أكد مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية أن جماعة الإخوان المسلمين التى تحكم مصر الآن من خلال الرئيس محمد مرسى تسعى فى المقام الأول لتحقيق أجندتها الخاصة مع التعبير عن الالتزام بوعود ميدان التحرير الثورية، مشيرا إلى أن تلك الأجندة تتمثل فى إضفاء الطابع المؤسسى على سلطة الجماعة.
وعلق المجلس على الأحداث الأخيرة التى شهدتها مصر فى الشهر الماضى، وقال إن هذا الشهر كان مثيرا بالتأكيد، مع قيام الرئيس مرسى بالإطاحة بقيادات المجلس العسكرى واختيار وزير جديد للدفاع وإلغاء الإعلان الدستورى المكمل.
ورأى المجلس فى التقرير الذى كتبه خبير مصر والشرق الأوسط ستيفين كوك إن هذه الخطوة تمثل تطورا إيجابيا لأنها تساعد على خلق بيئة أكثر ملاءمة لظهور السياسات الديمقراطية، إلا أنه وفى نفس الوقت، ومع ذلك، فإن مرسى والإخوان المسلمين، أو بالأحرى حزب الحرية والعدالة، قاموا بعدد من التحركات المثيرة للقلق والتى تتعلق بمدى التزام الإخوان بالتغيير الديمقراطى.
وأشار تقرير المجلس الأمريكى إلى أنه على الرغم من بعض الخطوات المثيرة للقلق التى تتمثل فى السعى لإغلاق قناة تلفزيونية "الفراعين" وحبس رئيس تحرير جريدة الدستور إسلام عفيفى بتهمة إهانة رئيس الجمهورية، وإن كان مرسى قد أصدر لاحقا قانونا يمنع حبس الصحفيين، إلا أن مرسى ورفاقه استطاعوا أن يجتازوا الأمر برغم تعرضه لانتقادات فى وسائل الإعلام الغربية بسبب هذه المواقف وأهمها صحيفة واشنطن بوست التى ركزت افتتاحيتها على مدار العقد الماضى على دعم التغيير الديمقراطى فى مصر.
ويشير كوك إلى أنه يتفق مع الرأى القائل إنه بسبب حالة الاستقطاب الشديدة فى مصر، فهناك دائما من سيرى بعض أفعال مرسى بشكل شرير، إلا أنه بينما ينتقد البعض الإخوان والسلفيين الليبراليين لدعمهم المجلس العسكرى باعتباره حصنا ضد الإسلاميين بدلا من دعم الديمقراطية، فإن الإسلاميين وأتباعهم فعلوا شيئا مشابها عندما خلقوا أعذارا لمرسى ولتصرفات الإخوان التى يبدو أنهم أكثر اهتماما بإضفاء الطابع المؤسسى على سلطتهم أكثر من التمسك بمبادئ الثورة، ونظرا لكل الآمال والتوقعات التى يبنيها المصريون بشأن إنشاء نظام ديمقراطى، لماذا يفلت مرسى والإخوان من العقاب على مثل هذه الإجراءات.
ويعتقد الخبير الأمريكى أن هناك ثلاثة أسباب تفسر لماذا تُقابل الميول الإخوانية غير الليبرالية بحالة عدم مبالاة جماعية بدلا من الغضب الذى كان يحدث عندما يمارس الحزب الوطنى "المنحل الآن" الضغوط على معارضيه ويعمل بكل أنواع المغالطات غير الديمقراطية تحت ستار الإصلاح.
وتابع: أول هذه الأسباب يتضح فى أن بعض المحللين يرون أنه لم يمر سوى شهرين على وصول مرسى للسلطة، وأنه واجه قوى عديدة تعارضه، ويعتقدون أن لو احتاج مرسى إلى اللجوء للأساليب القانونية لكن غير ديمقراطية لإرساء حكمه لفعل، لكن المشكلة مع هذه الحجة أننا لا نعرف أن مرسى والإخوان ينون بناء نظام ديمقراطى، والأكثر أهمية أن الطريق لدعم الديمقراطية هو دعم الديمقراطية، وليس القيام بأمور غير ديمقراطية مثل محاكمة الصحفيين أو إغلاق قنوات تلفزيونية مهما كانت مقيتة، لأن هذا ببساطة لا يخدم قضية الحرية.
السبب الثانى أن الرئيس مرسى والإخوان لديهم قدر من المصداقية، وهى التى تعطى مرسى مهلة خلال أيامه الأولى فى السلطة.
والثالث، كما يقول كوك، إن المحللين الغربيين ومؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية يعتقدون أن الإخوان يمكن أن يكونوا قوة حقيقية للتغيير السياسى التدريجى، ويستندون فى ذلك إلى القول إن التطور المزعوم فى جماعة الإخوان المسلمين ينعكس فى خطابها حول الإصلاح والتغيير الديمقراطى. ويشير المراقبون أيضا إلى أداء الإخوان البرلمانى الذين سعوا فيه إلى مساءلة الفاسدين فى عهد مبارك.
ولو أن أيا من هذه الأسباب غير مقنع، كما يقول كوك، فإن ذلك لا يهم وفقا للنظرية التى تقول إن الإخوان سيُجبرون على أن يصبحوا ديمقراطيين، لأن مصدرهم الوحيد هو شعبيتهم، ولذلك سيعودون إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى لتحقيق مكاسب سياسية ضد خصومهم السياسيين، وفى نهاية المطاف يتم إضفاء الطابع المؤسسى على مبادئ وممارسة الديمقراطية.
وختم مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية تقريره بالقول إنه من السابق لأوانه استخلاص أى نتائج قاطعة حول الإخوان فى مصر، لكن يبدو أن هدفهم الأساسى بالتأكيد هو المضى قدما فى أجندتهم باى وسيلة فى الوقت الذى يعربون فيه عن ولائهم لوعود ميدان التحرير الثورية.
مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية: الإخوان أكثر اهتماما بإضفاء الطابع المؤسسى على سلطتهم أكثر من تمسكهم بمبادئ الثورة.. مرسى والجماعة قاموا بخطوات تثير القلق بشأن مدى التزامهم بالتغيير الديمقراطى
الأحد، 02 سبتمبر 2012 06:36 م
محمد مرسى