قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها" قيل" أمن قلة نحن يومئذ "قال بل أنتم كثير ولكن كغثاء السيل ولينزعن الله المهابة منكم وليقذفن الله فى قلوبكم الوهن" قالوا: وما الوهن قال: "حب الدنيا وكراهية الموت".
تداعت علينا الأمم.. حاولوا مرارا وتكرارا على مدى التاريخ الطويل.. تمكنوا يوم أن وقف الجنرال الفرنسى هنرى جوزيف غورو أمام قبر القائد صلاح الدين الأيوبى فى دمشق وهو يقول ها قد عدنا يا صلاح الدين.
لقد عادوا.. سنوات احتلال طويلة ولكنهم رغم الاحتلال كانوا يحسبون لرجال الأوطان حسابا.. فالهمم عالية والتضحية والفداء غالبة والمقاومة مشتعلة وليس ببعيد عندما جاء نابليون بأسطوله وجبروته وقواته التى كانت تثير الرعب فى أوربا لغزو مصر كتب فى بيانه الذى أرسله لأهالى وحامية الإسكندرية المتواضعة يتمسح فى ديننا ويصلى فيه على رسولنا الكريم اتقاء لهمتنا وإخمادا لروح التضحية فى نفوسنا
تمر السنوات ويتغير شكل الاحتلال وتتغير أشكال السيطرة والهيمنة ولكنهم كانوا ما يزالون يحسبون لنا فتاتا من الحساب.. تمر السنوات ويأتى الاحتلال مرة أخرى سافرا من كل ساتر.. بدأوه فى فلسطين وحانت الفرصة واحتلت أفغانستان والعراق.. من يومها سقطت بقايا ورقة التوت التى كانت تستر حقد القلوب على مدى تاريخ طويل.
تداعت الأكلة على قصعتنا.. كل يمد فيها يدا ولسانا.. من الغرباء عنا ومن بعض ضعاف النفوس من رفقاء وطن فى المهجر الذين وجدوا الفرصة سانحة لإخراج حقد تغلى به قلوبهم.. امتدت أيديهم للنيل من آخر معاقلنا وهى ديننا ومعتقاداتنا.. ظهرت قنوات وأفراد للردح ليلا ونهارا والطعن بالجهل وسخرية الكلام.. كان هذا هو سبيلهم الوحيد لأنهم لا يستطيعون إقامة حوار أو مناظرة فهم يعرفون أنها جربت وخرجوا منها جميعا بخفى حنين.. زادوا العبث بيتا فأتوا مرات بالرسوم الماجنة وأخيرا أخرجوا آخر إصداراتهم من عمى قلوبهم.
غثاء السيل.. نعم حقا وصدقا أصبحنا كغثاء السيل.. كثرتنا تسد عين الشمس ولكنها كثرة تشتتها الرياح الواهية.. نفوسنا مشتتة.. عزمنا بيننا.. تركنا جوهر ديننا.. ضاعت بيننا قيمة العمل والعلم والاجتهاد.. ضاعت بيننا قيم الحق والعدل والصدق والإخلاص.. لم يبق لنا إلا التشدق الذى نختال ونضحك به على بعضنا البعض ولا يخيل على غيرنا.. لا ننتج طعامنا.. نستورد سلاحنا.. حتى أتى اليوم الذى نستورد فيه كل شىء وأى شىء فلا عجب أننا أصبحنا نكرة بين الأمم.
تسلط علينا كل خارج وخارجة عن قيم مجتمعنا وديننا سواء الإسلامى أو المسيحى فلا يوجد دين لا يدعو لمكارم الأخلاق.. تصدروا الإعلام.. أصبحوا الصفوة والقدوة لكل العقول المغيبة اللاهية.. أصبح أشباه الرجال قدوة الشباب وحلم الشابات.. أصبحت كل مبرزة لثدييها كاشفة لأفخاذها آتية للفاحش من الكلمات والإيحاءات "أعلاما" لبلدنا.. هن المتصدرات وهن المتسلطات على العقول التى فقدت رشدها وتمييزها للصالح من الطالح.. فقدنا هويتنا وأضعنا قيمنا فضعنا وفقدنا ذاتنا.
تخلينا عن ديننا وآخرتنا وفى نفس الوقت لم نصب الدنيا فأصبحنا مسخا.. ندرة لكل متندر ساخر من هنا وهناك.. نزعت مهابتنا من قلوبهم فأصبحنا ألعوبة يحددون مصيرها ومستقبلها.. فرضوا الوصاية علينا كما تفرض على كل فاقد للرشد والتمييز.
أصابنا الوهن من حب الدنيا وكراهية الموت.. فنرى ما نرى من تكالب وسعار على كسب المال بأى شكل ومن أى اتجاه وبأى طريقة.. أصبحت المباهاة وحب الظهور متغلغا فى النفوس.. كرهنا الموت لأننا نعرف مصيرنا الذى ينتظرنا فلم نعد له عدته من عمل صالح ولا أموال حلال ولا صدقة جارية.
عذرا رسولنا الكريم فلا نملك من أنفسنا شيئا.. لقد فرطنا وفرط عقدنا فلا نملك لمقامك العالى شيئا اللهم إلا المزيد من التشدق وكلمات لا تتجاوز الحناجر التى يطلقها البعض عالية مدوية وعندما ينتهى منها يذهب ليحتسى المشروب الغازى الشهير ليروى عطشه ويرطب فؤاده..
من يهن يسهل الهوان عليه .. ما لجرح بميت إيلام.
الفيلم المسىء
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أيمن جمال مشيمش
الى متى ياعرب ...؟
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود طة حجازى
بصراحة انت فنان
عدد الردود 0
بواسطة:
عابر سبيل
من يهن يسهل الهوان عليه .. ما لجرح بميت إيلام
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر الصيدلي
الحمد لله على السلامة وعودا حميدا
عدد الردود 0
بواسطة:
roma roma
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !!!!!!!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
هناء المداح
لن تكون كلمتنا من رأسنا إلا إذا كانت لقمتنا من فأسنا
عدد الردود 0
بواسطة:
هيثم نحيلة
مقال جيد
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
عدد الردود 0
بواسطة:
وديع العلاوى
أللهم لا حول ولا قوة إلا بالله
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير احمد مشيمش
إبداع ما بعده إبداع إبداع يناطح به السحاب ... ملك المقاله .. د / طارق النجومى