نصر فتحى اللوزى يكتب: اليوم الوطنى عندنا.. اليوم الوطنى عندهم

الخميس، 20 سبتمبر 2012 06:57 م
نصر فتحى اللوزى يكتب: اليوم الوطنى عندنا.. اليوم الوطنى عندهم صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحدد كل دولة يوما وطنيا لها.. هذا اليوم يحمل معه ذكرى تعمل كل دولة على تخليدها.. فمنها دحر الأعداء والانتصار عليهم.. ومنها تحرير الأرض واستعادة كرامة الدولة، كما يحدث عندنا وأيضا فى يوم قيام الثورة.. ومنها تحقيق نصر غال فى أى مجال من المجالات المختلفة التى يعتز بها شعب الدولة.

أما فى اليابان ففى يوم السابع عشر من شهر سبتمبر من كل عام يحتفل الشعب اليابانى باليوم الوطنى (احترام كبار السن).. فنظرة الشعب اليابانى إلى كبار السن أنهم هم الذين قاموا ببناء الوطن وضحوا بأوقاتهم وشبابهم وأعملوا العقل من أجل رفعة الوطن.. من أجل غد أفضل لكل الأجيال القادمة.. كبار السن هم حقيقة اليوم الوطنى فى اليابان لذا فإن الشعب اليابانى يحتفل بهم حبا وتكريما وحفاوة وتقديرا لما بذلوه وأعطوا للوطن من أجل بناء الوطن فى مختلف قطاعاته وأولها بناء الإنسان اليابانى الذى تقف أمامه خجلا من علو أخلاقه وحسن سلوكه وأدبه الجم الذى لا مثيل له فى العالم.

وإذا كانت اليابان تحتفل باليوم الوطنى (احترام كبار السن) فإن سيدنا الحبيب المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 1433 سنة هجرية قال (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لا يخفى على أحد منا الانهيار السلوكى فى الشارع وفى مواقع العمل ولقد طال هذا الانهيار السلوكى كبار السن الذين يتألمون يوميا من ضياع الأخلاق عند الصغار وعند الشباب وأصبح لسان كل منهم (عاريا) فضاعت هيبة أصحاب الشعر الأبيض.. إنه انهيار الإنسان.. إن الكثير من المسلمين (إلا من رحم ربى) ضلوا طريق الاحترام لكبار السن رغم أنهم يرتادون المساجد واسمحوا لى أن أعيد ما قاله شيخنا الغزالى (إذا انفصل السلوك عن الفكر تلك هى الطامة الكبرى).. وهناك شكل آخر من عدم احترام كبار السن وهذا يتحقق على أيدى بعض المسئولين عندما يتقدم أحد كبار السن بمظلمة ما، لا يجد إلا الإهمال وعدم المبالاة وعدم الاهتمام بما يقول.. فيزرع فى كبير السن ألما وحزنا على انهيار الإنسان.

إن بناء المصانع والمستشفيات وتمهيد الطرق وغزو الصحراء وغزو الفضاء من السهل اليسير ولكن بناء الإنسان من الصعب وليس عسيرا.. أعيدوا بناء الإنسان.. كرموا كبار السن.. أعيدوا زراعة المبادئ والأصول التى بها يتم رحمة الكبير فى سنه المتقدم كما تفعل اليابان.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة