أكد الأنبا بولا، أسقف طنطا وتوابعها، والمتحدث باسم لجنة الترشحيات بالكنيسة القبطية، أن الفيلم المسىء للرسول هو عمل شيطانى، مطالبا بقانون دولى لتجريم ازدراء الأديان، ومضيفا خلال مؤتمر "لا لازدراء الأديان"، الذى نظمته جمعية محبى مصر السلام، مساء اليوم الأحد، أن الجرح تعمق فى قلب كل مسلم ولكن الألم أحاط بكل مسيحى فى مصر.
وأكد أن الشيطان يستخدم أدوات من البشر لازدراء الأديان قائلا: "ينبغى أن نفكر قليلا فى الحدث بصورة أكثر موضوعية، ونتساءل من وراء الفيلم والرسوم الكارتونية بفرنسا وألمانيا والدنمارك؟ ومن وراء الأفلام التى أساءت للمسيحية والمسيح؟ وهل هى آخرها أم سوف تتكرر؟ ونحن يجب ألا ننشغل بالأشخاص فقط ولكن علينا أن ندرك أن وراء كل هذة الأعمال ليس البشر إنما الشيطان بغض النظر عن أدواته البشرية، فحربنا ليست مع البشر صانعى هذا أو ذاك ولكن حرب غير منظورة مع عدونا الحقيقى وهو "الشيطان".
ولفت "بولا" إلى أن تلك الأفلام المسيئة لها مستويات الأول عالمى، يدل على الإلحاد الذى ينتشر فى العالم، والثانى محلى، يريد شق الصف بين المسيحيين والمسلمين، لذا نقول لمن صنع الفيلم أردتوا بنا شرا والرب أراد بنا الخير، مشيرا إلى أن الأنبا باخوميوس، القائمقام البطريركى، رفض الفيلم والمجمع المقدس أصدر بيانا وطالب محاكمة أى اسم قبطى وفق القانون الكنسى متورط فى هذا العمل، كما رفض الزج باسم الأنبا سرابيون، أسقف لوس أنجيلوس، مطالبا المصريين بألا تكون ردود أفعالهم عاطفية بل يجب العمل من أجل الغد والتخطيط من أجل المستقبل، مطالبا باستصدار قانون دولى لرفض ازدراء الأديان.
من جهته، رفض شوقى عبد اللطيف، وكيل وزارة الأوقاف، تمزيق الكتاب المقدس مؤكدا أن الإسلام يرفض ذلك، ولكن اليهود من خلال التوراة المحرفة يقومون بتشوية الأديان، وعن الأقباط فى مصر أكد أنهم يعيشون فى كنف الإسلام فى سلام، ودخل عمرو بن العاص مصر بمعاونة الأقباط وعاشوا إلى الآن فى سلام.
فيما طالب أندريه زكى، مدير الهيئة الإنجيلية، بإقامة حوار مع الغرب فى قضية حرية التعبير قائلا: "يبدو لهم أنها حرية مطلقة ولكن عندما تتعارض حرية التعبير مع الأمن القومى لديهم يتم التدخل، ونحن الدين لدينا جزء من أمننا القومى، لذا فإطلاق حرية التعبير لديهم دون إدراك تأثيره علينا أمر يجب محاورتهم فيه، وهناك مؤسسات فى مصر يمكنها عمل هذا الحوار الجرئ لأن الحرية ليست مطلقة وحتى لا يكيل الغرب بمكيالين.
وطالب زكى بتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدنى فى مبادرات نحو مواجهة الصور النمطية عن الأخر بيننا وبينهم، ونحن كمسيحيين عرب يمكن المشاركة فى هذا التواصل لمناقشة خبرتنا والعيش مع الإسلام والتراث العميق بيننا فى ذلك، وهذه المبادرات ستعطى أرضية جديدة للتعاون.
وشدد مصطفى الفقى، المفكر السياسى، على ضرورة تجاهل الفيلم المسىء، قائلا: "الله نفسه لا يجمع عليه البشر، فهناك ملحدون، إذن لادعى لتلك الحساسية عند المسلمين عندما يمس دينهم وأذكر المتشددين منهم أن مايشعرون به الآن يشعر به غيرهم عندما يمسوا معتقداتهم، فالإيمان ليس عقلى بل ينبع من الوجدان لذا فالجدل فيه غير مستحب.
وتساءل الفقى، ماذا فعلنا بقتل سفير أجنبى فى ليبيا وتسلق السفارة ورفع علم غير مصرى؟ وماذا يعنى ذلك بالنسبة للعقلية الغربية؟ أننا نفقد أصدقائنا والأرضية التى نقف عليها، ونتهم بعدم احترام الاتفاقات الدولية وهذا مؤسف، لذا يكون غضبنا محسوبا، مضيفا علينا إدراك أن الاختلاف سنة الحياة، ونطالب بتشريع دولى يجرم ازدراء الأديان.
وأضاف الفقى: رأيت انتفاضة الأقباط لا تقل عن انتفاضة المسلمين فى مصر تجاه الفيلم، مذكرا بموقف تفتيش البابا شنودة فى إحدى المطارات وانتفاض المسلمين قائلين لا نقبل أن يحدث ذلك مع رمز دينى مصرى، الأمر الذى يدل على عبقرية هذا الشعب.
وطالب الفقى المصريين بألا يكونوا مبالغين فى الأحداث، متسائلا من كان يعلم بالصحيفة الدنماركية؟ نحن من وضعناها على الخريطة، لأن هناك طلاب للشهرة، لن يضير محمد صلى الله عليه وسلم أن يتناوله فيلم مسىء.
من ناحية أخرى قال سامح سيف اليزل، الخبير الاستراتيجى نرفض أى صياغة جديدة للمادة الثانية من الدستور ولا نريد أن يعمل الشيطان فيها، مضيفا أن المشاكل بين المسلمين وبعضهم لم تنته، ويجب أن نحارب من يزرع الفتنة، وأن نرفض أى محاولات لضعاف النفوس للوقيعة بيننا.
وقال مظهر شاهين، خطيب ميدان التحرير، ما حدث فى الفيلم المسىء له بعدين فى الداخل والخارج، وفى الخارج علينا التعريف بالنبى، وكذلك تجريم دولى لازدارء الأديان، والبعد الداخلى هو الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين وخير رد هو الوحدة والوقوف مع بعضنا البعض ونحن فى حاجة إلى التماسك والوحدة.
وطالب شاهين، بتشريع قانون يجرم إهانة المسجد أو الكنيسة أو تدنيس القرآن أو الإنجيل على أن تصل عقوبة ذلك إلى الإعدام، وطالما وجد الأزهر والكنيسة فلا داعى أن تتكلم أى مؤسسات أخرى باسم الإسلام أو المسيحية فى مصر.
وأضاف شاهين، أدين من مزق الإنجيل أو دنسه فهو عندى مثل القرأن كلها كتب سماوية، وأتعجب ممن يريدون نصرة الرسول وهم أول من يسىء للإنسان والأديان، الرسول أعلى من شأن الإنسان وقام لجنازة يهودى وقال "أليست نفسا".
وقال أشرف ثابت عضو الهيئة العليا لحزب النور السلفى، إننا نحتاج لثقافة جديدة تتعامل مع التاريخ المصرى وهذا واجب على الدولة والإعلام والنخبة والأحزاب السياسية، فنحن نحتاج لثقافة موازية، فحرية التعبير والتظاهر حق مكفول ولكن علينا ترسيخ ثقافة كيفية الاختلاف فى الرأى والرؤية، فالمجتمع ملك لجميع من يعيش بداخلة بجميع طوائفه.
فى مؤتمر "لا لازدراء الأديان"..رجال الأزهر والكنيسة يطالبون بتشريع دولى لتجريم الإساءة للأديان.."بولا":الفيلم المسىء عمل شيطانى..والفقى:انتفاضة الأقباط لم تقل عن المسلمين.. و"شاهين": الإنجيل كالقرآن
الأحد، 23 سبتمبر 2012 11:36 م
الأنبا بولا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة