أمام البورصة فى بنغازى، يشق المارة طريقهم حول برك من الصرف الصحى فى الشارع، يخطون بحذر فوق طوب وضع فى المياه الأسنة، وها هو الفندق الأضخم فى ثانى كبريات المدن الليبية موحش نوافذه محطمة وممراته معتمة.
ويشعر أهل بنغازى، الذين شهدوا مدينتهم كعاصمة ثانية وموطن تاريخى لملك ليبيا، بمرارة بسبب عقود من الإهمال والإذلال تحت حكم معمر القذافى وهم يضجون بالسخط من القيادة الانتقالية فى طرابلس لأنها لا تعاملهم بمساواة إلى الآن.
وكان هجوم الأسبوع الماضى على القنصلية الأمريكية بالمدينة مجرد مؤشر واحد، كيف أن المدينة صاحبة المليون نسمة صعبة المراس، وتطل المدينة على البحر المتوسط فى الجانب الشرقى من ميناء سرت الليبى، وهى أول من انتفضت ضد القذافى العام الماضى، فألقى شبابها المحتجون بأنفسهم فى مواجهة قواته حتى انكسرت قبضة النظام، ثم أصبحت عاصمة الثوار ومعقل الميليشيات فى الجبهة الشرقية من القتال الذى استمر لأشهر.
واستقبل الرئيس المؤقت حينها مصطفى عبد الجليل فى وقت سابق هذا العام محتجين غاضبين، بعضهم مسلح، واقتحموا مكتبه واضطروه إلى الفرار، ولاحق محتجون مسلحون بسكاكين رئيس وزرائه.
استقال شحات العوامى، من منصبه كرئيس للمجلس المحلى المنتخب فى يوليو بعد شهر واحد من توليه المنصب وذلك فى أعقاب تلقيه تهديدات بأنه سيتعرض للقتل بالرصاص ولإحراق منزله بسبب فشله فى تظهير المدينة من القمامة والتأخر فى دفع الرواتب.
وقال فرج نجم، وهو معلق سياسى من أهل المدينة ويمثلها حاليا فى المجلس الوطنى "هذه هى المفارقة، اليوم يصوتون لصالحك وغدا يبصقون على وجهك".
أضاف "إذا لم ترتاح هذه المدينة فإن الأمة كلها لن ترى أى هدوء...إنها المدينة التى تصدر كل شىء طيب وكل شىء شرير، الزعماء والانتحاريين، عندما تفشل الحكومة المركزية فى إدراك هذا كواقع وتتعامل مع بنغازى كمدينة نائية ستبدأ المشاكل".
اسوشيتد برس: بنغازى الليبية... بائسة وصعبة المراس بعد الثورة
الجمعة، 21 سبتمبر 2012 05:06 ص