يديعوت: على إسرائيل تعميق عملها الاستخبارى فى سيناء دون إعطاء القاهرة ذريعة لإلغاء "كامب ديفيد".. وتزعم: غزة مكانا آمنا للجماعات السلفية من بدو سيناء للتخطيط لعملياتهم

السبت، 22 سبتمبر 2012 03:39 م
يديعوت: على إسرائيل تعميق عملها الاستخبارى فى سيناء دون إعطاء القاهرة ذريعة لإلغاء "كامب ديفيد".. وتزعم: غزة مكانا آمنا للجماعات السلفية من بدو سيناء للتخطيط لعملياتهم قائد المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلى خلال تجوله على الحدود المصرية
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الاشتباك الذى وقع ظهر أمس الجمعة، على الحدود مع مصر، وأدى إلى لمقتل جندى إسرائيلى وثلاثة مسلحين فى المقطع الأكثر إشكاليا على طول الحدود بالمنطقة المرتفعة الجبلية وتشير إلى أن هناك حاجة كبيرة من جانب إسرائيل لتعميق العمل الاستخبارى داخل سيناء من أجل إحباط عمليات يجرى التخطيط لها.

وأضافت الصحيفة العبرية أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار خلال جمع المعلومات الاستخبارية عدم توفير ذريعة لمصر لإلغاء البند الأمنى الملحق باتفاقية "كامب ديفيد" للسلام.

وأشارت يديعوت إلى أن الجدار الأمنى الفاصل على الحدود المشتركة بين البلدين فى المنطقة يمتد على طول عدة كيلو مترات على سلسلة جبال صخرية ومنحدرات وأودية عميقة، وأنه كان قد تقرر فى البداية عدم إقامة الجدار الحدودى فى المنطقة بسبب التكاليف المالية، إلا أنه تقرر فى نهاية المطاف خلال العام الماضى إقامة الجدار بالمنطقة بسبب خطورة التهديدات الآتية من سيناء.

وأضافت يديعوت أنه نظرا لطبيعة المنطقة، والتى تتطلب أعمالا وحلولا هندسية مركبة، فإن هذا المقطع لم يتم استكماله بعد، ولا يزال يوجد به ثغرات استخدم المسلحون إحداها أمس، مما سهل لهم تحقيق أهدافهم.

وزعمت يديعوت أن قطاع غزة لا يزال مكانا آمنا للكثير من المنظمات والمجموعات السلفية، حيث إن غالبية عناصر هذه المجموعات هم من بدو سيناء ويتسلحون فى غزة.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الجيش الإسرائيلى يواجه مشكلة فى الحصول على معلومات بشأن المجموعات المسلحة فى سيناء، بالإضافة إلى أنه فى حال توفر معلومات فإن الجيش يجد صعوبة فى استخدامها من أجل إحباط عمليات مخططة، وذلك لأسباب سياسية متعلقة بالعلاقات بين القاهرة وتل أبيب.

وأضافت يديعوت أن إسرائيل غير معنية بالعمل فى سيناء فى الوقت الحالى خشية أن يتم استخدام ذلك كذريعة بيد "الإخوان المسلمين" لإلغاء البند الأمنى فى اتفاقية السلام مع مصر.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أنه لا يمكن لأى خط دفاعى أن يقوم بدوره كما يجب إذا لم يتوفر حزام إنذار يوفر له العمق، مضيفة أن عمليات الرصد البرية والجوية لعمق عدة كيلومترات فى سيناء تبدو بدون قيمة تقريبا حيال بدو سيناء الذين يعرفون كيف يستغلون جغرافية الأرض.

وأشارت يديعوت إلى أن عمليات الرصد الإلكترونية من جانب أجهزة الرادار لن تكون مجدية، وكذلك الجدار الحدودى لوحده لن يوقف المسلحين، وذلك لأن المهاجرين الأفارقة يستخدمون التمويه وسوف يقتحمون الجدار بأى سيارة مفخخة، وبعد غد سوف يستخدمون طريقة أخرى، على حد قولها.

وقالت الصحيفة العبرية خلال تقريرها إنه على إسرائيل أن تنهى بسرعة من إقامة جهاز جمع معلومات استخبارية داخل سيناء ليوفر العمق للجدار الحدودى، الأمر الذى يتطلب موارد وابتكارات يجب أن يقوم الجيش وباقى الأجهزة الأمنية بتوفيرها.

وأضافت يديعوت أن الدرس الأخير هو أنه على إسرائيل أن تجد حلا يتيح لجيشها استخدام المعلومات الاستخبارية التى يقوم بجمعها من أجل إحباط عمليات وإطلاق قذائف، لافتة إلى أنه على إسرائيل أن تفكر مرتين قبل أن تعمل فى سيناء بقواها الذاتية حتى لا توفر الذريعة للإخوان المسلمين لإلغاء اتفاقية السلام، من باب أن الحفاظ على اتفاقية السلام مع مصر مهم للحفاظ على وضع "لا حرب" أو ما يسمى بـ"السلام البارد"، حيث لا يكون لقوات مصرية فى سيناء تهديد مباشر لإسرائيل، ولا لوضع يجد فيه الطرفان نفسيهما يتدهوران نحو حرب لا يريدانهما.

وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن احترام البند الأمنى المرفق بالملحق العسكرى لاتفاقية السلام هو مصلحة إسرائيلية، كما أن ذلك يؤثر على التنفيذ والحفاظ على اتفاقية السلام مع الأردن، حيث إنه إذا قررت مصر إلغاء اتفاقية السلام، فإن الأردن لن تبقى الدولة العربية الوحيدة فى حالة سلام مع إسرائيل.

وأضافت يديعوت أنه بناء على ذلك فإنه يوجد لإسرائيل مصلحة استراتيجية فى الحفاظ على اتفاقية السلام مع مصر مقابل التهديدات التى تبدو تكتيكية ومحدودة حتى اليوم، ولكنها قد تتحول قريبا إلى تهديد استراتيجى، وبالنتيجة فسوف تتضرر الحياة والسياحة فى إيلات بشكل خطير، ويتحول قسم كبير من النقب علميا إلى منطقة عسكرية مغلقة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة