على رمضان يكتب: مصر تعود من سفر بعيد

الأحد، 02 سبتمبر 2012 04:46 م
على رمضان يكتب: مصر تعود من سفر بعيد الدكتور محمد مرسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كم سعدت مصر وطربت حين سمعت الرئيس مرسى فى خطابه أمام مؤتمر عدم الانحياز يعلن موقف مصر الخاص ورأيها غير الخاضع للإملاء من الأحداث، وسر هذه الفرحة أن شعر المصريون فجأة أن مصر عادت إليهم بعد غياب طويل، فشعروا بالاشتياق الخفى لكل غائب أوحشه وعز عليه فراقه، فلما عاد دمعت العيون ووجفت القلوب وارتعشت الجوارح، وهو لقاء الحبيب بعد غيبة.

الرئيس مرسى ألقى خلفه مجاملات كان البعض يتوقعها لإيران وأعلن استقلال مصر وخصوصية قرارها، سواء فى المسألة السورية التى تدافع فيها إيران عن نظام سوريا فطالب الرئيس مرسى بإسقاط ظلمه وتوقف سفكه للدماء الذكية، أو فى استهلال خطابه بترضية عن أبى بكر وعمر اللذين لا يعترف بهما الرافضة فى إيران، فى كلمات قوية ثابتة راسخة واضحة دون التفاف ولا عوج ولا مواربة ولا تورية، مما حرك فى مشاعر المصريين ذكريات وحنين، لأيام زعامة مصر وجلوسها فوق هرم زعامة العرب، وإشعالها لثورات التحرير التى أعقبت ثورة يوليو.

الرئيس مرسى حرك الذكريات ثانية بعدما ألقى وراءه الخلاف الأيدولوجى وذكر مادحا نضال وكفاح عبد الناصر المؤسس لحركة عدم الانحياز مع نهرو وتيتو، فأعاد النبض إلى تاريخ الحرية من فساد الملكية والتخلص من الاحتلال الإنجليزى الغاشم، فدمعت العيون وهى تتذكر الضباط الأحرار وهم يطردون الإنجليز خارج البلاد فتوحدت المشاعر المصرية كلها وخفقت أفئدتها بالعزة من جديد.

واهتزت المشاعر الأفريقية ومعها زادت فرحة المصريين بعودة مصر الأفريقية، لما طالب الرئيس بضرورة تخصيص مقعد دائم فى مجلس الأمن لأفريقيا، التى تحمل أغلب المشكلات المناقشة فى المجلس، وذكّر العالم بأن أفريقيا ليس لها حق مقعد دائم، وهى قارة كاملة لها كيانها فى العالم الحديث، ويجب تعديل نظام مجلس الأمن ليناسب التغيير الحديث فى العالم.

وأعاد الرئيس مرسى للأذهان صورة مصر المدافعة بقوة – دون منظرة ورياء – عن فلسطين المناضلة والمكافحة ضد الظلم الواقع عليها، فطالب بضرورة قيام الدولة الفلسطينية وضمها للأمم المتحدة، فتذكر السامعون والمشاهدون مذابح إسرائيل التى أقامتها للفلسطينيين عبر الماضى، حين أشار الرئيس مرسى إلى قهر الفلسطينيين فى السجون وضرورة إيجاد حلول فعالة إزاء هذا البغى والظلم، فظهرت عاليا صورة مصر، أم العروبة وأبيها، المجاهدة المجاهرة بضرورة عودة الحق لأصحابه.

لقد عاد الرئيس من أثيوبيا بالأسيرة شيماء، وعاد من إيران بالسجينة مصر.

مصر عادت بفضل خطاب رئيسها إلى أن تسطع عربيا.. وتشرق أفريقيا.. وتتلألأ عالميا.

وكان هذا كله سببا لأن يصرح المعارضون والمتربصون والمحبون وغير المحبين بابتهاجهم بخطاب الرئيس الذى أجلس مصر ثانية على عرش الزعامة.

فالحاقدون والفاشلون لا يسعهم فى خضم تفوق الناجحين إلا أن يقفوا فى صفوف المهنئين والمصفقين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة