الغنوشى يدعو إلى تشديد القبضة الأمنية على مجموعات جهادية فى تونس

الجمعة، 21 سبتمبر 2012 02:32 م
الغنوشى يدعو إلى تشديد القبضة الأمنية على مجموعات جهادية فى تونس راشد الغنوشى رئيس حزب النهضة الإسلامى بتونس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعا راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة الإسلامية التى تقود الائتلاف الثلاثى الحاكم فى تونس فى مقابلة حصرية لوكالة الأنباء الفرنسية (ا ف ب)، إلى "تشديد القبضة" الأمنية و"التصدى بالوسائل القانونية" لمجموعات محسوبة على التيار السلفى الجهادى هاجمت الجمعة الفائت مقر السفارة الأمريكية فى العاصمة، احتجاجا على عرض فيلم مسىء للإسلام أنتج فى الولايات المتحدة.

وقتل أربعة محتجين وأصيب 49 آخرون بجروح و91 شرطيا خلال مواجهات بين قوات الأمن ومتشددين دينيين هاجموا مقر السفارة الأمريكية فى العاصمة التونسية.

وقال الغنوشى إن "هؤلاء لا يمثلون خطرا على النهضة فقط بل على الحريات العامة فى البلاد وعلى أمنها، لذلك ينبغى للجميع التصدى لهم بالوسائل القانونية.. وتشديد القبضة والإلحاح على النظام، لأنه وقع استخدام سىء للحرية من طرف مجموعات لا تؤمن بالحرية".

وأضاف "لما تجاوزوا القانون الجمعة الماضى وأرادوا أن يهددوا صورة تونس ومصالحها وقوانينها تصدت لهم الدولة وقتلت واعتقلت منهم".

وأكد أن "تونس تعيش مرحلة من مراحل الانتقال الديمقراطى الذى هو ليس مسارا صاعدا باستمرار يصعد أحيانا وينزل أحيانا، والمهم كيف نوفق بين ضرورات الحرية وضرورات النظام"، معتبرا أنه "يوم الجمعة الماضى تم تجاوز ضرورات الحرية".

وتوقع أن "يستفيد حراس الثورة التى أطاحت بزين العابدين بن على من هذا الحدث من أجل سد هذه الثغرة التى تسرب منها هؤلاء وأخذ الدروس المناسبة".

واستبعد تكرر أحداث مشابهة فى تونس لتلك التى وقعت يوم الجمعة الماضى، وقال إن "الأمن أخد الدرس مما حدث ولا أعتقد أن ما حدث سيتكرر".

وتابع "أن نعتقل منهم بالجملة بتهمة الانتماء إلى التيار السلفى الجهادى فذلك غير قانونى.. هؤلاء ليسوا فوق القانون والقانون يسرى عليهم كما يسرى على غيرهم. لسنا فى حرب مع أفكار أو تنظيمات نحن فى حرب مع من يتجاوز القانون سواء كان إسلاميا أو علمانيا".

وأكد الغنوشى أن "حركة النهضة لن تحاكم الناس على أفكارهم بل على أفعالهم، ولذلك لما تجاوزوا القانون فى بئر على بن خليفة، لم تقف الحكومة مكتوفة الأيدى فضربت وقتلت منهم اثنين واعتقلت آخرين ما زالوا الى الآن معتقلين".

ويشير الغنوشى بذلك إلى مقتل شابين تونسيين من أصل ثلاثة تبادلوا إطلاق النار مع وحدات من الجيش والشرطة فى الأول والثانى من فبراير قرب بلدة "بئر على بن خليفة" من ولاية صفاقس.

وجرح شرطى وثلاثة جنود فى المواجهات التى أعلنت وزارة الداخلية بعدها أن المسلحين الثلاثة ينتمون إلى مجموعة سلفية جهادية لها ارتباطات بتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى وخططت لإقامة "إمارة إسلامية" فى تونس.

وقالت الوزارة إنها اعتقلت 12 تونسيا من عناصر المجموعة وصادرت لديهم أسلحة وذخيرة.

وأوضحت الوزارة أن عناصر المجموعة الذين زج بهم الرئيس المخلوع بن على فى السجن بموجب قانون "مكافحة الإرهاب" تم الإفراج عنهم بموجب "عفو عام" بعد الإطاحة بنظام بن على.

وقال راشد الغنوشى، إن المجموعات السلفية المتورطة فى مهاجمة السفارة الأمريكية "ليست منتجا نهضويا لحركة النهضة بل منتج بن على، أعطتهم النهضة الحرية كما أعطتها لغيرهم وهؤلاء سواء فى عهد حكومة النهضة أو الحكومات السابقة ارتكبوا تجاوزات للحرية".

وأشار إلى أن هذه المجموعات "استفادت من الثورة التى أطلقت سراحهم فاستفادوا من الحرية لكنهم تجاوزوا حدود القانون، ووجهوا ضربة مؤلمة للثورة وأعطوا رسالة تقول إن الثورة معناها فوضى وعنف واعتداء على الدبلوماسيين".

وبشأن الرسوم الكاريكاتورية التى نشرتها الصحيفة الفرنسية الأسبوعية تشارلى إيبدو، قال الغنوشى "لم ندع إلى النزول إلى الشارع للاحتجاج لكن عبرنا عن سخطنا على الرسومات التى تنال من معتقدات المسلمين وتحض على الكراهية والحرب".

وأضاف "نحن دعونا المسلمين كى لا يقعوا فى هذا الفخ، وأن يدافعوا عن قرآنهم ونبيهم بالوسائل الإيجابية وأن يكتبوا روايات ويؤلفوا أغانى وينتجوا أفلاما وأعمالا فنية تظهر الحضارة الإسلامية فى ثوب جميل بدل الصراخ وارتكاب أعمال عنيفة، فهذا لا يخدم الإسلام بل أعداء الإسلام".

ودعا راشد الغنوشى إلى "حوار فى الأمم المتحدة لإيجاد حل للاعتداء على المقدسات والتوفيق بين حرية التعبير وحرية الآخرين فى عدم المس من معتقداتهم"، متوقعا أن "يفضى الحوار إلى سن قانون يضمن التوفيق بين حرية التعبير وحماية المقدسات".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة