انتفضت الشعوب الأوروبية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لبناء ما هدمته آلة الحرب التى استمرت 4 سنوات متواصلة، ضاعت فيها معالم مدن كاملة كباريس ولندن وبرلين وروما، وفى آسيا انهارت مدن حية مثل طوكيو، ويحسب لتلك الشعوب أنها لم تستكين لما أصاب اقتصادها من عطب وخلل وانهيار للبنية التحتية للبلاد، واستعانت بما تبقى لديها من قوة بشرية لتبنى من جديد وتحيى دورها بين الأمم، واستعان الألمان على وجه الخصوص بالعمالة التركية التى أعادت للمدن الألمانية بريقها ورونقها وحيويتها من جديد.
وخرجنا سويا نحن وتلك الدول من ربق الاستعمار الإنجليزى وفى نفس التوقيت، إلا أننا لم نستطع أن نصل إلى ما وصلوا إليه، وتعطلت المسيرة رغم وجود النوايا الطيبة فى قلوب المصريين، إلا أنهم ازدادوا فقراً وجوعاً ومرضاً والأسباب يعرفها الجميع.
وأريد الحديث عن بناء القاهرة من جديد ولست من سكانها وأرى حالها يرثى له ومبانيها متراصة بلا شكل ولا قيمة جمالية، وسكانها يقطنون المقابر وأسطح العمارات وبير السلم، وأزقة موحولة بمياه المجارى يومياً، وشوارع تغطيها القمامة، ورائحة منتنة فى كل مكان، وأمراض فى الصيف وآفات فى الشتاء، وطوابير المرضى فى المستشفيات أكثر عدداً من طوابير الغاز والسولار والخبز.
والحل بسيط فى يد الدولة والسادة المستثمرين أن يقدموا دعماً مالياً كبيراً لبناء القاهرة الجديدة، وليكون مشروعاً وطنياً يبدأ فى مصر القديمة أو حى شبرا، ويتم سحب أرض هذه المنطقة، وتسكين أهلها بشكل مؤقت فى أماكن معدة سلفاً، ثم هدم المبانى القديمة وإعادة بنائها بشكل يناسب العصر، ليحيا فيها البشر، وبها كافة المرافق من مياه نقية وغاز طبيعى وصرف صحى ومستشفيات ومدارس وحدائق وملاعب رياضية، ويتم تمليك السكان هذه الوحدات، وتكون الأرض ملكاً للدولة.
هذا بالضبط ما حدث فى أوروبا حيث توجد مناطق كاملة عبارة عن مبان شعبية لا تختلف عن المبانى الراقية تم بناؤها بعد الحرب العالمية الثانية فى كل مدن أوروبا، وتم تسكين الفقراء بها.
على أن تشارك الشركات الخاصة والمستثمرون فى هذه العملية، التى تمولها البنوك، والدولة، ومؤسسات التمويل الدولية، وبهذا ستصبح القاهرة خلال سنوات قليلة قطعة من أوروبا نحتفى بها ونحب أن نحيا فيها.
كما أن هناك العديد من سكان القاهرة يرغبون فى تركها والسكن فى مناطق أخرى وهنا وجب تشجيعهم بمقابل مادى مناسب، لنعيد تخطيط القاهرة بلا زحام بلا قمامة أو صرف صحى وبلا دخان أو تلوث سمعى أو بصرى.
مجرد فكرة مطروحة تحتاج للمتخصصين لدراستها، وللدولة النظر إليها، وللمستثمرين المشاركة فيها.
عدد الردود 0
بواسطة:
مصر - omardealo
فكرت فى الفكرة دى من زمان وطرحها حمدين صباحي
عدد الردود 0
بواسطة:
مصريون من طين الارض
قــول للزمان أرجع يازمـــان
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد جامد
فكرة رائعة