كارنيجى: أزمة الفيلم المسىء أثبتت انتقال مرسى والإخوان المسلمين من المعارضة إلى الحنكة السياسية.. المركز الأمريكى يدعو إلى ضرورة سد الفجوة بين واشنطن والعالم العربى فى مسألة حرية التعبير

الأربعاء، 19 سبتمبر 2012 01:12 م
كارنيجى: أزمة الفيلم المسىء أثبتت انتقال مرسى والإخوان المسلمين من المعارضة إلى الحنكة السياسية.. المركز الأمريكى يدعو إلى ضرورة سد الفجوة بين واشنطن والعالم العربى فى مسألة حرية التعبير الرئيس محمد مرسى
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت مؤسسة "كارنيجى" الأمريكية للسلام الدولى إن هناك هالة فضية صغيرة تحيط بالسحابة السوداء التى تخيم فوق العلاقات المصرية الأمريكية بعد فشل الشرطة فى مصر فى منع اقتحام سفارة الولايات المتحدة بالقاهرة الأسبوع الماضى.

وأوضحت المؤسسة، فى تقرير كتبته كل من مارينا أوتاوى وسارة شايز، أن الرئيس محمد مرسى وحزب الحرية والعدالة والإخوان المسلمين أثبتوا أنهم بدأوا فى الانتقال من المعارضة إلى الحنكة السياسية، مشيرة إلى أن مثل هذه الحنكة بدورها ستكون مطلوبة من جانب المسئولين الأمريكيين من أجل الاعتراف بصعوبة الموقف الذى تواجهه الحكومات العربية ولتجنب تأجيج المزيد من ذلك.

ويمضى التقرير قائلا إنه مما لا شك فيه، أن الحنكة السياسية المصرية لم تكن موجودة فى 11 سبتمبر الماضى، عندما حمل المئات من المحتجين الأعلام السوداء ومزقوا العلم الأمريكة وتسلقوا جدران السفارة الأمريكية، واستغرق الأمر 27 ساعة من الرئيس مرسى للتنديد بالاعتداء. لكن مرسى وحزبه تجاوزوا خطأهم وسارعوا إلى التعويض فى الوقت الضائع بخطاب تليفزيونى للرئيس وبيان من نائب المرشد خيرت الشاطر يعرب فيه عن قلقه على سلامة البعثة الدبلوماسية الأمريكية، بما يمثل اعترافا من جانب الحكومة المصرية والإخوان بأن بمسئوليتهم فى حماية البعثة مطلقة بغض النظر عن الظروف التى تؤدى إلى التهديد.

ويرى كارنيجى أنه بالنسبة لحزب جديد وبلا خبرة تولى مسئوليات الحكم ويواجه أول أزمة فى السياسة الخارجية، فإن هذه الاستجابة يجب النظر إليها من النصف الممتلىء وليس الفارغ من الكوب، فعلى الأقل التغيير فى النهج يسير فى الاتجاه الصحيح.

والحكومة المصرية فى موقف صعب، فلأول مرة فى التاريخ الحديث، تصبح مصر ديمقراطية بما يكفى لتأخذ فى الحسبان موقف الرأى العام، وهو موقف يجب أن يكون الرئيس الأمريكى باراك أوباما ومنافسه الجمهورى ميت رومنى قادرين على التعاطى معه. فمصر ربما تشهد انتخابات برلمانية فى الأشهر القليلة المقبلة، والغضب منتشر بسبب الفيلم المسىء، والسلفيون والعلمانيون وحتى فلول النظام السابق يزعمون أن مرسى كان يجب أن يرد بشكل أقوى على الفيلم. بمعنى آخر، أن يكون على رأس المتظاهرين.

ويتابع التقرير قائلا: فى محاولة لتحقيق التوازن الداخلى وضرورات العلاقات الخارجية، فإن مرسى جعل الحسابات السياسية الداخلية فى بداية الأمر أهم من الحنكة السياسية وتعثر، وربما يتعثر مرة أخرى وهو يحاول أن يدخل الخيط فى إبرة رفيعة للغاية، ويجب أن تعى واشنطن هذا اللغز وأن تحاول مساعدته فيه.

وأكد التقرير أن الكثير من حكومات الشرق الأوسط والعالم الإسلامى تواجه نفس المعضلة مثل مرسى، فالجماعات المتشددة تشعل عن عمد الحساسيات الدينية لأهداف خاصة بها، إلا أنه سيكون خطأ فادحا تجاهل حقيقة الاستياء من الولايات المتحدة فى دول كثيرة. وتشير سرعة انتشار الغضب من الفيلم المسىء إلى أنه أعطى فرصة لمشاعر عميقة كامنة، فالعنف انتشر بسرعة ليس فقط عبر الشرق الأوسط ولكن أيضا خارجه فى نيجريا وبنجلاديش، ويمكن أن يزداد الموقف سوءا أو على الأقل يظل متوترا بشكل خطير لفترة من الزمن.

ويقول كارنيجى إنه من واجب الحكومات العربية الحد من العنف وحماية البعثات الدبلوماسية، ولكن يجب أن تمتنع إدارة أوباما وأيضا الكونجرس وحملة رومنى عن اتخاذ خطوات من شأنها أن تجعل الأمور أسوأ. ويجب أن يسيروا على خط رفيع بين السياسات المحلية والحنكة الدولية.

ويشدد تقرير المركز الأمريكى على أن الخطوة الأكثر أهمية هى محاولة سد الفجوة بين الولايات المتحدة والرأى العام العربى وحكوماته فى مسألة حرية التعبير. والفجوة سببها جزئيا عدم فهم النظام الأمريكى فى العالم العربى، فمعظم العرب لا يعتقدون أن حكومة الولايات المتحدة عاجزة عن السيطرة على وسائل الإعلام.

لكن سببه أيضا موقف البعض فى الولايات المتحدة الذين يرون أن القيم الأمريكية تتطلب الدفاع عن حق مطلق فى حرية التعبير. لكن، حتى فى الولايات المتحدة، التى هى أكثر بلد يوفر الحماية للحريات وخاصة حرية التعبير فى العالم، فإن هذه الضمانات ليس بلا قيود. فالدستور الأمريكى بتفسيره الحالى يضع مسافة بين التعبير الهجومى الذى يحظى بالحماية، والتعبير الذى يتعمد إثارة العنف واختراق القانون، وهو لا يحظى بالحماية.

ومع الاستمرار فى الدفاع عن حرية التعبر والصحافة واستمرار المهمة الأطول فى إقناع العرب بأن حكومة واشنطن لا تتحكم فى وسائل الإعلام، فإن المسئولين الأمريكيين ربما يتخذون خطوات عمدية فى الداخل، بإيجاد سبل قانونية لمواجهة خطاب الكراهية.

وختم كارنيجى تقريره قائلا إن علاقات أمريكا مع العالمين العربى والإسلامى لن تتحسن ما لم تدعم الولايات المتحدة موقفها، ويحذر من أن تهديد مصر بخسارة المعونة العسكرية أو سحب الدعم عن قرض صندوق النقد الدولى سيزيد الأمر صعوبة على حكومة مرسى لمواجهة الأزمة داخليا، كما أنه يزيد الغضب فى المنطقة.

وخلص المركز إلى القول بأن ما يساعد على إخماد الأزمة هو الاعتراف بوجود محرضين فى كافة الأطراف مستعدون لاستغلال الفرص المتاحة لتأجيج التطرف. ويجب على مصر وأمريكا أن يجدوا طرقا قانونية لوضع بعض القيود على حرية الإضرار التى يتمتع بها المتطرفون.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة