فى أكتوبر 2010 دعا البابا بندكتوس السادس عشر إلى مؤتمر كبير يسمى سينودس لكل مطارنة الشرق الكاثوليك والخبراء المرتبطين بهذه المنطقة ودام الاجتماع أكثر من أسبوعين، كأن البابا كان له نبؤة للأحداث التى جرت لاحقاً من الربيع العربى والحرب فى سوريا وإلى آخره.
جاء ليقدم للقادة السياسيين والدينيين فى المنطقة التوصيات الناتجة عن هذا المؤتمر، جاء على الرغم من أن كثيرين قالوا لن يأتى لأن المنطقة ملتهبة، جاء رغم إن كثيرين أشاعوا أنه لن يأتى خوفاً على حياته، جاء رغم إن كثيرين شككوا فى نوايا الزيارة، ورغم ذلك جاء قائلاً: لم أفكر أبداً أن ألغى زيارتى للبنان، جاء حاملاً رسالة رجاء وسلام، جاء ليثبت إخوته ويرعاهم كما طلب السيد المسيح من بطرس الرئيس الأول للكنيسة وخلفائه، جاء ليقول لمسيحيى الشرق "أنا معكم وسلامى أعطيكم"، بل الكنيسة كلها معكم تسندكم وتقويكم فى إيمانكم.
جاء ليشاركنا الهموم والصعاب، جاء ليقول لمسيحيى الشرق ابقوا فى أرضكم التى غرسكم الله فيها، فالهجرة "عسل مُر"، شاركوا فى نهضة بلادكم، مدوا يد المحبة والحوار والمساعدة لشركائكم فى الوطن.
جاء ليقول للقادة السياسيين ليعطيكم الله هبة السلام وصمت السلاح خاصة فى سوريا، جاء ليؤكد لهم على كرامة الإنسان وقدسية الحياة، لأنها من صنع الخالق، منبهاً أن العائلة هى أساس المجتمع وضرورة نبذ الحرب واحترام كل إنسان مهما اختلفنا معه وعنه.
جاء ليصغى إلى الشباب إلى آلامهم وآمالهم، إلى إحباطاتهم وطموحاتهم، قائلاً لهم: "احملوا المحبة أينما كنتم"، جاء للبنان والشرق الأوسط برياح جديدة مفعمة بالحب والرجاء والسلام.
* المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الكاثوليكية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة