيريا غائبا عند كثيرين .. لا لعدم وجوده بل لكونه مبهم الجدوى ... والقصد والهدف .
فالتحرير ليس ميدانا كما أنه ليس وسيلة فى يد سلطان يمنحها من يشاء ويحجبها عن من يشاء .. بل هى أصيلة وذاتية فى تكوين كافة البشر .
وأخيرا : ليس كل السلاطين طغاه وليس كل السياسيون مخادعون وبالطبع ليست الشعوب عبيدا لأهواء حكامهم ، فالشعب هو السيد .. لذا فمن العار أن يطلب السيد حريته من خادمه .
فلنتعامل مع الحرية على أنها أمرا بديهيا ذاتى النشأة والحدوث دون طلب أو مناداه .. فيكفى للإنسان أن يغمض يعنيه ويفتحها لتضحى الحرية بساطا يسيرا تحت قدميه .
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة