تواجد قوى للسلع الأمريكية بإيران برغم "زمزم كولا" و"الشيطان الأكبر"

السبت، 22 سبتمبر 2012 03:23 م
تواجد قوى للسلع الأمريكية بإيران برغم "زمزم كولا" و"الشيطان الأكبر" صورة ارشيفية
طهران (أ ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشيطان الأكبر لا يزال يلقى رواجا فى إيران، فبالرغم من مرور عقود على القطيعة الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية، لا تزال المنتجات الأمريكية تجد لها سبيلا إلى الأسواق الإيرانية.

وتختلف طرق وصولها: من خلال مصدرى قنوات خلفية، أو التحايل على التراخيص، أو التجارة الصريحة لسلع لا يغطيها الحظر الأمريكى على خلفية برنامج إيران النووى.

ويعرض ذلك الوضع درسا بشأن الصعوبات الجمة التى تواجه المحاولات الغربية لعزل الاقتصاد الإيرانى الذى يرتبط بصلات عميقة بآسيا حيث يقوم موزعون بدور الوساطة لتوصيل السلع الأمريكية وغيرها إلى التجار الإيرانيين.

لكن العقوبات تضر أيضا بالعملة الإيرانية وترفع تكاليف جميع الواردات، ما قد يزيد من الضغوط الداخلية على نظام الحكم فى إيران.

ورغم أن عدد السلع الأمريكية ضئيل بالنسبة للواردات من أوروبا والصين والجارة تركيا، إلا أن بعض أشهر العلامات التجارية الأمريكية يمكن شراؤها فى طهران وغيرها من المدن الكبرى.

فمن الممكن مراجعة بريدك الإلكترونى عبر أجهزة هاتف آى فون، أو أن تتناول مشروب الكوكاكولا، أو أن ترتدى حذاء نايكى الرياضى.

وتدخل أجهزة الآى فون وغيرها من منتجات آبل إيران عادة عبر شبكات فى دبى أوعبر موزعين فى آسيا يقومون أيضا بشحن كل شىء من أجهزة ماك بوك غير الأصلية ذات التكلفة الأقل، إلى سراويل جينز ليفيز وملابس تومى هيلفيغر المقلدة.

كما تأتى أجهزة ويستنجهاوس المنزلية وبرمجيات مايكروسوفت عبر طرق تجارية من الشرق الأقصى أو دبى أيضا.

ويتذكر الإيرانيون من متوسطى العمر زمنا كانت المتاجر فيه غارقة بالمنتجات الأمريكية، وكانت السيارات الكاديلاك هى السيارة المفضلة، ولا يزال بقيتها من طرازات السبعينيات يسير فى شوارع طهران.

وأطلقت ثورة 1979 الإسلامية فى إيران على الولايات المتحدة لقب "الشيطان الأكبر"، ولا تزال هتافات "الموت لأمريكا" جزءا ثابتا من صلاة الجمعة بجامعة طهران.

ولكن حتى القيادة الإيرانية لم تتمكن من محو حب مذاق مشروبى بيبسى وكوكاكولا، فيقول السيد أوسيان من سكان طهران "كوكا كولا هى مشروبى المفضل بسبب جودته العالية، والذى أعتقد أن أى مشروب آخر لا يضاهيه".

وكان هذان المشروبان الأمريكيان لسنوات من السلع الأساسية فى أسواق الشرق الأوسط الاستهلاكية التى يبلغ عدد عملائها 75 مليونا.

وتركت عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية على إيران الباب مواربا أمام الأغذية والمشروبات، فسمحت لشركتى بيبسى وكوكاكولا بالعمل من خلال شركات تابعة غير أمريكية لشحن مشروبهما إلى شركات تعبئة وموزعين إيرانيين، وهو ما أثار رد فعل عنيف من المتشددين الذين لا تعجبهم الشعبية الطاغية التى يحظى بها المشروبان على حساب محاولة تصنيع مشروب محلى منافس باسم زمزم كولا، المملوك لمؤسسة مدعومة حكوميا.

لكن إيران تصارع منافسا قويا فى حرب الكولا.

والعام الماضى صدرت الشركات الأمريكية منتجات بقيمة 229 مليون دولار إلى إيران غير خاضعة للحظر الأمريكى، وذلك حسب الحكومة الأمريكية وإحصائيات مستقلة أعلنها معهد السلام الأمريكى

والقائمة غاية فى الغرابة والتنوع، إذ تشمل الحيوان المنوى المجمد للثيران، والأسنان الصناعية، واللبان، والتوت البرى وخلة الأسنان، والمضادات الحيوية.

وكان أكبر الصادرات الأمريكية لإيران العام الماضى زبدة بقيمة تزيد على 11.2 مليون دولار.

وشهدت أرقام التصدير هذه تأرجحا عبر السنين، من 747 مليون دولار عام 1992 إلى 28 ألف دولار فقط عام 1988، وفق معهد السلام.

كما تستورد إيران أيضا سلعا غذائية أمريكية كالقمح والذرة وفول الصويا.

وحتى تشديد العقوبات الأمريكية خلال السنوات الأخيرة كان لبعض الشركات الأمريكية الكبرى - ككاتربلر، وجنرال إليكتريك، وهيوليت- باكارد، تواجد كبير فى السوق الإيرانية عبر شركات تابعة أو موزعين غير أمريكيين.

لكنهم جميعا قالوا فى وقت لاحق إنهم قطعوا أى علاقات لهم مع إيران فى أعقاب خطوات مشابهة من جانب كبرى الشركات الاقتصادية كشركتى سيمنز وتيسن- كروب الألمانيتين، وإينى الإيطالية.

وتصل الكثير من السلع الأمريكية الخاضعة للعقوبات إلى إيران عبر شبكات فى آسيا يقوم فيها المشترون بشراء السلع الأمريكية بشكل قانونى، ثم يعيدون شحنها إلى إيران.

وفى السابق كان الطريق الرئيسى يمر عبر دبى، لكن السلطات الإماراتية رفعت درجة تفتيش الشحنات المتجهة لإيران بحثا عن أى خرق محتمل للعقوبات الأمريكية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة