محمد الفاروق يكتب: لا تخذلونا هذه المرة

السبت، 22 سبتمبر 2012 08:28 ص
محمد الفاروق يكتب: لا تخذلونا هذه المرة الفيلم المسىء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حالة من الاستياء والضيق الشديد تسيطر على الشارع المصرى والعالم الإسلامى بوجه عام، عقب نشر مجموعة من المقاطع على موقع التواصل الاجتماعى "اليوتيوب" من فيلم يسىء للرسول، صلى الله عليه وسلم.

جدير بالذكر أن هناك مجموعة من أقباط المهجر قد تبنت إنتاج وتصوير هذا الفيلم وعرضه فى بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.

بالطبع لكى يستطيع الإنسان الحكم على الأشياء فلا بد له من التعامل معها كى يكون الحكم منطقيا وموضوعيا، والتعامل هنا سيكون بالمشاهدة والاستماع لهذا الفيلم، وبالفعل قمت بمشاهدة بعض من هذه المقاطع، وعندما أردت الحكم عليها وجدت الأمر من الصعوبة البالغة أن أحكم بمنطق وبموضوعية على "اللامنطق - واللاموضوعى، لأننى بذلك سأضفى عليه نوعاً من المنطق، واكتشفت أننى لم أشاهد أو أستمع لشىء، فالحقيقة أن هذا الفيلم وما يحتويه هو والعدم سواء.

أما فى حال وصفه فحدث ولا حرج، فهو "كوكتيل" من الاستفزازات مضاف إليها بعض القطع من التفاهات، ونصف كوب من سائل لزج يسمى الغباء، مقدماً فى كأس عنوانه الفتنة، صنع فى سلسلة محال "الشيف شيطان".

بأبى أنت وأمى يا رسول الله، كلى وما أملك فداء لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، كى لا يُفهم ضمنياً من كلماتى أننى لم أغضب مما يحدث، فغضب المسلم لا يكون إلا لله ولرسوله، وكيف لا أغضب وهناك من هم شركاء لنا فى الوطن وقد شاطرونا مشاعرنا وغضبوا وهم لا يدينون بالإسلام، ويكفينى منهم تلك الروح الوطنية حتى لو كانت شكلية.

ولكن كم من مرة تم فيها إهانة رسولنا الكريم بل وإهانة كتاب الله المقدم على الرسول صلى الله عليه وسلم؟

منذ سنوات كان غضبى وحماسى يأخذنى إلى الشارع أنا وغيرى للتظاهر والتنديد والترويج لمقاطعات اقتصادية لمنتجات الدول التى يسىء شعبها أو حكومتها، لكتاب الله أو لرسول الله، وهذا كان أقصى ما فى وسعى ووسع كل مسلم يعيش على أرض مصر فى ظل نظام كان يقمع الهواء الطلق، وكنا دائماً ما ننتظر ردة الفعل الرسمية التى سيكون لها الصدى والتأثير الأكبر على الردع والحد من تلك الإهانات مدعومة بتأييد شعبى، إلا أننا ودائماً أيضا ما كنا نصاب بخيبة أمل وبإحباط شديدين، نتيجة لتوجيه الردع لعزتنا وكرامتنا كمسلمين والحد من غضبتنا لله ولرسوله، بالاعتذار لتلك الدول عما بدر من القلة المندسة فى حقها.

الآن تبدلت الأحوال واختلف الزمان وتغير النظام، وكم أطمع وأتمنى أن أضم السياسيات فى سلة المتغيرات السابقة، ولا أود أن أصاب بالغثيان بسبب تفلسف بعض "السفسطائيين" وتقديمهم لبعض التبريرات من نوعية أن هذه الدول لا يوجد بها سقف للحريات، وأن من قام بهذه المهاترات أفراد لا حكومات أو أننا أكبر من أن نرد عليها أو سنرفع دعوى قضائية.. إلخ من مبررات ومنومات لن تكون مقبولة خاصة لو خرجت من أفواه حاملى شعار الإسلام هو الحل وتطبيق شرع الله فى الأرض أو من غيرهم من "المتأمريكين".

فنحن لا نبغى حربا وقتالا ولا نسعى إليهم ولا نروج لاعتداءات على جماد أو أعلام وأفراد داخل سفارات، كى لا نهديهم ما يسعون إليه على طبق من فضة، فالآخر يتهمنى بالإرهاب وأنا أؤكد اتهامه بهذه الأفعال غير المجدية، فالجدران سيتم إصلاحها والأعلام سيتم رفعها بأيادٍ وأموال مصرية، وسينتهى بنا الحال لا محال بتقديم اعتذار رسمى.

إن كانت هذه البلدان لا سقف لحرية مواطنيها فلهم حريتهم فى بلدانهم لا دخل لنا فيها، ونحن لنا المثل حرية فى بلدنا، وإن كانت الإساءة أتت من أفراد لا حكومات فهى قد وجهت إلى أشرف خلق الله على الأرض الأعظم والأطهر من كل البلدان والحكومات، وهذا بالنسبة لنا يتطلب الاعتذار الرسمى من حكومات تلك الدول عما بدر من القلة التى أساءت فى حق رسولنا، كما نحن نعتذر عن الإساءة لإهانة الجدران والأعلام، وبسماحة الإسلام وعما تعلمنا من سنة رسول السلام سنسامح وسنأخذ فى الاعتبار أن ما حدث ما هو إلا موقف فردى لا يعبر عن شعب بأكمله، وعلى ألا يتكرر مرة أخرى وإن تكرر فعلى تلك الدول اتخاذ موقف قانونى حيال هذه القلة.

هذه ليست أضغاث أحلام أو أوهاما وإنما واقعاً سهل المنال، فالأمر بسيط ولا يتطلب سوى استدعاء رسمى وسريع قبل تفاقم الأمر لسفراء تلك الدول وتوجيه اللوم الواضح والصريح لهم فى خطاب رسمى مكتوب، وطلب الرد أيضا بشكل رسمى من حكومات بلدانهم، فطلب الاعتذار وانتظاره بلا شك أفضل من تقديمه، وإن عادوا عدنا، فإن لم يستجيبوا نستكمل باقى الخطوات الرسمية والتصعيد لأعلى المستويات حتى طرد السفير وقطع العلاقات، فمن ذا الذى يغضب وينتصر لله ولرسوله ولا ينصره الله، وملايين بل ومليارات تسانده وتناصره.

لن أحكم على أحد الآن، ولا أريد أن أكون فى صفوف المتربصين، بل سأنتظر وكلى ثقة، فى أننى لن أصاب بخيبة أمل وإحباط أو بالغثيان، أرجوكم لا تخذلونا وكونوا أداة لنصرنا لا لذبحنا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة