مصر قلب العروبة ورمانة ميزان الأمة العربية، هذا ليس تحيزاً لمصريتى ولكنها حقيقة واقعة بحكم التاريخ والجغرافيا، ولا يستطيع أحد إنكارها.. ورغم حالة التقزيم والتهميش التى عانت منها البلاد والتفريط فى كرامة المصريين على يد المخلوع، مبارك، خلال سنوات حكمه.. الأمر الذى جعل بعض الأشقاء فى دول الخليج يتعاملون باستهانة ومهانة مع المصريين أثناء بحثهم عن لقمة عيش شريفة فى تلك الدول إلا أن الحقيقة المؤكدة أن هذه الدول لا تستطيع الاستغناء عن المدرس والطبيب والمهندس والعامل المصرى.. وكثيراً ما كنا نسمع من دول أمراء وملوك الخليج بأن مصر الشقيقة الكبرى، ولا أدرى كيف يتخلى الأشقاء الصغار عن شقيقتهم الكبرى فى محنتها الاقتصادية، التى تفاقمت بعد الثورة فى ظل فقدان بعض موارد الدولة من السياحة وانخفاض الإنتاج وازدياد الصادرات مع تزايد المطالب الفئوية التى عمت البلاد فى كل غالبية مؤسسات الدولة.. وفى رأيى أن الموقف المتخاذل من قبل دول الخليج وتخليهم عن شقيقتهم الكبرى للخروج من عنق الزجاجة يعود إلى أحد احتمالين أو كليهما معاً.. أولهما أن نجاح الثورة المصرية وتحقيقها لمطالب الشعب وتحسين أحوال المواطنين بعد الثورة، يمكن أن يكون دافعاً لمواطنى دول الخليج أن يحذوا حذونا ويقوموا بثورتهم على تلك الأنظمة لتحقيق الحرية والعدالة فى توزيع الثروات، التى يذهب معظمها للأسرة المالكة، ويتم توزيع الفتات على باقى المواطنين، ولذا لن يقوموا بمد يد العون لمصر لرسم صورة ذهنية لدى شعوبهم بأن الثورة المصرية لم تحقق شيئا سوى الانهيار الاقتصادى والانفلات الأمنى، وأن معاناة الشعب ازدادت بعد الثورة.. الاحتمال الثانى هو غضبهم لمحاكمة وسجن صديقهم المقرب المخلوع مبارك، الذى أضاع دور مصر القيادى والريادى وأهان شعبها لصالح بعض هذه الدول.. والذى لا تعلمه دول الخليج أن قوتهم من قوة شقيقتهم الكبرى، وأنه لا قدر الله لو سقطت مصر فسوف تأكلهم الضباع والسباع وسيكونون لقمة سائغة يسهل مضغها.. فهل يستوعبون الدرس قبل فوات الأوان ويساهمون باستثماراتهم للخروج بشقيقتهم الكبرى من عنق الزجاجة؟
محمد جرامون يكتب: لماذا تخلت دول الخليج عن مصر؟
الخميس، 20 سبتمبر 2012 02:55 م
صورة أرشيفية