د. فاطمة الزهراء الحسينى تكتب: فوضى متعمدة

الأحد، 23 سبتمبر 2012 07:04 م
د. فاطمة الزهراء الحسينى تكتب: فوضى متعمدة زحمة - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد تلك الفوضى التى تركوها بداخلى
حاولت أن ألملم نفسى وأعيد ترتيبها لسابق عهدها
حاولت جهدى مرارا
ولكن الأمور لا تعود لسابقها
لازالت كلماتهم ترن فى أذنى
ولازالت نظراتهم تراودنى
تداخلت بداخلى الافكار
وتشابكت الخيوط
لقد نجحوا وجعلونى أعمى البصيرة
ضعيف العزم
فاقد القدرة على التفكير
بآرائهم وطريقة حديثهم ..
وأساليبهم الملتوية .. وحججهم الواهية
جعلونى كالتابع المطيع ..
كآلة .. أنفذ الأوامر ..
دون تفكير .. دون تدبر .. دون ترو

فى حقيقة الأمر
لم يأمرونى مرة ولم يلزمونى بأى شىء
بل لم يحتاجوا للأمر والنهى
لان أساليبهم كانت تنجح معنا أكثر من ذلك
نعم معنا ..
لم أكن أنا التابع الوحيد
فهناك الكثيرون غيرى
تشابهت ظروفنا ..
وتشاركنا فى سذاجتنا
وسرعة ثقتنا بالآخرين
لقد كانت شباكهم مهيئة لتصطاد
أشخاصاً بعينهم
أشخاصاً مسلوبى الإرادة
منزوعى الثقة
هؤلاء يريدون دمية
يمسكون خيوطها
يحبكون حركاتها
لتخرج الصورة كما يحبون
علمت هذه الحقيقة مؤخراً
ولكن رغم ذلك
لم أستطع الخلاص منهم
واستطاعوا أن يشعلوا بداخلى حرباً
لن تتوقف إلا بموت أحد الخصمين
حرباً قد يظن القاتل والمقتول فيها أنه على حق
حرباً لا تعرف موعداً لبدايتها
تفاجئك لتجد نفسك جزءاً منها
دون أن يكون لك رغبةً فى ذلك
مأساة هذه الحرب أنك لا تعرف إلى أى صف تقف
ولا ضد من
ليس لعيب بك ولا بمن حولك
ولكنها تلك الخيوط التى أُحبك امساكها
إن خصومك الحقيقيون
أولاً أحدثوا بلبلةً فى نفسك
وانفصام فى أرائك
ثم تطور الأمر لتصبح
ودون أن تشعر
دميةً فى أيديهم
ولكن خلاصنا الوحيد فى هذه المعركة
أناس طيبون مخلصون صادقون
لكنهم للأسف قليلون
نعم قلة قليلون
, لكنهم من نثق بهم,
,بآرائهم
بخبراتهم , بتجاربهم
قلة هم
لكنهم مازالوا موجودون
ببصيرة تفوق البصر
يفرقون بين معادن الناس
وبين الصديق و العدو
وحتى فى زمن الفتن
وتداخل الحقائق
دائما ما تحملهم بصيرتهم إلى الطريق السليم
فلتكن بجانبهم و لتتمسك بهم
فقلما يخطئون
ونادراً ما يترددون
تمسك بصحبتهم فهم من سيمسكون بيدك
وسيحمونك من تداخل الأمور
و تبدل المفاهيم .





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة