نشر المركز العربى للأبحاث ودراسة السياسات بالعاصمة القطرية الدوحة دراسة جديدة بعنوان: "التمظهر السياسى للموت فى السودان.. قراءة فى الأقدار والمصائر" للكاتب والصحفى السودانى حسام الدين صالح تناول فيها موضوع الموت كظاهرة سياسية فى السّياق السودانى المعاصر فى رمزيّته، خاصّةً فى ارتباطه بالسّياسة والتاريخ السياسى لبلد يتمظهر فيه الموت بصوره المتعدّدة الحسيّة والرمزيّة وبأسبابه المختلفة.
وتطرح الدراسة سؤالها الجوهرى على النّحو التالى: على الرّغم من أنّ الموت بلا شكّ ظاهرة اجتماعيّة، لكن بماذا سنخرج إن تناولنا مظهره السياسىّ؟ وتقدّم إجابات عن هذا السّؤال بالعودة إلى تأثير الموت السياسى (بموت الزعيم السياسى ذاته أو نهايته السياسيّة من دون موته البيولوجىّ) فى مسارات الأحداث التى عاشها السّودان وأبرزها "الحرب" التى ما إن تضع أوزارها حتّى تعود لتندلع من جديد ولا يخمد جمرها حتّى تستعر مرّةً أخرى فى دورة يحتلّ الموت فيها مواضع التّمفصل.
وتنظر الدراسة فى (ميتات سياسية) كبيرة هزّت الدولة السودانية الحديثة، بجانب ظواهر سياسية خطيرة مثل غياب الديمقراطية فى الساحة السياسية، بجانب الشيخوخة التى تضرب كل أو أغلب رؤساء الأحزاب السودانية، وهى ظواهر تؤثر على المشهد السياسى السودانى وتدنى فاعليه الكبار، وربما تدنى المشهد بأكمله، من الموت المحقق، مثلما قالت الدراسة.
وتفحص الدراسة كذلك أكثر من حالة لسياسيين سودانيين أسندت إليهم مسؤوليات تفاوضية قضى عليهم الموت قبل أن يبلغوا تمام طريق السلام والأغرب، وفق الدراسة المنشورة، أن أغلبهم مات فى حوادث بوسائل نقل، والأغرب من ذلك رحيلهم قبل تمام عام واحد من إنجاز اتفاقات السلام التى أبرموها مع المتمردين على الدولة سواء فى مشكلة جنوب السودان أو فى دارفور.